لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ونجحت زينب البحراني في لفت الأنظار!

ونجحت زينب البحراني في لفت الأنظار!

د. أحمد عبدالعال عمر
05:27 م الخميس 06 يوليه 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

د. أحمد عمر

الكاتبة السعودية زينب البحراني، صديقة فيسبوكية، أتابع بحكم تلك الصداقة ما تكتبه على الفيس بوك، وأنا في حالة استغراب تام من قناعاتها وخياراتها ومراهقتها الإنسانية والفكرية. وهي كاتبة قصة ورواية مبتدئة لا حضور لها على الإطلاق في المشهد الأدبي والثقافي السعودي، الذي أظن نفسي متابعاً دقيقاً لواقعه ورموزه وتحولاته. 

وكل ما تكتبه زينب البحراني على الفيس بوك، مجرد خواطر نسوية ناقدة لحياة المرأة السعودية، وموقعها في المجتمع السعودي، وهي خواطر لا تنبئ بأدنى تكوين معرفي رصين، بحيث يمثل رصيداً ذا قيمة أو أهمية، يمكن أن يُضاف إلى جهود الكاتبات السعوديات المدافعات عن حقوق المرأة السعودية، ويتعرضن لهجوم شديد كرد فعل على هذا الخيار الإنساني والفكري، الذي وضعنه هدفا لهن، مثل سمر المقرن، وبدرية البشر، وهالة الدوسري، وحليمة مظفر، ولطيفة الشعلان. 

ولكن أكثر ما تكتبه ويعطي مفتاحاً دقيقاً لشخصيتها، هو طموحها للحصول على أكبر قدر من الثروة والشهرة وحياة النجوم والأميرات، وهو طموح إنساني مقبول، لكني لم أجدها تتمتع بأدنى مقومات تمكنها من تحقيق تلك الطموحات، ولهذا كنت أشفق عليها، وأدعو لها الله أن يشفيها من أحلام اليقظة تلك، لأنها قد تفسد حياتها، وتنتهي بها إلى لا شيء لتصبح في النهاية لا أحد. 

ولكنها نجحت هذا الأسبوع –وتلك مفارقة هزلية- في أن تلفت الأنظار إليها، وتصير ملء السمع والبصر، عندما كتبت مقالاً سياسياً بأحد المواقع المصرية بالخارج –وتلك مفارقة أخرى– هو موقع جريدة جود نيوز الكندية، تهين فيه مصر والمصريين، وتتحدث عبره عن "ما يُعرف ولا يُقال عن (أزمة/ صفقة) جزيرتي تيران وصنافير". 

تدعي فيه أنها كتبته بعين مُحايدة، متحررة من فائض المشاعر العشوائية! وتنتهي من خلاله إلى أن الإنسان المصري الذي يدعي الوطنية، والثائر لكرامة أرضه، سرعان ما ينسى أمر الأرض والمشاعر الوطنية، عندما يلمح "عقد عمل" في السعودية. وأنه إنسان جاهل بحقيقة الأحوال الاقتصادية المتردية لبلاده، أو على علم بها ولكنه يُكابر محاولاً إخفائها وإظهار فتوة وكبرياء وطني لا يليق بالفقراء. 

ثم تتمادى في التعالي على مصر (الشعب والدولة) وتمن عليها بحجم العمالة المصرية بالسعودية، التي يمكن أن تطردهم السعودية، فتشكل عودتهم أزمة اقتصادية واجتماعية. وأن المجتمع السعودي وسوق العمل به، لم يعد يحتاج –كما حدث في السبعينات– لخدمات العامل والمعلم والطبيب والمهندس المصري. 

ولكن يبدو أن سقفها في الصفاقة الإنسانية والمراهقة الفكرية والسياسية ليس له نهاية، فنراها تتحدث وكأنها تعمل مستشارة سياسية أو أمنية للملك سلمان، أو عضو في لجان المفاوضات المصرية السعودية حول ترسيم الحدود! موضحة للقارئ أن ما حدث في قضية تيران وصنافير ليس إلا صفقة بين من يملك الأرض ومن يملك المال؛ فالدولة المصرية (الفقيرة) باعت الجزيرتين للمملكة السعودية، وقبضت المال. 

وأن الدولة المصرية، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، لا تستطيع تحت ضغط من يدعي الوطنية من المصريين، ويرفض اتفاقية ترسيم الحدود، أن تُعيد للسعودية المليارات التي تم دفعها مقابل تيران وصنافير. ولهذا يجب على المصريين الصمت وقبول الأمر الواقع، والتخلص من النزعة الوطنية التي لا تليق بالفقراء، خاصة أن من المصريين من هو على استعداد لبيع مصر كلها للسعودية مقابل المال، بل يتمنى أيضا التخلي عن جنسيته والحصول على الجنسية السعودية. 

إلى هنا انتهت صفاقة الكاتبة السعودية المراهقة وإهانتها مصر والمصريين، وقد نجحت من خلال كتابة تلك التُرَّهات في أن تلفت الأنظار إليها، وتحقق ما كانت تسعى إليه من شهرة؛ بعدما تلقف المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقالها، وراحوا من خلاله ينقدون موقف الدولة المصرية، ويتعالون بدورهم على السعودية والسعوديين، وكأن ما ذكرته "تلك المراهقة" من استنتاجات سياسية، وآراء في حق المصريين يُعبر عن موقف النخبة السعودية والدولة السعودية، وهذا غير حقيقي على الإطلاق. 

وتبقى كلمة أخيرة، تتعلق بمسؤولية بعض المصريين –لرخص في نفوسهم وأهدافهم- عما نتعرض إليه من مهانة، وهي مسؤولية يُلخصها بيت الشعر الشهير لصفي الدين الحلي، الذي يقول فيه: (عَرَضنا أنفُساً عَزّتْ لدَينا/ عليكم فاستخفّ بها الهوانُ". فبعض الكبرياء الإنساني والوطني أيها السفهاء، كي لا يستبيحنا سفهاء مثلكم من دول شقيقة، يحبون الشهرة ولفت الأنظار.

إعلان

إعلان

إعلان