- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
ماذا تريد إسرائيل أن تقول بالضبط، من خلال عملية تسليم رفات جندي من جنودها، كان قد قُتل مع اثنين آخرين من زملائه أثناء حربها على لبنان عام ١٩٨٢؟!
التفاصيل الواردة في التقارير الصحفية المنشورة عن الموضوع مثيرة فعلًا، وتدعو إلى التساؤل عن حقيقة الرسالة التي أرادت لها تل أبيب أن تصل من وراء القصة من أولها إلى آخرها.. فالجندي اسمه زخاريا باومل، وفي رواية أخرى زكريا باومل، وقد مضى على مقتله في الحرب ٣٧ سنة، ومع ذلك ظلت حكومته تتعقب رفاته، وتفتش عنها حتى أحضرتها من قبره إلى أمه البالغة من العمر ٩٠ سنة، لعلها تتحسس الرفات بيديها قبل أن تغادر الدنيا.. أو هكذا قيل!
التفاصيل تقول إن روسيا كانت شريكًا أصيًلا في إحضار الرفات إلى إسرائيل التي كانت قد طلبت من موسكو قبل عامين المساعدة في إتمام العملية، وتقول القصة أيضًا إن وحدة كوماندوز إسرائيلية، ومعها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شاركتا في تحديد موقع الرفات بعد بحث طويل، وأن البحث أشار إلى أن جثث الجنود الثلاثة قد حُملت من سهل البقاع اللبناني، حيث دارت الحرب، وحيث سقطوا إلى مقابر مخيم اليرموك بالقرب من دمشق!
ولم يتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاستجابة لمطلب رئيس وزراء إسرائيل، الذي دعا موسكو لتقديم العون لنبش مقابر اليرموك، بحكم قوة الوجود الروسي هناك، وبحكم نفوذه على الحكومة السورية، وهذا ما تم فعلًا، وجرى نبش المقابر بعد استخدام إحداثيات معينة حددت موقع الرفات، وقد كان ذلك كله بتنسيق وتعاون مع الجانب السوري، حسب تأكيد الروس.. وإن كانت المفارقة أن وكالة الأنباء السورية قد نفت تمامًا علم الحكومة في دمشق بالقضية من الألف إلى الياء!
ولكن النفي في مثل هذه الأحوال يظل متوقعًا على كل حال!.. فالحكومة اللبنانية أيضًا قالت إنها علمت بما يخصها في الموضوع من الإعلام!
ومن التفاصيل كذلك أن رفات ٢٠ جنديًا من بين رفات جنود كثيرين في اليرموك قد تم نقلها إلى معمل تشريح في يافا بإسرائيل، لأن تحليل الحمض النوري الخاص بهم أشار إلى أنهم الأقرب إلى أن يكون باومل من بينهم، وفي المعمل تعرفوا على رفاته، ولا يزال البحث جاريًا عن رفات زميليه!
وزار نتنياهو العاصمة الروسية يوم الخميس ٤ إبريل، لتقديم الشكر إلى بوتين على ما قدمه من تعاون غير مسبوق في مسار العلاقة بين البلدين.. وفي اليوم نفسه كانت أُم باومل قد ألقت نظرةً أخيرة على رفات ابنها!.. ومن تفاصيل زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى العاصمة الروسية، تشعر بأن روسيا تعاملت مع الجندي العائد بعد غياب لأربعة عقود تقريبًا كأنه جندي روسي مائة في المائة!
والواضح لكل ذي عينين أن نتنياهو وظف الرفات في معركته الانتخابية، كما لم يتم توظيف شيء آخر؛ لا لشيء إلا لأنه يعرف أنه مُخير في الانتخابات التي ستجري ٩ إبريل بين الفوز فيها وبين الذهاب إلى السجن، دون أن يكون لديه بديل ثالث، بفعل اتهامات بالفساد كثيرة تلاحقه منذ فترة!
وهو لم يوظف هذه الرفات وحدها في انتخاباته، وإنما وظّف هضبة الجولان أيضًا، عندما زار واشنطن آخر مارس، ليحصل على اعتراف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الهضبة التي احتلتها القوات الإسرائيلية في حرب ٥ يونيو ١٩٦٧، والتي قالت كل القرارات الدولية ذات الشأن، منذ ذلك التاريخ إلى اليوم أنها سورية لحمًا ودمًا!
وإذا كان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قد برر خلال زيارة له إلى لبنان، اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على الجولان، بأنه اعتراف بأمر واقع؛ فالحقيقة أن هذا الاعتراف نفسه في المقابل لا يمكن أن يغير من حقيقة تاريخية ثابتة تقول إن الهضبة أرض محتلة!
ولكن.. تبقى قضية الرفات محاطة بقدر كبير من الإثارة، وبقدر من الغموض أكبر، رغم المعلومات الكثيرة المُسربة بحساب وحذر عن القضية في مجملها.. فهل كان الهدف أن يقال إسرائيليًا إن للإنسان قيمته المحفوظة في تل أبيب؟!.. هذا وارد.. ليس في هذه الواقعة فقط، ولكن أيضًا في وقائع مماثلة سابقة.. أم كان الغرض أن نعرف منها أن لدى الدولة العبرية إمكانات استخباراتية عالية وفريدة من نوعها، ليست متاحة للكثير من الدول العربية.. هذا أيضاً وارد وجائز!
ولكن هذا كله لا يجوز أن يجعلنا، كعرب، نفقد الثقة بأنفسنا، ولا أن يزعزع إيماننا بأننا أصحاب قضية عادلة.. لأن هذا فيما يبدو هو الهدف منذ البداية.
إعلان