إعلان

السيسي.. والجامعات الأجنبية

محسن الجلاد

السيسي.. والجامعات الأجنبية

محسن الجلاد
07:07 م الإثنين 11 أكتوبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يُبهرني الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيراً بقرارات يتم ترجمتها سريعاً على أرض الواقع، وتعكس قراءته الثاقبة لواقع دولة بحجم مصر.. رغم أنه تسلم رئاستها وهي في مهب الريح، وخلال سنوات قليلة وضعها على بداية طريق البناء والتحديث.

لا أتحدث هنا عن القفزة الكبيرة في تخطيط وإنشاء شبكة الطرق والكباري، وإعادة تشغيل المصانع، وثورة التطوير العقاري العملاقة، وإنجاز العاصمة الإدارية الجديدة، ومظلة الضمان الاجتماعي لملايين الأسر الفقيرة، وخطة القضاء على العشوائيات، وتوفير المرافق والخدمات الأساسية لآلاف القرى.. بل سأتحدث عن قرار أصدره الرئيس منذ سنوات قليلة، مع البدء في إنشاء العاصمة الإدارية، يهدف إلى تأسيس جامعات حديثة في العاصمة تستضيف فروعاً للجامعات الأوروبية والأمريكية والعالمية الكبرى.

وركزت فلسفة هذه الرؤية الجديدة على التعليم المتقدم، باعتباره دعامة أساسية لإعادة بناء الإنسان المصري القادر على الإبداع والإنتاج، بحيث تكون هذه الأفرع لجامعات من بين الجامعات الخمسين الأولى في التصنيف العالمي. وأعتقد أن هذا القرار الذي تضمن تقديم الدعم اللازم للمؤسسات الجامعية التي تطبق هذه الشروط يجسّد نظرة آنية ومستقبلية ثاقبة من السيسي؛ لأن العديد من أبناء الأسر الثرية وفوق المتوسطة يسافرون إلى أمريكا ودول أوروبا للالتحاق بهذه الجامعات التي توفر تعليماً متميزاً، وتفتح آفاقاً رحبة لخريجيها في سوق العمل في أي مكان بالعالم.. وهو ما يكلف هذه الأسر والدولة مئات الملايين من العملات الصعبة سنوياً.

ووفقاً للقانون رقم 162 لسنة 2018، والقرارات الجمهورية الصادرة، أُنشئت أربع مؤسسات جامعية، تضم فروعاً لجامعات أجنبية في مصر، اعتمدتها وزارة التعليم العالي، وهي: مؤسسة الجامعات الكندية في مصر، التي تستضيف فرع جامعة جزيرة الأمير إدوارد بموجب القرار الجمهوري رقم 9 لسنة 2019، ومؤسسة جامعات المعرفة الدولية، التي تستضيف فرع جامعة كوفنتري البريطانية بموجب القرار الجمهوري رقم 423 لسنة 2019، ومؤسسة جلوبال التي تستضيف فرع جامعة هيرتفورد شاير البريطانية بموجب القرار الجمهوري رقم 561 لسنة 2019، ومؤسسة "الجامعات الأوروبية في مصر" والتي تستضيف فرعًا لكل من جامعتي (لندن، وسط لانكشاير) بموجب القرار الجمهوري رقم 86 لسنة 2021.

وقال الدكتور عادل عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن الوزارة استهدفت من إنشاء فروع الجامعات الأجنبية تعزيز الصلات بين منظومة التعليم العالي في مصر ومثيلاتها في الدول المتقدمة، وإتاحة تعليم عالمي على أرض مصر، وتحقيق المزيد من التنوع والتنافسية بين الجامعات، فضلًا عن توفير نفقات الابتعاث وجذب الطلاب الوافدين من خارج مصر، وإثراء التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع الفاعلة في حقل التعليم العالي والبحث العلمي؛ للاستفادة من التجارب الدولية.

وكانت الجامعات الأوروبية في العاصمة الإدارية الجديدة (E U E) التي أنشئت طبقاً للقانون ١٦٢ لسنة ٢٠١٨ هي إحدى ثمار هذه السياسة، ويضم مجلس أمنائها نخبة من أساتذة الجامعات في مصر، برئاسة العالم الدكتور محمود هاشم عبد القادر، رئيس الجامعة الألمانية السابق، والحاصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في العلوم والفنون.

وتستضيف أفرع لجامعات من التصنيفات الأولى على مستوى العالم، وتقدم العديد من البرامج الدراسية ومنها ١٢ تخصصاً في البيزنس والاقتصاد والعلوم الإدارية والسياسية والتمويل وغيرها من العلوم الإدارية والاجتماعية من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية LSE والمصنفة رقم 2 بعد جامعة هارفارد على مستوى جامعات العالم في دراسة كل ما يمت للاقتصاد والعلوم الاجتماعية بصلة، والتي حصل 18 عالماً من خريجيها على جائزة نوبل.

كما تعاقدت الجامعة الأوروبية بالعاصمة الإدارية على ٧ برامج في هندسة وعلوم الحاسبات في الذكاء الاصطناعي وتطوير الويب والهاتف المحمول والواقع الافتراضي وتجربة المستخدم، ويتم منح الدرجات العلمية كذلك رأساً من جامعة لندن تحت الإشراف الأكاديمي لكلية جولد سميث.

كما سيتم أيضاً منح درجة البكالوريوس في القانون تحت الإشراف الأكاديمي من جامعة لندن والمكون من عدد ٦ كليات ممثلة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وكلية بيريكييك والكلية الملكية في لندن وكلية الملكة ماري وكلية الدراسات الشرقية والإفريقية وكلية لندن الجامعية والمصنفة الثامنة على العالم وحصل منها ٣٠ عالماً على جائزة نوبل.

وتقدم الجامعات الأوروبية في العاصمة الإدارية(EUE) برامج دراسات عليا متخصصة في مجال قانون الأعمال الدولي وآليات المنازعات الدولية من قبل كلية الملكة ماري وكلية لندن الجامعية.

وقد وضعت المقررات الدراسية بالجامعات الأوروبية في مصر من قبل أساتذة متخصصين عالمياً بناءً على أحدث الأبحاث الأكاديمية، ويضاف إلى ذلك حرص الجامعات الأوروبية على تقديم العديد من التسهيلات للدارسين بها من مكتبات إلكترونية تتيح الفرصة لتنمية وتطوير القدرات البحثية والعلمية، كما يحدث في جامعات القمة العالمية.

كما تستضيف مصر في العاصمة الإدارية فرعاً لجامعة وسط لانكشير والتي تمنح درجة البكالوريوس في العلوم الهندسية في تخصصات فريدة ومميزة، وسيتم منح درجتي الماچيستير والدكتوراه بالإضافة لدرجة البكالوريوس، وتعد جامعة لانكشاير من أعرق وأقدم جامعات العالم؛ إذ تم إنشاؤها في عام 1928 والتي تعتبر من أوائل جامعات العالم في العلاقات الخارجية وأهم ما يميزها تخصصاتها الفريدة في برامج الهندسة المختلفة وعلاقتها بالصناعات الحديثة.

ولا شك أن تجربة أفرع الجامعات الأجنبية الكبرى في مصر، سوف تفتح لنا نافذة واسعة على تطورات العلوم وقفزات البحث العلمي في العالم، وهو ما نتمنى أن ينعكس في الارتقاء بمكانة مصر العلمية في العالم، فضلاً عن القدرات التنافسية للمواطن في أسواق العمل المحلية والخارجية.

إعلان