إعلان

لتكن مثل علي فرج

خليل العوامي

لتكن مثل علي فرج

خليل العوامي
07:00 م الإثنين 21 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دون ضجيج، وبكلمات أقوى من الرصاص وأهم من الشعارات الحنجورية التي اعتدنا عليها في دفاعنا عن قضية الشعب الفلسطيني، فضح نجم الأسكواش المصري المصنف الثاني عالميا علي فرج الغرب وازدواجية معاييره في التعامل مع الحقوق والشعوب المنكوبة.

وضع علي فرج قادة العالم والشعوب أجمع أمام ضمائرهم التي تغافلت عن حقوق الفلسطينيين المعروفة والمشروعة، بينما هبوا في أيام معدودة لنصرة أبناء بشرتهم من شعب أوكرانيا.

لقد أوصل علي فرج صوت كل الداعمين لفلسطين بل صوت كل الشعوب المنكوبة والمضطهدة.

حول علي فرج منصة تتوجيه ببطولة أوبتاسيا في العاصمة البريطانية لندن إلى منصة محاكمة للنظام الدولي ونظم الرياضة في العالم، التي يتم تفصيلها على مقاس الدول الكبرى ومصالحها، وأعاد تذكرينا جميعا بأن هناك وطنا محتلا، وشعبا مسلوب الحقوق والإرادة يقبع الآلاف من أبنائه في سجون الاحتلال، وآخرين استشهدوا برصاصه وتحت آلياته العسكرية، سيرا على ضرب من سبقوهم دفاعا عن نفس الحق وذات الأرض.

أعتلى علي فرج منصة التكريم فحاولوا ببراجماتية فجة استغلال نجاحه بانتزاع دعمه للشعب الأوكراني، ورغم أنه اعتلى نفس المنصة ومنصات أخرى عشرات المرات من قبل كان محرما عليه أن يقول كلمة حق عن فلسطين، فقال: "لم يكن مسموحا لنا من قبل خلط السياسة مع الرياضة، ولكن فجأة الآن أصبح مسموحا، وطالما أصبح مسموحا، فلعل الناس تنظر للاضطهاد الذي يحدث في كل مكان في العالم".

ثم أكمل حديثه قائلا : "الشعب الفلسطيني يعاني منذ 74 عاما من المشاكل بسبب الحرب أيضا، طالما نستطيع الحديث الآن عن الأوكرانيين، فبالتالي يمكننا الحديث عن الفلسطينيين أيضا .. لذا من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار.. شكرا جزيلا"

هذه العبارات القصيرة أسقطت عن الغرب ورقة التوت التي حاول ستر عورته بها، وكشف عنصريتهم وتواطؤهم ضد الفلسطينيين، لقد فضح شعاراتهم الكاذبة عن الحريات والمساواة والشرعة الدولية ومعايير حقوق الانسان والقرارات الدولية الى نهاية كل هذه العبث الذي لا يطبق إلا على الشعوب الفقيرة.

الشاهد هنا أن علينا جميعا أن نتعلم الدرس ونعرف كيف ومتى وأين نوجه رسالتنا، والأهم كيف تصل هذه الرسالة وتكون مؤثرة.

فقد تجاوزت كلمات علي فرج حدود مكان التكريم والعاصمة البريطانية وبريطانيا كلها إلى كل نقطة في العالم، ذلك أنه شخص ناجح ومؤثر، لقد فعلها لأنه نجم في مكانه.

علينا أن نعرف أن دعم الشعب الفلسطيني لم يعد مفيدا من ميكروفونات المساجد والكنائس كما لم يكن مجديا من قبل، وأن استعادة الفلسطينيين لحقوقهم لكن يكون بالدعاء على إسرائيل ومن خلفها في صلواتنا، وإنما بالعمل والجهد والتفوق على مستوى الأفراد والدول، وحينها فقط سيكون لنا صوت، وحينها فقط يمكننا دعم فلسطين بصورة حقيقية.

إعلان