- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم – وائل عباس:
كلنا نعرف موسوليني المخبر الشهير في مسرحية شاهد ما شافش حاجة، لكن هل نعرف من هو موسوليني الأصلي، لم ينل موسوليني في رأيي القدر الكافي من النقاش لتاريخه ومصيره كما نال هتلر لأسباب عديدة أهمها من كتب تاريخ تلك الحقبة ولصالح من، بالرغم من ان موسوليني هو مؤسس الفاشية وليس هتلر الذي كان يزعم أنه اشتراكي قومي طوال الوقت، وبالرغم من أن موسوليني أدار إيطاليا لفترة أطول مما أدار هتلر ألمانيا، ولأن جرائم هتلر كانت في أغلبها ضد أوروبا والعالم الشمالي الأبيض المتحضر، وجرائم موسوليني كانت في ليبيا والحبشة والصومال والعالم الجنوبي المجهول الذي لا يهم أحدا على الرغم من فظاعة المذابح وابادة قرى كاملة بالغاز السام وقتل نصف مليون أثيوبي.
بنيتو اميلكاري اندريا موسوليني ابن الحداد الاشتراكي والأم ناظرة المدرسة المولود في شمال إيطاليا، بدأ حياته مناضلا اشتراكيا يحضر اجتماعات الحزب مع والده الذي سماه على اسم بنيتو خواريز المناضل المكسيكي، وهو ما يذكرنا بأب آخر كانت له طموحات سياسية، وترشح لمجلس الشعب عن الجمالية في السبعينات، ورسب ليترشح ابنه للرئاسة الآن. كان عنيفا منذ طفولته وقاد أول تمرد في العاشرة من عمره على الطعام في مدرسته الكاثوليكية الداخلية، وطعن زميلا له بسكين بعدها بعام وطرد من المدرسة، هرب من الخدمة العسكرية بعض الوقت في سويسرا ثم عاد ليعمل صحفيا اشتراكيا في إيطاليا، كان ضد الملك وضد الحرب وضد الرقابة على الصحافة، ليترك الاشتراكية بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ويؤسس الحزب الفاشي مستغلا طبقة المتعطلين عن العمل بعد الحرب، مكونا منهم كتائب القمصان السوداء، وهي البروتوتايب الأول لكتائب العاصفة والجستابو الألماني، واستغل موسوليني الفوضى السياسية عام 1922 ليقدم نفسه كرجل مصر – عفوا – أقصد إيطاليا القوي والوحيد صاحب التنظيم القادر على إدارة البلاد في تلك المرحلة الحرجة، فدعاه الملك فيكتور ايمانويل – خوفا منه - لتشكيل الحكومة، فقام بتفكيك المؤسسة الديمقراطية وأعلن نفسه ديكتاتورا حينما كانت تلك الكلمة مازالت مستساغة ومقبولة في أوروبا كنوع من أنواع الحكم الرشيد بعد فشل – مزعوم – للنظام الديمقراطي.
تأخر موسوليني في الكلام، كما يتأخر صاحبنا إياه، فظنت أمه أنه سيكون طفلا أخرس، كبر موسوليني وأصبح خطيبا مفوها وعرف عنه الكاريزما والجاذبية حتى أن هتلر كان من المتأثرين به في فترة سابقة لدرجة أنه طلب منه صورة موقعة بتوقيعه، وكان موسوليني نفسه يؤمن بأنه جمال عبد الناصر – عفوا – أقصد يوليوس قيصر العصر الحديث. كان متعدد العلاقات النسائية حتى بعد زواجه، وبرغم معاملته السيئة والعنيفة وعدم احترامه للنساء كن يجدنه جذابا. وكان هو الناجي الوحيد من تحطم طائرة مصر للطيران – عفوا – اقصد من انفجار قاذف قنابل أثناء اشتراكه في الحرب بين إيطاليا والنمسا بينما مات سبعة عشر من زملاؤه في الحادث.
