- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
فضاءات الانتظار.. كان ضوء النيون منطلقا من اللمبة الممتدة أفقيا أعلى الباب الخارجي يبدو من بعيد ضئيلا باهتا كوجه شاحب متعب، ولاشيء سوى الفراغ يملأ مساحة الطريق المؤدية إلى المنزل القديم، ينصت جيدا، فقط صوت لفحات من هواء بارد يلسع الوجه، يمسح أنفه بمنديل ورقي ويمضي في اتجاه الباب، حول جرس الباب تجمعت بقع سوداء صغيرة نتيجة تراكم طبقات تراب على الحائط الذي يشي التدقيق فيه أنه كان أبيضَ ذات يوم. يضع إصبعه على الجرس فيسمع صوتا منغما رفيعا ممتدا يأتي من الداخل، يشعر أنه طال كثيرا وأنه أبدا لن يتوقف، لكن فجأة يحل الصمت، ظل ثابتا منتظرا حتى مضت دقيقة يتابع ثوانيها في ساعة يده تتوالى حتى اكتملت، تنتابه رغبة مفاجئة ملحة في العودة، لكن خجلا يعتلي الرغبة فيسكنها ويصمت صوت إلحاحها المتكرر.
يقول داخله لو أن الباب لا يفتح، يُمني نفسه بذلك وهو يقترب من الباب مرة أخرى ويضع بصمة إصبعه ذاتها على جرس الباب تفاؤلا بأنه لن تاتي إجابة كما المرة السابقة، ويعيد التفكير في التصرف القادم، سيكتب كلمات معدودة على ورقة مسطرة حتما سيجدها معه يقول فيها إنه جاء وانتظر كثيرا ثم اضطر لأي رحيل لارتباطه بظروف عمل هام وأنه ربما سيعود مرة ثانية، توقف ليعيد تكرار الجملة الأخيرة "أنه ربما سيعود مرة ثانية"، يقرر فورا حذفها، سيقول إنه جاء وانتظر ولم يرد أحد ومضى ويعبر عن تحياته وكثير من تمنيات طيبة، يحدث نفسه: هذا أفضل وأكثر واقعية.
على جانب الباب شجرة قديمة تقزمت فروعها كأنها لم تعد تنمو ولا تتأثر أبدا بتغير الفصول، يعرف أنه رآها ذات مرة أكثر علوا واخضرارا، فقط لا يتذكر متى ذلك تحديدا، أيضا كان هناك كرسي خشبي بمسند طويل يتواجد دائما إلى جوارها، يعيد تفحص المكان بحثا عن الكرسي فلم يجد شيئا غير سلة قمامة مثقوبة، يسأل متى جاء كل هذا التراب إلى المكان؟ يمضي معطيا ظهره إلى الباب بعد أن اكتفى بكتابة اسمه على ورقة صغيرة مررها من تحت الباب وتأكد أنها اختفت في الداخل. غمره شعور مفعم بالراحة ومشى مسرعا تسابق خطواته ظله المستلقي على أرضية الممشى الطويل، أسرع أكثر في اتجاه الطريق الرئيسي وأذنه تستنفر حاسة التقاط اﻷصوات حتى طاقتها القصوى خشية أن يسمع فجأة صرير ذلك الباب الخشبي الضخم وهو يفتح.
صباح ممطر.. في صباح شتوي مبكر، استكمل ارتداء ملابس الخروج الثقيلة ثم في هدوء أحكم ربطة العنق، تنهد وهو يدخل قدميه في الحذاء، ونظر مرورا في المرآة الممتدة على جانب الحجرة. لم يلتفت كثيرا وهو يلقي السلام على جاره الذي صادفه عند باب المصعد وإن حرص على أن يمسك الباب ليسمح له محييا بالدخول.
في الخارج كانت السماء تراكم طبقات من سحابات رمادية. أدار مؤشر الراديو وانطلق في الطريق متجها نحو الناحية الأخرى من المدينة، مسافة طويلة تتقاطع عبرها الأحياء والشوارع المزدحمة، يراوغها بالبحث عن طرق بعيدة ولكنها قد تكون أقل زحاما وأسرع أحيانا.
في الطريق الدائري أحكم ضبط مؤشر الراديو على إذاعة مونت كارلو فتناهت إليه "صبااااح الخير" رشيقة مبهجة ثم برنامج تتخلل فقراته القصيرة فواصل موسيقية وغنائية، هكذا يكتمل الصباح ببخار الشاي المتصاعد إلى جواره في الكوب الزجاجي المغلق والموسيقى تتصاعد مترقرقة كشجرة تنمو في اتجاه الطريق، ينظر مسرعا للأعلى نحو السحابات بعد أن تناثرت قطرات رفيعة من المطر على الزجاج الأمامي للسيارة، يأتيه صوت فيروز "وأيام عالبال بتعنّ وتروح" وهو يسرع قاطعا الطريق الذي يلتوي أمامه في استرخاء محبب.
إعلان