إعلان

نختلف على الضلال والشر ونتفق على الكمال والخير

الكاتب محمد شوارب

نختلف على الضلال والشر ونتفق على الكمال والخير

01:28 م الخميس 28 مايو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد شوارب:

سرعان ما يؤيد الإنسان مذهبه أو رأيه، فلابد من وجود الحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أيضاً أدلة خصمه، ويعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التي يعتقدها، إلا وسيلة واحدة لا أحبذها ولا أحبها ولا أتفق معها ولا أعتقد أنها تنفع أو تقي عنه شيئاً، وهى وسيلة العنف والسباب والقتل والشتم.

نعم.. إن العيش وصعوبة الحياة أصبحت عامل صعب على الإنسان، من هنا قد يضيق خلق الناس مع تكاثر الناس، فهنا تظهر الاختلافات والمعارك والعراك بينهم وتكثر الجرائم والنصب والاحتيال وتزداد الخصومة بين الأطراف والأجناس، ويضيق العقل ولا يتسع إلى الضمير والحكمة.

إن نفس الإنسان تواجه ما في الدنيا من تيارات وأفكار ورغبات ومصالح من هنا يظهر الإصلاح النفسي وهو الدعامة الأولى لتغلب الخير في هذه الحياة، فإذا لم تصلح النفس أظلمت الآفاق حولها. وسادت الفتن بين الناس من حاضرهم إلى مستقبلهم. ولذلك يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له، وما لهم من دونه من والٍ). يبين لنا الله الصلة الوثيقة المرتبطة بصفاء النفس وصفاء العيش الكريم وبين جمال الخلق وجمال الحياة.

فلا شك أن التربية وأصولها هى التي توغل في دراسة النفس وأحوالها، والقلوب وأطوارها، مستهدفة بذلك جعل الإنسان في سعادة عظيمة تنبع من داخله لا من خارجه، فعلى المرء أن يرتقب في آفاق نفسه وحدها كواكب اليُمن والإقبال والرضوان، فالإنسان يقف على قدميه بنشاط وينتج عن ذلك دافع أفكاره، كذلك الإنسان الذي يمرض ويشقى في الأرض وبين الناس أيضاً بدافع من أفكاره. فطبيعي جداً أن الإنسان متغير، ويغتاظ ثم ينفجر، ولكن الطمأنينة تجعله يهدأ بعض الشيء حتى يتمالك نفسه كي تمر الأزمة بعاصفة من الحكمة، فإن الغضب مسُ يسري في النفس كما تسري الكهرباء في البدن.

إن الضلال والشر أعمال وأفعال مضللة الطريق وتصاحب الإنسان الذي ينقص عقل ودين، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الغرض من الاختلافات شيئاً غير خدمة الحقيقة وتأييدها وأن تكون على حق.

وتعتبر النفس الصالحة هي البرنامج الهادف المفضل لكل إصلاح، والخلق القوي هو الضمان الخالد لكل جيل وحضارة، فإنه تنويه بقيمة الإصلاح النفسي في صيانة الحياة وإسعاد الأحياء.

الكمال والخير هما من النفوس الكريمة التي يشرق نبلها من داخلها، فتحسن التصرف والفعل وسط زحام من الاختلافات.

إن المحبة هي عفو وتنقية القلب من الضغائن، وترك السيئات، فالإنسان وعواطفه سواء تجاه من يحسن إليه ومن يجور عليه فذاك مستحيل.

فالإنسان المظلوم في الدنيا عليه أن يصبر حتى إذا أسئ إليه أحد تحمل وصبر. فيكون مصيره عند الله يوم القيامة الجنة.

نحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا أشياء كثير وأمثالاً رائعة إذا أردنا.

للتواصل مع الكاتب: mohsay64@gmail.com

إعلان

إعلان

إعلان