إعلان

الكورة مع زويل

كريم رمزي

الكورة مع زويل

01:23 م السبت 15 أغسطس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - كريم رمزي:

ثواني معدودة وتبدأ الجلسة الفكرية، تنقطع الكهرباء في مشهد مهيب ( والمهابة ليست في مشهد انقطاع الكهرباء) ولكن لانقطاعها في منزل رجل مهم.. مشهد انكسرت معه أسطورة ان الكهرباء في وطننا لا تنقطع في منازل العظماء.. وهنا كان "الانبهار" الأول في حضرة العالم الجليل الدكتور أحمد زويل.
كنت من المحظوظين الذين نالوا شرف اللقاء مع زويل بمنزله في جلسة فكرية مع مجموعة من الإعلاميين والصحفيين الشباب، والحظ ليس لأنه عالم مصري حائز على نوبل، صحيح أنه نادر جدا أن يخرج من مجتمعا عالم يحصل على هذا التقدير العالمي الرفيع، ولكن حظي السعيد أنني سمعت لأول مرة زويل يتحدث عن ما يحبه ويفهمه .. يتحدث عن (العلم)!.

لا تتعجب فبحث بسيط على مواقع التواصل الاجتماعي ستجد هجوم على زويل "علشان مبيحبش ثورة 30 يونيو..علشان مبيحبش الإخوان.. علشان قال كلام كويس عن قناة السويس الجديدة.. علشان تحدث عن القيادة السياسية جيدا"، ادخل على اليوتيوب وشاهد عناوين الفيديوهات (زويل والسياسة.. زويل والاقتصاد.. زويل ونادي الزمالك).

وقبل أن أدخل في رصد ما دار في الحوار الفكري مع العالم الجليل، سألته لماذا لا يتحدث زويل في الإعلام عن الأمور العلمية فقط، حتى نسمع ما لا نسمعه كل ثانية على الشاشة؟ فكان رده أنه يطلب ذلك بالفعل في أي حوار، ولكن معظم الإعلاميين لا يكون لديهم أي دراية بالأمور العلمية لإدارة مناقشة جيدة.. وأعتقد ان هناك سبب أخر لم ينطق به زويل ربما لدمث أخلاقه ان "الإعلانات" تبحث دائما عن السيسي والإخوان والرقص والغناء والطبخ.. وأكيد مرتضى منصور.

- بدأ زويل حديثه عن كيف سافر من مصر عام 1967 إلى الولايات المتحدة بحثاً عن العلم، كيف كانت البيروقراطية أسوأ 100 من الذي نعيش فيه الآن، كان على وشك أن ينتهي حلمه، معوقات كبيرة وعجيبة لإفشاله، كان لديه الإصرار الكافي على النجاح، شخص غيره كان من المفترض أن يوجه كل بغضه وكره للبلد، حصل على نوبل ومكانة عالمية كبيرة، عاد إلى مصر وانشأ مدينة "زويل العلمية" حتى ينشر علمه في البلد التي كادت أن تقضي على "بذرة" علمه.

- زويل أشار إلى أنه في أمريكا كان دوره أن يعمل على أبحاث تفيد البشرية كلها، التوقيت أو الكيفية ليس من اختصاصاته، لكنه أشار إلى أنه في مصر يستخدم مدينته العلمية في أبحاث تفيد بشكل مباشر وسريع مشاكل وأمراض بيعاني منها الشعب المصري.

- على سبيل المثال، كشف عن بحث تعمل عليه مدينته العلمية حاليا، حول استخدام الطاقة الشمسية في الكهرباء، وقال انهم قطعوا شوطا كبيرا في هذا البحث العلمي.

- مدينة زويل تقبل بحد أقصى 300 طالب في الدفعة الواحدة، تكون من طلاب الثانوية العامة الحاصلين على مجموع من 96% إلى 105% يخضعون لاختبارات قوية، زويل كشف أن أعظم طالب حصل على مجموع في اختبارات المدينة كان 75% .. ده الطالب اللي حصل على 105% في الثانوية العامة (على مستوى تعليمنا) اللي بيتعين بعدها "عمدة" في بلدهم.

- زويل يرى والمنطق أيضا يرى، أن كثير من مشاكلنا لن تحل بدون البحث العلمي، بدون ابتكار، بعيدا عن الصم والحفظ، قال إن الفكرة يلزمها حرية مش خوف.

- زويل أكد أنه يجد دعما سياسيا وحكوميا حاليا، بجانب استقلالية تامة، لإنجاح مشروع البحث العلمي، ذكر أسماء قيادية في الماضي كانت تقف أمامه وأمام تقدم البلد.. وفي الحقيقة انها كانت تقف أمامنا جميعا.

- طلبت من العالم الجليل أن يكون هناك مراكز تدريب في المحافظات، حتى يتمكن من لم يساعدهم الحظ في دخول الجامعة العلمية أن يستفيدوا من الحد الأدنى من العلم الذي تقدمه، قال لي إنه بالفعل هناك مجموعة أصدقاء جامعة زويل تقوم بهذا الدور في كل المحافظات، كاشفا أيضا أن هناك فكرة بإقامة رحلات مدرسية لاستكشاف ما يحدث في مدينة زويل.

- في معظم المؤسسات المصرية سياسية كانت أو اقتصادية أو حتى رياضية يغيب دور المسئول الإعلامي، أبهرني الدور الذي يلعبه الاعلامي المحترم شريف فؤاد كمسئول إعلامي عن مدينة زويل العلمية ليس فقط لدمث أخلاقه وعقليته المثقفة أو تعاونه المميز مع الصحفيين، ولكن ببساطة لأنه يعرف Description الشغلانة.

-أخيرا.. طلبت من الدكتور زويل أن يكون له مشروعا قوميا هو نشر "فكره" للشباب، كثيرا منا يتمنى أن يكون "زويلا" وليس "نوبلاً" فكرة أن تفيد البشرية وأن تفيد من حولك، ولو حتى مجموعة صغيرة، ليس شرطا ان تفوز بجائزة، ولكن أن تفوز بحب الناس أهم من نوبل.

ولأن مجتمعنا في رأيي يحتاج "الفكرة" قبل "اللقمة"، والفكرة مثل "الكرة" تحتاج لمن ينشرها ويوزعها فهي الآن في ملعب زويل وبحوزته، عليه أن يلعب دور أبوتريكة والخطيب ويوزع الكرات على الجميع ويكون "صاحب السعادة".

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر: @KarimRamzy

إعلان

إعلان

إعلان