إعلان

الانتخابات الأمريكية والرقم الأهم

بشير حسن

الانتخابات الأمريكية والرقم الأهم

بشير حسن
07:12 م الخميس 05 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

انصرف العالم في الساعات الأخيرة عن كل الأرقام إلا واحدًا، وعن كل المباريات إلا واحدة، خلف الرقم توارت كل الأرقام بما فيها المتعلقة بضحايا "كورونا"، وأمام المباراة توارت كل الدوريات بما فيها المتعلقة بأفئدة مئات الملايين.

لم يعد العالم يهتم إلا بالرقم (٢٧٠)، وهو عدد الأصوات التي يحصل عليها الفائز من المجمع الانتخابي في الانتخابات الأمريكية، وهي المباراة الأهم التي أجبر على مشاهدتها حكام العالم مع شعوبهم.

من مدرجات الجماهير العربية نتابع المباراة؛ لنرصد مشاهد من الفرحة والحزن والقلق وحبس الأنفاس، وكأن مصيرنا كشعوب عربية مرتبط بمستقبل هذه الانتخابات، فحالة الانقسام امتدت من الولايات الأمريكية إلى الدول العربية، المؤيدون لاستمرار دونالد ترامب يتمنون فوزه، والرافضون له يتمنون إزاحته، وقد انعكست هذه المشاعر على أداء الإعلام العربي، فرغم محاولة القنوات العربية توخي الحذر والمهنية.. فإن المتابع لن يبذل جهدًا في معرفة إلى أي طرف تميل القناة، ترامب أم جو بايدن، وبالطبع تعبر القناة عن وجهة النظر الرسمية للدولة التي تتبعها.

في مصر.. ووفقًا للأداء الإعلامي.. رصدنا انحيازًا لترامب من غالبية المذيعين والصحفيين، ومع بداية فرز الأصوات سعى كثيرون إلى الحياد في التغطية، لكن المزاج العام في مصر ينحاز لترامب على حساب بايدن ولا أعرف أسبابًا منطقية لهذا الانحياز.

ترامب وبايدن وجهان لدولة واحدة تحكمها المؤسسات، والهامش المسموح به للرئيس يخضع لمراقبة صارمة من جهات عديدة، وهذا يؤكد أن استمرار ترامب من عدمه لا يشكل ثمة إضافة لنا، والقلة التي تبرر ميلها إلى كفة ترامب بالعلاقات الجيدة التي تربطه بمصر عليها أن تعود إلى الوراء قليلًا حتى لا تبخس مصر حقها باعتبارها القوة الأكبر في المنطقة.

في السنوات العشرة الأخيرة.. وتحديدًا في فترة حكم الديمقراطيين.. استطاعت مصر التعامل بندية مع أمريكا، ففي ظل وجود أوباما الداعم لما سمي (الربيع العربي) استطاعت مصر وقف كل المؤامرات التي تحاك ضدها، والعناصر التي دعمتها هيلاري كلينتون؛ لنشر الفوضى تمت محاكمتها أثناء حكم الديمقراطيين، وتجلت ندية مصر للديمقراطيين في إزاحة جماعة الإخوان ومحاكمة كوادرها، واختيار رئيس كان بمثابة لطمة على وجه أوباما، لذلك لا أرى مبررًا في الانحياز لترامب الذي لم تشهد المنطقة العربية تقزمًا إلا في عهده، ولم تر القضية الفلسطينية تراجعًا إلا بقراراته، ولم تسلب خيرات العرب تارة بالتهديد وأخرى بالترغيب إلا على يديه.

مرحبًا بايدن، أو ليستمر ترامب، فمصر بتاريخها وثقلها مستقلة في قرارها، فقط.. علينا الحذر وأخذ الحيطة، أما الآن فتعالوا نستمتع بما تبقى من مباراة هي الأهم في تاريخ العالم، مباراة تعلي من قيمة الديمقراطية، وتقدس صوت الناخب.

***

للتواصل مع الكاتب

besheerhassan7@gmail.com

إعلان