بالرغم من خلفيته اليسارية ورئاسته لتحرير أعرق الصحف اليسارية في فترة سابقة، وعد موسوليني إيطاليا بتخليصها من ''إرهاب'' الشيوعية الأحمر الذي كان يؤرق الكثيرين وقتها، واستخدم العنف والتنكيل الشديد ضد زملاؤه السابقين في حكومة مرسي – عفوا – في اليسار الإيطالي. وفي بادرة استعراضية خلع موسوليني بزته العسكرية، القمصان السوداء، وارتدى بزة مدنية وكرافتة لتناسب منصبه الجديد كرئيس للوزراء، وهو ما يذكرنا بواقعة مشابهة حدثت في مصر مؤخرا. واشتهرت خطبه بالسهولة تارة والتهديد والوعيد تارة أخرى، مما أكسبه تأييد الغوغاء. واختار موسوليني في حكومته الكثير من الفاسدين، وكانت وجهة نظره أنه يسهل عليه ابتزازهم فيكونوا طوع يديه. ثم ألغى الأحزاب وجعل عضوية الحزب الفاشي إجبارية، لم يستطع أي مواطن الحصول على وظيفة كمدرس، أو موظف حكومة الا بعضوية الحزب. ودأب موسوليني على جعل الناس تشعر بأن حياته يتهددها الخطر حتى أنه ظهر ذات مرة بضمادة على أنفه مدعيا أنها بسبب محاولة لاغتياله.
تودد موسوليني الملحد إلى المؤسسة الدينية وتزوج رفيقته رسميا في الكنيسة الكاثوليكية، وزاد من مرتبات رجال الدين، وزار وتودد للبابا تواضروس – عفوا – أقصد البابا بيوس بابا الفاتيكان، وقتها، وزوج ابنته في كنيسة القديس بطرس الشهيرة. واستخدم خبرته السابقة في الصحافة ليفرض رقابة على الصحف منه هو شخصيا حيث كان يقرأ جميع الصحف ويخط بالقلم الأحمر علامات على ما يراه اخبارا صحيحة واخبارا مغلوطة. وطارد ذوي القمصان السوداء والصحفيين الأجانب والمصورين، وطرد من لم تكن كتاباتهم مقبولة خارج البلاد.
كانت بداية النهاية هي تحالف موسوليني مع هتلر فيما سمي بتحالف الفولاذ، برغم من علاقات سابقة متوترة حول النزاع على النمسا ووصف موسوليني للألمان بالبرابرة وهتلر بالمتشرد المصاب بالبارانويا، ووعود موسوليني لإنجلترا وفرنسا أنه في صفهم، إلا أنه في النهاية تحالف مع الألمان وبدأ تجنيدا إجباريا للأطفال من سن 8 سنوات، وبدأ في التورط بخطط لغزو ليبيا ومصر والبانيا واليونان، وهنا ظهر ضعف الجيش الإيطالي وفقر إيطاليا، وهزم جيشه في اليونان هزيمة مذلة وتراجع إلى ألبانيا ونفس الأمر في ليبيا، ثم هاجم الحلفاء صقلية وقصفوا روما نفسها بالطائرات، فقرر الحزب إزاحة موسوليني وعين الملك بيدوليو رئيسا للوزراء بدلا منه وتم القبض على موسوليني، ولتجنب الدمار أخذت إيطاليا صف الحلفاء مما حدا بالالمان للتدخل، وأنقذت قوة كوماندوز ألمانية موسوليني من الأسر وأعطاه الألمان شمال إيطاليا مما قسم البلاد الى قسمين، ودارت حرب أهلية استمرت عاما ونصف، حتى دخل الحلفاء ووصلوا الى الشمال فحاول الهروب الى النمسا، لكن أمسك به الشيوعيون وأعدموه هو وعشيقته بالرصاص، ثم أخذت جثته إلى ميلانو حيث تم تعليقها، مقلوبة، أمام الناس ثم أنزلت وسحلت في الشوارع ليبصق عليها ويركلها الإيطاليون، وهكذا انتهت العلاقة العاطفية بين نحنوح ايطاليا والشعب، بعد موت عشرات الآلاف ووعود كاذبة.
كانت هذه لمحات من حياة بنيتو موسوليني بطل الغوغاء الذي جلب على إيطاليا الويلات، وهو حي وحتى بعد موته حينما دخل الألمان ومن بعدهم الحلفاء إيطاليا، ولم تسترد إيطاليا عافيتها إلا بعد عودة الديمقراطية والحكم للشعب الإيطالي مرة أخرى. هذه هي إشارات التاريخ ومحتوم أن نكرر أخطاء التاريخ إذا لم نقرأها جيدا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
إعلان