إعلان

سوريا يا حبيبة

محمد حسن الألفي

سوريا يا حبيبة

محمد حسن الألفي
07:00 م الخميس 11 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تفتح زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى العاصمة السورية دمشق، واللقاء بالرئيس السوري بشار الأسد، رغم انتهاء الزيارة قبل يومين، الباب نحو النظر في احتمالات عديدة، تعود سوريا في ضوئها الى دائرة القرار العربي والهم العربي المشترك. أهمية زيارة الممثل الأول للخارجية الاماراتية الى دمشق تتمثل في أن الإمارات والسعودية ومعظم المنظومة الخليجية دأبت طيلة سنوات الحرب على الدولة السورية، تطالب وتدعو إلى إزاحة بشار الأسد، وهي في ذلك اتسقت مع المواقف الأمريكية والتركية، وكان الجيش العربي الوطني السوري اسمه في نشرات الأخبار العربية كتائب الأسد .

لدولة الإمارات الشقيقة مباغتات سياسية ودبلوماسية ملفتة للأنظار، وهي إدارة تتسم في أفعالها وفي رؤاها وحتى في ردود أفعالها بالبراجماتية الواضحة. إذا اعتنقت فكرا أو مصلحة نفذت بلا تردد. وإقدامها على فتح الباب الدمشقي ليس بالضرورة منعزلا عن التوافق الخليجي أن لم يكن الضوء الأخضر. إن معظم دول الخليج، ومصر بالطبع، لها علاقات دبلوماسية ونفعية وأمنية، فرضها خصم جامح في طهران، ومن العقل والعروبة ومقتضيات الأمن القومي العربي، أو حتى ما تبقى منه، التعامل مع رأس الدولة السورية.

لم توافق مصر قط على إسقاط رأس الدولة في أي نظام، لأن الجسد يتفكك، والمؤسسات تتداعي، والجيوش تتبعثر، ومخازن السلاح تصير نهبا لمن يسطو ويستدعي قوى خارجية. وضربت القاهرة أمثلة بما حدث في ليبيا وفي العراق... وهو ما كان مأمولا أن يحدث في مصر..

وزير الخارجية المصرية سامح شكري العائد لتوه من واشنطن بعد الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، قال في تصريحات له أمس إنه لا خطط حاليا لزيارة دمشق، ولابد من عودة سوريا دولة مركزية وأنه سبق التقى بوزير خارجية سوريا فيصل المقداد في سبتمبر على هامش اجتماعات الأمم المتحدة ونقل له طبيعة الموقف المصري.

والموقف هو الحفاظ على وحدة واستقرار وأمن الدولة السورية.

هل هذه المداولات مع الدول العربية الخليجية الرافضة لوجود المقعد السوري الشاغر في الجامعة العربية تمهيد لاستعادة دولة عربية محورية وإشراكها في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في الجزائر قريبا؟

ربما كان الأمر سابقا لأوانه، وربما كان ذلك كذلك... ولا يجب الالتفات عن أن اللقاء مع دمشق، يمر عبر واشنطن، وتعلم به وبمقتضياته، ومن المهم ألا يستمر إلقاء سوريا في الحضن الايراني، بعيدا عن الاحتضان العربي.

وبغض النظر عن اتهامات الاستبداد، وفظائع جرائم الحرب الأهلية السورية، فإن بشار الأسد قام بدوره في الحفاظ على أرضه وبلاده وبذل كل ما في وسعه لضمان سلامة وأمن سوريا، حتى بالتحالف مع الشيطان... تعبير تاريخي لتشرشل رئيس الوزراء البريطاني المنتصر في الحرب العالمية الثانية .

بشار الأسد على رأس سوريا أمر واقع، من خلال انتخابات، لها مالها، وعليها ما عليها، كما أن إسرائيل أمر واقع، عليها ما عليها، وعلينا أن نسترد هذه الدولة العربية المركزية قوة مضافة، بعد تعافيها للأمن القومي العربي .

من المؤكد أن مصر ليست غائبة عن دمشق ولا الأخيرة غائبة عن القاهرة ... ونتوقع زيارات تتوج الجهود العربية لاسترداد البوابة الشرقية لأمن مصر القومي .

إعلان