إعلان

عام جديد.. ضياءات الأمل والتحققات..

د.هشام عطية عبد المقصود

عام جديد.. ضياءات الأمل والتحققات..

د. هشام عطية عبد المقصود
07:01 م الجمعة 31 ديسمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كثيرة هي الأشياء الصعبة والممكنة معا في الحياة، من زاوية كيف يراها الشخص، وهي تحديدا التي يحملها سجل التاريخ منجزا فذا للمجتمعات والأفراد من البشر الذين تفاعلوا معها بإبداع وحققوا من خلالها سجلا فذا، سيبدو ذلك واضحا تماما وأنت تسترجع حركة التاريخ عبر فصوله وأبوابه وحكايات التحقق ثم مسيرة الشخصيات داخله، ستوقن أن ما ظنه البعض بابا من المستحيل قد رآه آخرون منفذا ممكنا وسعوا في اتجاهه منجزين، ليحققوا ما أصبح ناصعا في مسيرة الأمم والأفراد، وهكذا تشكلت المفصليات في تاريخ الكون وارتبطت بها الأسماء، دلالة على أن الفعل البشرى لا حدود له حين يمتلك عزما صلبا وهدفا واضحا وقدرة عمل تتعدى متاريس الكسل والسكون.

ستقول الرواية التاريخية شيئا مهما عن أن لذلك صلة وارتباطا لا ينفك بتحلي البعض بالمثابرة والدأب، ثم القدرة على حفز الهمم حين يحل التعب أو يتسلل كسل ما، وإدارة ذات المعطيات – التي طالما كانت متاحة لآخرين – باختلاف وتميز ونتاج مضاعف، ولتكون معهم وعبرهم تطويرا وتحديثا وآفاقا غير مسبوقة حتى لتبدو تخطيا واجتيازا لما كان يعتقد في زمن ما أنه صعب أو بعيد أو حتى مستحيل.

وقد أراد بعض المؤرخين قصر التحولات الكبيرة في المجتمعات على ما يسمى الطاقة الجمعية، وأهملوا أن هناك قدرة فذة للأفراد والشخصيات منحها لهم جهدهم ودأبهم وفطرتهم، وأهملوا أيضا أن هناك خصوصية لبعض المجتمعات نتيجة الثقافة والتقاليد وأيضا حجم التطور التاريخي والمؤسسي بها لتحتاج معها وبشكل مهم ومؤثر لدور هذه الشخصيات، وبما تتحلى به من قدرة على أن توحد مسيرة العمل وتحدد التوجه وتبادر وتقود، قُدر لهم أن يخوضوا غمار ما سكن وآسن من العادات والثقافات والممارسات غير هيابين ولا متراجعين، متحملين عبء وجهد ترويض الإرادات المتعارضة، وتفكيك ثقافة التكاسل والتراخي والنميمة، وتجاوز مصدات التحققات فينتجون حدائق المنجزات.

قد تطلق الأدبيات على ذلك تعظيم إدارة الموارد والإمكانات وأسميه شيئا أبسط كثيرا هو العزم والهمّة والقدرة الفائقة التي تتوافر للبعض والتي تعطيهم إرداة التغيير والفعل ثم طاقة الأمل العظيم الذي يرى في معطيات ما متاحة وتبدو عادية لدى البعض إمكانات وآفاقا قابلة لتحققات فذة.

وهكذا وعبر تجارب التاريخ عرفنا أن العلم والحلم معا هما ضفيرة متماسكة للفعل البشري العظيم، منهما يرسم خط الصعود حركته فىي مؤشرات الآتي ويصنع منجزا يفوق ما عرفه السابقون، بأن تشجع غايتين متضافرتين تبنيان، العلم سلوكا وفضيلة والحلم أملا ورافعة.

فلو تحدثت فقط مع أحدهم عاش منذ عدة قرون محدودة مضت بأنه ربما سيأتي يوم قريب يمكن للبشر أن يذهبوا هناك بعيدا يمشون فوق ذلك الشىء المضيء الذي يبدو حينها أنه المسؤول عن فك ظلمة الليل واسمه القمر لقال عن هذا جنون، أنكر العوام وجمهرة الناس على البعض الحلم فرأوه بعيدا بينما رآه آخرون قريبا ولولا هذه النظرة ذاتها والأمل ذاته الذى أفاء الله عليه البشر، لما عرف الناس واكتشفوا ولما يسروا أمور معيشتهم، وما جلسوا يوما يشاهدون مصدقين بعدها مألوفية وبداهة أنهم يشاهدون بثا فضائيا منقولا عبر دولة بعيدة لحدث أو حفل أو مباراة تتم فى المساء بينما هم فى منتصف الظهيرة.

تظل الأمثلة حاضرة عن أولئك الذين يرون الحياة دوما صعابا واستحالات، وعن من يرونها بالعلم والأمل ممكنة وأنها ستطل مظللة وستشرق مشمسة، وهذا حال الناس، بالحلم والعلم عرف الإنسان صناعة السفن والطائرات فسافر وحلق وطاف فوق الكون، فتأكد يقينا أنها كروية كما قالها جاليليو ذات زمن بعيد فأنكروه، وربما تعد أحد فضائل الأمل والسعى هى فى الحفاظ على طاقة العزم وتزويد بطاريات نورها فتضيء شرفات العمل والتحققات الكبيرة.

إعلان

إعلان

إعلان