إعلان

الخروج عن النص للنص..!

د. سامي عبد العزيز

الخروج عن النص للنص..!

د.سامي عبد العزيز
09:37 م السبت 17 يوليه 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أتصور الكثيرين لاحظوا الكلمة التي حرص السيد الرئيس السيسي على التركيز عليها بعد أن ألقى الكلمة الرسمية من نص مكتوب بعناية وشمولية، في المؤتمر الأول "لحياة كريمة".

من المؤكد أن وراء هذا الأداء أهدافا محددة، منها التأكيد على الأولوية والخصوصية والتقدير الجاد والحاد لاتجاهات الشارع المصري نحو أزمة سد النهضة؛ مما جعلها خاتمة وحيدة وأساسية خارج النص المكتوب.

ومنها أيضا التعبير عن المشاعر بلغة غير رسمية أو مكتوبة أسرع وصولاً وأسهل هضماً، ومن ثم أكثر تأثيراً، وجاء رد الجماهير في الاستاد مؤكداً هذا الهضم والفهم والتأثر. نعم، خرج الرئيس عن النص، ولكنه لم يخرج عن الخط أو عن الرؤية الأساسية والحاكمة لتعامل مصر المنضبط والمحسوب نحو أخطر قضية في حياة مصر الآن، وإلى أن يتم التوصل لحل نهائي.

نعم، "خرج عن النص"، ولكنه لم يخرج عن تفهمه قلق المصريين دون أن يتملقه أو يدغدغ مشاعره بكلمات إنشائية؛ فقد جمع الرجل بين بساطة الكلمات، والابتسامة، وبين الصرامة والإصرار على إنهاء الأمر دون التضحية بحق مصر.

بعيداً عن هذا التعليق المباشر مني- أعتقد أنه قد يشاركني البعض فيه- أتصور أن الإعلام المصري يجب أن يتخذ من هذا التوجه الرئاسي أساساً للتعامل.

فلا لـ"التسخين أو التشنج". ونعم للشرح والتفسير والتذكير.

لا لـ"عنجهية الشعارات" والوقوع في وهم الزعامة السياسية، على حساب المهنية الإعلامية المنضبطة.

يجب الاعتماد على أهل الخبرة الفنية والتاريخية والقانونية والوعي السياسي.

لا بد من ذكاء الربط بين ما يحدث على أرض مصر من أحداث وإنجازات ومشروعات تمتد إلى أطراف مصر وحدودها وخارج حدودها للتأكيد على تكامل وتوازن تحركات مصر ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بأزمة سد النهضة.

ببساطة: الخروج عن النص لتوصيل مضمون النص من مقومات نجاح الخطاب السياسي.

إعلان

إعلان

إعلان