إعلان

أعان الله الوزير

د. سامي عبدالعزيز

أعان الله الوزير

د.سامي عبد العزيز
08:04 م السبت 21 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


كم هى مسئولية جسيمة وعظيمة تأمين نقل وتوصيل وسلامة وأمان ملايين كل يوم إن لم يكن كل ساعة!
كم هي عظيمة تلك الطفرة التي أحدثتها وزارة النقل بداية من الشبكة الحريرية للطرق عبر مصر كلها!
نعم حريرية بل شرايين حياة.. هل يصدق أحد أننى من القاهرة إلى العين السخنة ومنها إلى الإسكندرية فقط أربع ساعات ونصف لم أشعر باهتزاز، بل غفوت وطبعاً معي سائق ملتزم بالسرعة وصحوت فوجدت نفسي في الإسكندرية؟ هل هكذا كانت طرق مصر؟ قطعاً لا وألف لا.

دعونا ننتقل إلى مسئولية أكبر وأهم وهي تطوير السكة الحديد .. قطارات إنسانية حضارية لا تقل إن لم تزد على مستوى قطارات الركوب فى بعض البلدان الأوروبية ، ومستوى خدمات في المحطات غاية في الرقي تحترم آدمية الإنسان المصري .. شبكات مترو الأنفاق التى رفعت من على الأرض ملايين البشر وسياراتهم بالتزام في كل شيء.
نقلات حضارية تتطلب منا جميعاً إعادة النظر في سلوكياتنا، سواء الركاب أو القائمون على خدمة النقل العام والجماعي وهي ما نسميه ثقافة مفهوم الخدمة في المؤسسات، وهي قضية كبيرة، فالاهتمام بأدق التفاصيل في الخدمات الجماهيرية ثقافة وقيم كان قد علاها الغبار في بلادنا لأننا لا نطبق أن المستهلك أولاً وأخيراً وكلما زادت نظافة بيئة المكان محطة أو رصيفا أو قاطرة حتما وتدريجياً تتغير سلوكيات المستهلك بدليل لماذا يختلف سلوك نفس الإنسان إذا ما دخل فندق 5 نجوم عن دخوله مكانا عاما؟

إذن الارتقاء بالخدمة مسئولية مشتركة بين مقدمى الخدمة وبين المستفيد منها .. من هنا فليس بغريب أن نجد المساندة القوية من جانب القيادة السياسية لوزارات الخدمات وفى مقدمتها وزارة النقل باعتبارها وزارة أرواح وأمان وتيسير للحياة .. وليس أيضاً بغريب أن نجد محبة وتقدير الرأي العام للوزير كامل الوزير ذلك البلدوزر المتحرك صباحاً ومساءً ويحمل أعباء لا طاقة بها لبشر عادي.. ومع ذلك تجده لا يفقد أبداً حماسته وهمته وحيويته.

وكم يؤلمني أن تتصيد شخوص غير مقدرة جهد هذا الرجل إذا ما حدث خطأ محدود ولم يتكرر ، من قلة أيضاً أحيانا لا تقدر المسئولية في إدارتها لوظيفتها .. وكم يعجبني إلمام الرجل بأدق التفاصيل في وزارته وإدراكه وإعلانه أنه يتحمل مسئولية غيره بشجاعة وقوة ومواجهة .. لم أضبطه يوماً مبالغاً فى إنجازاته هنات أو أخطاء تحديث بل يقر بها، ويعترف بها.

إن مثل هذا الرجل يطلب منا، كل حسب موقعه أن نمد له يد العون بكل السبل ففي النهاية مرافق النقل هي ملك للجميع ومسئولية الحفاظ عليها تتطلب منا جميعاً إعادة النظر في سلوكياتنا والتعامل الحضاري والحفاظ على إنجازات تغيير وجه مصر وخاصة في أدق تقاطيع هذا الوجه، وهي وسائل النقل بكل وسائلها فوق الأرض، وتحت الأرض.

إعلان

إعلان

إعلان