إعلان

مجتمع تحكمه النساء!

الكاتب هاني سمير

مجتمع تحكمه النساء!

05:00 م الثلاثاء 09 ديسمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني سمير:

''مسكين الرجل إنه يقف حائراً بين أن يتزوج أو يبقى عازباً بلا زواج وهو في الحالتين نادم ونادم'' عبارة قالها الفيلسوف اليوناني سقراط (470- 399) قبل الميلاد، وكأنه يرى حالنا الآن.

(1)

تجلس المرأة وهي تمسك بيديها ريموت جهاز الاستقبال ''الريسيفر'' لتتحكم فيما نشاهده على قنوات التلفاز تشاهد ما يحلو لها من مسلسلات وأفلام أكشن ورعب دون أن تدع لنا فرصة مشاهدة مسلسلي المفضل، أحيانا أسهر لمنتصف الليل حتى أتمكن من مشاهدته وقت إعادة بثه.

الأدهى أنها تنتظر مني أن أعد لها كوبا من الشاي الساخن وبجواره بعض الحلوى لتتمتع بوقتها ، وما هي إلا ساعة وأنا منهمك في تنظيف المنزل وإزالة ما بعثرته من نفايات حولها، اسمع صوت يباغتني ''تعشينا إيه الليلة يا حبيبي'' اسألها ضاحكا: ''أنت مش لسه واكله''، ترد ضاحكة أيضا وأنا لا أعلم سبب ضحكاتها: ''لم أتناول وجبتي الثالثة بعد''.

طلب تلو الآخر وكأنها تتعمد ألا أشاهد معها الفيلم، الأمر أصبح مصدر ضيق أحيانا تطلب أنا أناولها كوب ماء يوجد أمامها وكأنها تتعمد ألا تتعب حالها أبدًا، وحينما أجيبها :''الكوب أمامك يمكنه تناوله'' تتحجج بالتعب طوال النهار والليل من أجلنا لتلبي احتياجاتي من شقة بديلة وسيارة وملابس وطعام و.. و..

أسرع لإعداد العشاء وأملي كله أن تأتي لتساعدني من باب تقدير معاناتي طوال النهار في المنزل، لكن يبدو أن انتظاري سيطول كثيرا، ومن كثرة تكرار الأمر اعتدت ألا انتظرها، وبعد إعداد العشاء قبل أن تنتهي من طعامها كلمة معتادة : ''حبيبي يا ريت كوباية شاي بسرعة علشان الأكل تقيل جدا واغسل الأطباق ولا تترك أي منها للصباح حتى يكون سهلا في غسله''

حاضر ياحبيبتي بلا تعليق

(2)

مع دقات الخامسة والنصف يبدأ يومي، أهم سريعا لأغسل وجهي ثم اتجه لغرفة الأطفال وأنا أشعر كأنني رجل آلي من رتابة ما أقوم به يوميا، أوقظهم جميعا وأغسل لهم وجوههم وألبسهم وأعد لهم الفطور واطعمهم ثم أعد لهم طعام يتناولونه في المدرسة، أنظر في الساعة أجدها تدق السابعة أودعهم ليذهبوا للمدرسة، وأنزل معهم لشراء الخبز وسط زحام شديد وبعدها إلى السوق لشراء متطلبات المنزل.

ما أنا أعود للمنزل مع دقات العاشرة أجد نفسي منهمكا في إعداد الطعام لزوجتي التي تستيقظ منتقدة تأخري في ايقاظها، أدعها ترتدي ملابسها وقبل أن تنتهي تجدني أعددت لها الطعام تتناول فطورها وتذهب هي الأخرى للعمل، وأظل أنا بمفردي داخل المنزل لكن لا وقت للراحة.

الساعة تقترب من دقات الثانية عشرة ظهرا وهو ما يعني قرب وصول الأطفال من المدرسة، أترك كل ما بيدي وأذهب إلى المطبخ مباشرة لإعداد الغذاء لهم، وبعد ساعة ونصف يصل أصغرهم ثم يتواصل الواحد تلو الآخر من الأربعة وكل منهم يريد طعام يحبه ومنهم من يرفض الطعام الذي أعددته ويطلب طبق البطاطس الذي يحبها مقلية في الزيت وساخنة ''الأمر لله أقلي لك بطاطس انت واد غلس زي أمك'' طبعا في سري.

وبعد الغذاء يأتي موعد الدروس الخصوصية وحل الواجبات المدرسية ويستمر الأمر لكل واحد بمفرده حتى دقات الثامنة مساء ليذهبوا إلى فراشهم، فجأة تصل ربة المنزل مجرد نظرة منها أشعر بجوعها، واتجه في صمت نحو المطبخ لإعداد الطعام حتى أنها نسيت تقبلني قبلة تنسيني ما أشعر به من تعب.

تتناول طعامها وهي تشاهد التلفاز وتطلب مشروبا مثلجًا لتستريح على الأريكة وتطلب مني أن أجلس بجوارها، وهي تقلب في القنوات أجد فيلما أحبه ''سيبي الفيلم دا''، حاضر يا حبيبي، وتضمني لحضنها لتجدني أغط في النوم دون أن أشعر بأي شيء.

(3 )

النعاس ما زال يداعبني وأنا على السرير أنظر ساعة الحائط أجدها السادسة انتفض سريعا ودون أن أدري أرتدي ملابسي وأغسل وجهي خلال 5 دقائق لا أعرف كيف لكن كل ما يهمني اللحاق بطابور المدرسة، اصل المدرسة في الثامنة إلا ربع والحمد لله مر اليوم دون خصم، اتأرجح في المدرسة بين الطابقين الأول والثاني لإنهاء الحصص لتلاميذي، ومع دقات الواحدة تنتهي حصتي السادسة لأنطلق بعدها نحو المنزل.

في طريقي أمر على السوق لشراء الخضراوات والفاكهة وأحملها للطابق السادس حيث أسكن دون مصعد، حينها يكون كل همي لا أن استريح لكن أن أستطيع إعداد الطعام لزوجتي قبل أن تأتي.

لا أعرف لماذا أكون مطالب بأن أعد الطعام وأتحمل مسؤولية المنزل فأنا أعمل مثلها لكن سحقا لتلك العادات السيئة التي جعلت الرجل هو المكلف بخدمة زوجته، حتى عقد زواجنا طالبني أن أطيعها وأخضع لها وأن أناديها يا سيدتي.

لا أعرف سبب زواجي لكن كما قال سقراط : ''بكل الأحوال تزوج؛ لو حصلت على زوجة جيدة ستكون سعيداً ولو حصلت على زوجة سيئة ستصبح فيلسوفاً''.

كل ما سبق نماذج تعبر عن معاناة حقيقية لكن مع تبديل الأدوار بين الرجل والمرأة في مصر.

سندرك كم معاناة المرأة لو علمنا أن عدد العاملات من الإناث بلغ 4.9 مليون مشتغلة حتى نهاية شهر سبتمبر 2014، وفقا للجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء في بيان صحفي صدر يوم 15 نوفمبر 2014

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان