- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
يُعتبر الدكتور جمال حمدان الذي مرت في السابع عشر من هذا الشهر الذكرى الـ27 على رحيله - "مفكر ثورة يوليو"، أي مفكر "الدولة الوطنية المصرية" التي تأسست على شرعية ثورة يوليو 1952، ونعيش في ظلها إلى اليوم، ومفكر الحلم الوطني المصري، ومفكر الهوية والشخصية الوطنية المصرية.
وتلك القناعة تفرض علينا أن نطرح هذا السؤال: هل استفادت الدولة المصرية في الخمسين سنة الأخيرة في رسم سياساتها الداخلية والخارجية من أفكار ورؤى ونبوءات الراحل الدكتور جمال حمدان، أم أن الرجل كان صوتًا صارخًا في البرية، مثل "يوحنا المعمدان"، ومثله أوصلته رؤاه ونبوءاته وشجاعته في قول الحق إلى الموت دون أن يستفيد من دعوته وتحذيراته قومه؟!
للأسف الشديد، أظن أن استفادة الدولة الوطنية المصرية في عهود حكم الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك، من أفكار ورؤى وتحذيرات الراحل جمال حمدان كانت معدومة، وأن الرجل- رحمة الله عليه- كان بالفعل صوتًا صارخًا في البرية.
ودليل ذلك أن معظم نبوءات وتحذيرات جمال حمدان في الشأن الداخلي والخارجي قد تحققت، ونجني اليوم الثمار المرة لعدم الانتباه لها ودراستها.
ولو كانت الدولة ومؤسساتها نظرت إليها بعين الاعتبار، ووضعت السياسات والخطط المناسبة لتفادى وقوعها، لنجونا من مظاهر التردي العام التي نعاني اليوم منها داخليًا وخارجيًا، ولتجنبنا ما أصبحنا عليه من تراجع للدور والمكانة في بعدنا العربي والأفريقي.
وفي واقع الأمر، كلما قرأت مؤلفات الدكتور جمال حمدان، أشعر بمرارة تجتاح روحه وعقله، وتفيض علينا من بعده، كلما كتب كلمة "مصر" في أي سياق يتكلم فيه، لبعد المسافة بين رؤيته لمصر ولما يجب أن يتحقق فيها، وبين رؤية مصر في وعي وسياسات حكامها ونخبتها السياسية.
ولخوفه على حاضر مصر ومآلات مستقبلها لو ظلت عقول أبنائها مستريحة في سكينة الجهل، مستغرقة في المطامع والمصالح الخاصة، دون أن يتوفر لدى الشعب وحكامه الوعي المطلوب بخصوصية وشخصية هذا الوطن، وبالتحديات والتهديدات والمخاطر التي تستهدفه.
ولعل أهم مؤلفات جمال حمدان تعبيرًا عن تلك الحقيقة هو كتاب "العلامة الدكتور جمال حمدان.. ولمحات من مذكراته الخاصة". الذي يضم مجموعة كتابات ذاتية، لم تُكتب في حينها بغرض النشر، بل لتسجيل ما شغل عقله من أفكار وآراء، وقد جمعها ونشرها بعد وفاته شقيقه الدكتور عبد الحميد صالح حمدان.
ولنتأمل معًا بعض تلك الأفكار التي جاءت بوصفها نبوءةً وتحذيرًا، وللأسف كما قلت لم يلتفت أحد إليها!
يقول الراحل جمال حمدان في نقد "الرأسمالية المسعورة" التي بدأت تظهر في مصر منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، مع طوفان "الانفتاح الاقتصادي السداح مداح: "سيدرك كل السفهاء في النهاية أن مصر بيئة جغرافية لا تصلح بطبيعتها للرأسمالية المسعورة الجامحة الجانحة. الرأسمالية الهوجاء مقتلها الطبيعي؛ فهي بيئة حساسة، مرهفة، محدودة الرقعة والأساس، بل هشة، وأي عبث إنساني فيها يدمرها كبيئة، والأيام بيننا".
ويقول في نقد إهمال تحديث وتنمية الصعيد: "يبدو أن الصعيد محكوم عليه جغرافيًا بأن يبقى إلى الأبد معقل التعصب والرجعية في مصر، وقد يصبح يومًا مهد الفتنة الطائفية التي تنسف وحدة مصر السياسية، لأول وآخر مرة في التاريخ".
ويقول في نقد إهمال البعد الأفريقي لمصر: "كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة، الآن فقط انتهى هذا إلى الأبد. وأصبحت مصر شريكة محسودة ومُحاسبة، ورصيدها المائي محدود وثابت، وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنقص. والمستقبل أسود. ولّت أيام الغرق، وبدأت أيام الشرق".
ويقول في شرح مستقبل مصر مع استمرار عجز حكامها وقياداتها عن رؤية المتغيرات القادمة: "كل الخيارات أمام مصر في أي مجال ليس للأسف بين السيئ والأسوأ، فقط، ولكن بين الأسوأ والأكثر سوءًا. ولأول مرة تتحول مصر من تعبير جغرافي إلى تعبير تاريخي، بمعنى أنها انتهت، وأنها تَنتمي إلى الماضي والتاريخ، أكثر مما تنتمي إلى الحاضر، ودعك من المستقبل، بقاؤها واستمرارها من الآن هو عملية قصور ذاتي".
في النهاية، يجب علينا أن نعلم أن تلك النبوءات والرؤى المستقبلية لم تنبع من خيال شاعر، بل نبعت من مفكر واقعي عبقري في الرصد والتحليل. ونبعت أيضًا من مفكر وطني من الطراز الأول، ورجل عاشق لمصر وشخصيتها وتاريخها.
وهذا يُحتم علينا دراستها وتحليلها والاستفادة منها، خاصة ونحن نعيش في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ مصر والمنطقة والعالم، ونحتاج فيها إلى بداية جديدة تضمن لنا التعامل بنجاح مع تهديدات ومخاطر حاضرنا، وصنع مستقبل جديد يليق بمصر وتاريخها ودورها الثقافي والحضاري.
إعلان