إعلان

صور تتأكد.. وصور تتحدد..

د. سامي عبدالعزيز

صور تتأكد.. وصور تتحدد..

د.سامي عبد العزيز
08:00 م الأربعاء 29 أبريل 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كم تعبر علينا صور وربما من تكرارها نعتاد عليها، ولا نعمق النظر فيها رغم ما فيها من معانٍ إيجابية جدًا جدًا.. وصور تتجدد قد تراها لأول مرة ومع خلفيتنا التاريخية مع ما يناظرها لا نلتفت إليها ولا ندرك مغزاها. وقد نفسرها على أنها لقطة وستمر.. من هذا المنطلق دعوني أعرض نماذج من هذين النوعين من الصور ومن لديه ما يؤكدها أو يزيد عليها أو ينقدها فمرحبًا..

أولاً: حينما ترى رئيس دولة ملمًا بأدق التفاصيل مع ذاكرة غاية في القوة ثم يأتي ويتحاور بها على الهواء مع الحاضرين وعينه على الرأي العام.. وحينما يقرر ألا يظهر إلا إذا كان لديه جديدًا يقوله للناس.. وحينما يجرى مؤتمرًا على الفيديو مع أسرة الأطباء ومديري المستشفيات، وهم ليسوا من أهل السياسة على الإطلاق ويفتح حوارًا ليطمئن الناس.. راجعوا معي هذه الصور ولنضيفها لألبوم يحمل صورًا منذ عام 2013، حينما أنقذ الله مصر من بلاء ووباء الظلام.. عام 2015 وهو يعلن عن أكبر وأصعب برنامج إصلاحي قائلاً: لو لم ينفذ دعوني أقدم استقالتي من الرئاسة لأنني لن أخدع أحدًا..

دعونا نضع هذه الصور قديمها وحديثها ونرى ما دلالاتها؟.. أليست تطبيقًا عمليًا لاحترام الرئيس للرأي العام.. أليست تأكيدًا على أن المصارحة والمواجهة والصدق مع الذات ومع المجتمع أصبحت مبادئ حاكمة.. وأزيدكم كم من مرة ناشد الرئيس الإعلام زيادة حيويته ومشاركته، ولن أنسى أنا شخصيًا كلمتين قالهما، وهو يتحدث عن تطور الإعلام وهما: "العلمية والحرفية"، وهنا من حقي باحثًا ودارسًا وممارسًا لصناعة لا أجيد غيرها، وهي الإعلام.. هل قطعنا شوطًا جيدًا في هذا الاتجاه.. نعم هناك مؤشرات أولية مع مجيء الصديق أسامة هيكل وزير الإعلام.. وليكن كلنا في تطلع وطموح للمزيد.. هذه صور تتأكد وتتجدد..

ثانيًا: أما عن صور جديدة لو قارنا بين الصور الجديدة التي يبدو عليها السيد رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي منذ عام، وبين أي صور سابقة لا بد أننا نرى صورًا جديدة.. منها التواضع.. منها القدرة على استيعاب الأمور مهما كانت شديدة بأداء ولغة وقورة.. منها التفاعل المستمر والمتواصل مع مؤسسات الدولة والأهم مع الرأي العام.. قدرات تنفيذية تعالت.. أداء إعلامي يزداد نضجًا.. حرص على التكامل والشراكة مع المؤسسات المتخصصة واحترام استقلاليتها وخبرتها.. فصورته في المؤتمر الصحفي الذي عقد الأسبوع الماضي مع محافظ البنك المركزي والمجموعة الاقتصادية بشأن بحث طلب تمويل عاجل من صندوق النقد الدولي تؤكد أن الكل على قلب رجل واحد.. لهدفٍ واحدٍ.. هذا المؤتمر سيكون لقطة تاريخية.. لأنني عشت وقائع وأحداث مؤتمر نوفمبر 2015 حينما عرضت مصر برنامجها الإصلاحي وموافقة صندوق النقد الدولي على إقراض مصر في ذاك الوقت، ورأيت من عرض صدره للضرب المعلن المبرح وكان الله سنده ورئيس الدولة ينصت له.. ويدعمه.. وتلاها اجتماع مدبولي مع الخبراء والسياسيين والمستثمرين لوضع سيناريوهات للحاضر والمستقبل في ضوء تبعات أزمة "كورونا".. إنها صور.. جديدة بحق على الحكومة وأسلوب تعاملها، وأهم ما فيه احترام الرأي العام والإنصات وأقول الإنصات وليس الاستماع، فالإنصات من أهم سمات القائد الناجح أيًا كان منصبه..

حقيقة إنها لقطة مختلفة تمامًا.. وكم أتمنى أن أراها تتكرر وتتكرر ليس في كل الأزمات، ولكن ممارسات دائمة في حياتنا العامة.. أتمنى أن نتبادل صور حتى لو كانت صورًا بها بعض النقد البناء، فكل الصور مفيدة ما دامت صور حقيقة لكي نشكل ألبوم المستقبل كما نحب ونتمنى..

إعلان

إعلان

إعلان