إعلان

شباب ماسبيرو والبابا.. وتعاليم المسيح

شباب ماسبيرو والبابا.. وتعاليم المسيح

02:57 م الجمعة 07 أكتوبر 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

"خروجهم ضد تعاليم المسيح.. مَن حرضهم على التظاهر هرب للخارج"، قالها راهب مليء الجسد بوجه يعلو لحية كثّة، مُتحدثًا عن تظاهرات شباب ماسبيرو، التي انتهت بمقتل ما يزيد عن 20 شابًا ألقيت جثامين بعضهم في النيل عقب غسل مسرح الجريمة - وفقا لشهود عيان حينها.

الراهب المسؤول عن مكتبة أحد أكبر الأديرة في مصر ـ أي أنه يشكل وعي عدد كبير من المسيحيين الذين يحرصون على زيارة الدير القريب من القاهرة ـ راح يكيل اتهاماته للقمص متياس نصر منقريوس والقس فيلوباتير جميل، أحد قادة تظاهرات اتحاد شباب ماسبيرو التي انتهت بمذبحة تحل ذكراها الخامسة يوم 9 أكتوبر الجاري، لم يعط أحدًا فرصةً للحديث، علا صوته فجأة "إن من أخرج الشباب للتظاهر هرب للخارج وأنه لا يحق لهم التظاهرة"، وظل يتساءل "لماذا تظاهروا؟ هذه ليست تعاليم السيد المسيح!".

لن أخوض في تعاليم السيد المسيح الآن، لكن ما علاقة ديانة المواطنين بممارسة حقوق مدنية أقرها الدستور والقانون والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها مصر؟، مُجرد تساؤل، وما علاقة كوني مسيحي الديانة بأن أترك حقوقي تنتهك؟، لم أقل أن أقتل أو أسرق أو أزني أو أشهد زورا ـ رغم أن القانون يعاقب على جميع تلك الجرائم ـ كل ما قلته أن أخرج للمطالبة بحقوقي بطرق سلمية وقانونية دون تجريح دون سب دون خضوع؟!! أرجو أن أجد ردًا من رجال الكنيسة.

لم يترك مجالًا للحوار، يبدو أنه اعتاد الوعظ فقط لا الحوار، حاولت قول أن الشباب الذي خرج للتظاهر خرج للمطالبة بحقوقه والاعتراض على هدم كنيسة مارجرجس بقرية الماريناب بأسوان وإقالة المحافظ حينها، لكن أبدًا ظل متشبثًا بموقفه كأننا نبحث أمرًا لاهوتيًا أو نناقش أحد ثوابت الكنيسة الأرثوذكسية.

سيادة الراهب هل التظاهر لتأييد الرئيس يتوافق مع تعاليم المسيح؟، مجرد تساؤل أيضًا، نحن لم نخرج بعد من "صدمة تحريض" البابا للمسيحيين بأمريكا على الخروج للتظاهر تأييدا للرئيس السيسي. حيث أرسل حينها أسقفين "يوأنس والأنبا بيمن" للتجهيز للتظاهرات قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحضير أتوبيسات لنقل المؤيدين للرقص على أنغام "تسلم الأيادي" أمام مقر الأمم المتحدة.

رسالة للبابا.. "أبعد ورجال الكنيسة عن السياسة حتى لا تنكووا بنارها، ابتعد عن دغدغة المشاعر لتحقيق أغراضك السياسية، فدورك أن تُنير عقول البشر روحيًا وتسمو بأخلاقهم بعيدًا عن كل ما يغضب الله من كذب أو قتل أو زنا أو سرقة أو أو(...)، وعند ذلك الحد ينتهي دورك.

لم ننس بعد مقولتك الشهيرة "نعم تزيد النعم" لحشد المسيحيين للتصويت بالموافقة على التعديلات التي أقرتها لجنة الخمسين على الدستور عقب ثورة 30 يونيو 2013.

الآراء الواردة في المقال تعبر رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن مصراوي
للتواصل مع الكاتب:
Mcnhsamir@gmail.com

إعلان

إعلان

إعلان