إعلان

ماذا يعني استخدامك لموبايل آي فون؟

ماذا يعني استخدامك لموبايل آي فون؟

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:01 م الإثنين 17 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قد يدرج البعض الإجابة عن هذا السؤال ضمن الحريات الشخصية، فلكل شخص حرية اختيار نوعية الهاتف المحمول الذي يرغب في استخدامه.

هكذا ظننت، منذ أربع سنوات مضت، حيث كنت حينها أفضل أن يكون هاتفي المحمول من نوع سامسونج لأسباب كثيرة، منها أنه أسهل في الاستخدام، ولا يتضمن التعقيدات التي كنت أرى أنها موجودة في هاتف آي فون.

وقد أجرت شركة يو بي إس مؤخرا مسحًا حول عدد ساعات العمل التي يحتاجها المواطنون حول العالم لاقتناء النسخة الأحدث من موبايل آي فون Iphone X، وذلك بالتطبيق على 16 مدينة ممثلة للمناطق الجغرافية المختلفة في العالم، وبالاعتماد على معيارين، هما سعر الهاتف المحمول آي فون في كل من تلك المدن وقيمة ساعة العمل الواحدة فيها.

وكانت مصر من أعلى الدول من حيث عدد أيام العمل التي يحتاجها أي منا حتى يستطيع شراء هذه النسخة من هاتف آي فون، حيث يتعين العمل لمدة 133.3 يوم في المتوسط خلال السنة، في حين أن مواطن في زيورخ يحتاج للعمل فقط مدة4.7 أيام من أجل شراء نفس الموبايل.

ويمكن تفسير ذلك من ناحية بانخفاض قيمة الدخل اليومي في مصر، مقارنة بغيرنا من دول العالم لأسباب متعددة، فضلًا عن ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة عندنا، مقارنة بدول أخرى لأسباب أخرى متعددة، فرغم أن أبل تطرح هواتفها المحمولة على مستوى العالم بأسعار متقاربة، ففي مصر قيمة سعر الآي فون تفوق قيمته في أي دولة أخرى بالنسبة لمستوى الدخل، خاصة منذ تعويم قيمة العملة المصرية في مواجهة الدولار.

وهناك بعدٌ اجتماعيٌ لاستخدام الآي فون، فمن مناقشات متعددة مع من هم في سني، ويفضلون الآي فون على غيره، بدأت أدرك أن نوع الهاتف المحمول دليل على مستوى الدخل الذي أحققه، وكذلك على الوضع الاجتماعي، فبصرف النظر عن أي شيء آخر، فإن امتلاك هاتف محمول من نوع آي فون يبعث إشارة للجميع على ارتقاء المكانة الاجتماعية لمالك الهاتف المحمول أو لأسرته، لأنه في أحيان كثيرة طلبة الجامعات والمدارس الذين يحملون هاتف آي فون لا يملكون الدخل الذي يسمح لهم بشرائه، وإنما يعتمدون على أسرهم في ذلك.

وبالتالي أصبح اقتناء هذا النوع من الهواتف المحمولة، فضلاً عن لاب توب من نوع أبل- نوعًا من الوجاهة الاجتماعية.. وهذا يذكرني بما كان عليه الوضع بالنسبة للمرسيدس في فترة ما في تاريخ بلدنا، حيث كان امتلاكها مؤشرا على الوجاهة الاجتماعية.

والبحث عن الوجاهة ليس في مصر فقط، حيث يشير المسح سالف الذكر أن الانطباع السائد حول العالم أن العثور على شخص لا يمتلك آي فون أشبه بالبحث عن شخص يعيش في كهف..!

إعلان

إعلان

إعلان