لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البوركيني "يغيظ" البكيني

البوركيني "يغيظ" البكيني

عادل نعمان
08:00 م الإثنين 14 أغسطس 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

والله ما رأيت هذا البوركيني، على شاطئ بحر أو محيط أو حمام سباحة، وهو اللباس الشرعي للنساء المحجبات أو المُنتقبات بدرجاته وبركاته، إلا وتمنّيتُ أن ينسفه ربي نسفًا، أو يُزيحه عن طريق المصيفين، إمّا بتحريمه على المحجبات والمُنتقبات تحريمًا قاطعًا لا لبس فيه ولا مواربة ولامداهنة، حتّى يُريحنا منه ومن سخافاته ومن الجدل حوله، وإمّا على الأقل كراهته كراهة التحريم حتى يترك الشواطئ، ولا يزاحم البكّيني أو يغيظه أو ينكل به ويفرسه، ونكون نحن جميعًا من الخاسرين. ولا أدري كيف يكون لهذا النقاب وهذا الحجاب من مخالفة شرعية مسموحة ومباحة ومشروعة، وإثم برخصة لبعض الوقت، تخرج فيه المرأة كاشفة عن تفاصيل جسدها، ببجاحة كالعري وربما أسوأ منه ساعة أو بعضا، كمن يحرمون الخمر إلا ليلة، أو يجيزون للتقي الورِع المعصيةَ يومًا أو قليله، أو أجاز للناس المتعة الحرام لثلاث ليالٍ إلا ساعة الفجر!! فليس للتقي من معصية، وليس للمنتقبة من بوركيني على بحر أو ترعة، اللهم في بيتها، هكذا يجب أن يكون رأي الفقهاء بلا مهادنة أو ميوعة، فكيف يحرمون أن تكشف المرأة عن مَواطِنها ومفاتِنها أمام النساء من بني جنسها، خوفًا من وصف جمالهن ومواضعهن لأزواجهن، فيسيل لعاب الرجال على وصف المحاسن، وشرح التفاصيل، فيقتربون ويطلبون التودد والملامسة، أو يتقربون للمداهنة والمداعبة من وراء زوجاتهم، وفي نفس الوقت يتركنها تتمايل بشحمها ولحمها أمام الرجال على الشواطئ، حتى لو كان من وراء حجاب، أليس أكشف وألذّ وأشهى وأطعم من الوصف؟ وهل من رأى كمن سَمع؟

شواطئنا في السبعينيات وقبلها، كانت زاخرة وعامرة بما طاب من أنواع المايوهات، ولم يخرج علينا مشايخ عصرها يتوعدون النساء بسوء المنقلب والمصير، وعذاب السعير، وكأن ديننا اليوم بريءٌ مما صنعه الأولون، ولم يجرؤ أحد أن يهينهن أو يجرحهن أو يقترب للتحرش بهن، وليس كما نرى فى ظل التدين الوهابي المسيطرة على العباد والبلاد، فقد توحش التحرّش، والتعرّض للنساء بفواحش القول والفعل، ولم تسلم المحجبات والمنتقبات منه جهارًا نهارًا، ولم يمنعه حياء أو أدب أو تدين، وكان للمشايخ وأصحاب اللحى نصيبٌ مما كسبت أيدي المتحرشين.

ما رأيت البوركيني هذا الزي الداعشي إلا وتذكرت سياف الدواعش، فخفت من مصير ضحاياهم، فربما يبحثون عني على الشواطئ، وودعت الشاطئ خجلا وكسوفا مما وصل إليه مصير النساء، فهو يفضح المستور أكثر مما يستره، ويبرز من شحم ولحم النساء أكثر مما يخفي، ويفشي من أسراره أكثر مما يحجب، ويوضح من معالمه أكثر مما يداري، ويظهر من البروز والنتوءات والمرتفعات والمنخفضات أكثر مما يغطي، ويعرض من اللحم المترهل والمتهدل أكثر مما تحمله كل النساء من حملة البكيني، وحتى البنات الصغيرات والرجال على نفس الشاطئ.

لستُ متعاطفًا معه أو معها، ولا أرى وجاهة لرأي المؤيدين الذين يرون أن من حقها الاستمتاع بما يتمتع به باقي النساء أيضا، فهؤلاء النسوة قد سلكن طريق الله ورسوله، وكسب رضاه دون بقية النساء كما زعم لهن المشايخ، وودعن متع الحياة الدنيا أملًا في نعيم الآخرة، ومن كانت وجهتها كذلك، فلن يمتعها بضع سويعات بالبوركيني، أو البَلْبَطة ساعة وسط السّافرات المُتبرجات، مرتديات العاري من المايوهات، ويمكن الاستغناء تمامًا دون مشاكسة أو مشاغبة، فما ينتظرها خير وأبقى!! ولا أدري لماذا الكثير من المنتقبات والمحجبات يرغبن عن عرض ما هو مكشوف عند السّافرات، ويسعين سعيا للفت النظر إليهن، ولسان حالهن يقول: نحن النساء عندنا ما عند غيرنا، تارة برفع الجلباب أو النقاب في غير أوانه وغير مكانه، أو النظر بعين جريئة نافذة ثاقبة، وتفرس الوجوه من تحت لتحت، أو ارتداء هذا المخترع الجديد العجيب وهو البوركيني الذي يحف ويشاغب ويلامس ويغيظ البكيني، ليس إلا رغبة في إثارة الناظرين، كما يثيرهم ويداعبهم البكيني، وتحسب المنتقبات جيدًا أن الرجال يلاحظون وينظرون ويتفرسون من وراء حجابهن ونقابهن هذا، ويعلمن أيضًا أصول مداعبة وملاعبة ومعاكسة الرجال. ولي رأي أرجو احترامه، فأنا أميل إلى خروج المرأة من تحت عباءة هذا القهر، تستمتع بحياتها ما شاء لها أن تستمتع، وتنعم بحياتها قدر ما يُشبعها من نِعم الحياة وجمالها كما الرجال، وأن تتمتع بلباس البحر، ومتع الحياة جميعها ما وسعتها النعم، وبما تفرضه عليها قيم المجتمع وأدبه، أما عن المرأة المحجبة أو المنتقبة والتي رأت في النقاب أو الحجاب طريقًا إلى الله، وسبيلًا إلى رضاه، فتلزم وتلتزم، ولا تخرج عما رسَمه لها مشايخها وسادتها وكبراؤها دون ملاوعة أو مراوغة أو مخادعة أو تحايل أو تمويه، ومن صبرت على النقاب والحجاب عامًا كاملًا فلتتفضل وتتكرم علينا وعلى أعصابنا، و تصبر علينا بعضا من الساعات، على الشواطئ نستمتع بالنظر إلى البحر وما فيه وعلى شاطئيه بدلًا من هذا البوركيني الداعشي ببروزاته التي ليس لنا فيها من سبيل، وتتركنا لحال سبيلنا، ولها الأجر والثواب عند الله.

إعلان

إعلان

إعلان