إعلان

بين اعتذار عائض القرني و"ريمونتادا" ليفربول

د. عمار علي حسن

بين اعتذار عائض القرني و"ريمونتادا" ليفربول

د. عمار علي حسن
09:00 م الأربعاء 08 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

(1)
اعتذار عائض القرني خطوة جيدة، لكنها غير كافية، إذ عليه أن يبدأ في نقد آرائه التي بثها على مدى سنين، ويوقف طباعة بعض كتبه التي تجمل هذه الأفكار. وأن يثبت في كتاباته القادمة، بما لا يدع مجالا للشك، أن الخطوة التي أقدم عليها ليست من قبيل التحايل والتحسب، إنما قطيعة مع سابق أفكاره.
(2)
درس في المنطق
(مقدمة)
ـ بما يصف الإخوان السيسي؟
ـ يصفونه بأنه مستبد ويعادونه.
أردوغان مستبد لكن الإخوان يناصرونه.
(نتيجة)
الإخوان، كتنظيم يقوم على السمع والطاعة لا تشغله قضية الاستبداد، إنما من يحقق له مصالحه، ويا حبذا لو كان هذا المستبد إخوانيا وقتها سيقولون إن طغيانه أمر من السماء.
(3)
تطوير التعليم ضرورة، والسلطة التي لا تقوم بهذا، وتخصص له المال الكافي، لا يمكن أن نصدقها حين تحدثنا عن التنمية وبناء المستقبل وتمكين الشباب واستعادة دور مصر الإقليمي لكن السؤال إلى وزير التعليم: هل تعتبر أن التحسيينات التي تدخلها على طرق التعليم وآلياته دون مضمونه هي التطوير حقا؟
(4)
يستحق "عالم سمسم" أن يكون اسم شارع الآن، فقد تربي عليه جيل كامل.. كان برنامجا عظيما، لكن الأهم من إطلاقه على شارع، قد لا يعرفه أحد، أن يعود البرنامج بطريقة جديدة، تتناسب مع اهتمام وطرق تفكير الأطفال في الوقت الراهن.
(5)
نحن جيل عاش آلاف السنين. عملنا بأدوات وآلات زراعية كان يستخدمها الفراعنة، ثم غابت مع طفرة تقنية فارقة، ودخلنا منذ عقود زمن التكنولوجيا والإنترنت والجينوم، وقرأنا الاكتشافات الرهيبة في الفلك والطب. لهذا ليس مسموحا لنا باليأس، لأننا نعرف أن الزمن يعمل في صالحنا، وأن النور آت حتما.
(6)
أدعو من يكتمون آراءهم أحيانا خوفا من "الذباب الإلكتروني" وغيره إلى تدبر قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: أَلاَ لا يمنعنَّ أحدكم رهبة الناس أن يقول بحقٍّ إذا رآه الناس أو شَهِدَه؛ فإنه لا يُقرِّب من أَجَلٍ ذلك، ولا يُبَاعد من رِزْقٍ، أَنْ يقولَ بحقٍّ، أو يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ".
(7)
انتظرنا انتصار حنان كمال، الصحفية والمعدة التليفزيونية البارعة، أخت الكل بلا منازع والطيبة بلا حد، في معركتها ضد السرطان، لكن روحها كانت أقوى منه، ففارقت جسدها، ليصمت الألم، وتعم السكينة والسلام. الله يرحمك يا حنان، غريبة مررت، فطوبي للغرباء.
(8)
ماتت محسنة توفيق. فنانة رائعة رأينا مصر في صوتها وملامحها، ربما لأنها بدت أمامنا "بهية" التي قصدها أحمد فؤاد نجم في قصائده، وربما لأن أدوارها كانت من الأصالة بمكان حتى ألفنا وجهها كملمح وطن، أو لأننا لم نختلف على أنها علامة فن يجمع بين جمال الأداء ونبل المقصد. الله يرحمها.
(9)
رمضان في مصر لا مثيل له. أي عربي ومسلم لم يقض في حياته بعض أيام الشهر فيها، فقد حرم من تذوق طعمه، الروحانية الممزوجة بالبهجة، والكد والعرق في الصوم، وصوت الشيخ رفعت قبيل الإفطار، وأغنية "رمضان جانا" لعبدالمطلب، ومسحراتي مكاوي وحداد، وسهرات الحسين. مصر ستظل مختلفة مهما جرى لها.
(10)
قال كثيرون: محمد صلاح محسودـ فالإصابات تلاحقه.
رد عاقل:
ـ الحسد طاقة شريرة، لكن لماذا لا يتحدث عنها بهذا الإفراط سوانا؟ ثم تساءل: ـ
ـ لماذا لم يحسد الأرجنتينيون ميسي؟ ويحسد البرتغاليون رونالدو؟ أجاب الأول بسؤال: ألم تسمع عن الصحيفة التي راحت تحسب كم يتقاضى صلاح في الثانية الواحدة؟
رد الثاني:
هذا يحدث لكل كبار اللاعبين في العالم.
(11)
كثيرون هللوا لفوز ليفربول على برشلونة في "ريمونتادا" تاريخية، واستفاضوا في الحديث عن روعة اللعب، بعد أن استمتعوا بإثارته. قلة فقط هي التي فهمت أن ما جرى هو درس بليغ في التخطيط وتربية الإرادة ورفض اليأس، وهو معالم للنجاح في أي مسار في الحياة بعيدا عن محترفي الفرجة على الكرة فقط.

إعلان

إعلان

إعلان