''حرق'' الرئيس مرسى!

بقلم - محمد أمين:

هل هناك توجه إخوانى لحرق الرئيس مرسى؟.. بمعنى، هل الإخوان يعرفون أن ''مرسى'' مجرد رئيس انتقالى؟.. إذن من هو الرئيس القادم؟.. أكثر المؤيدين يتحدثون عن انتخابات رئاسية مبكرة.. أحد المشايخ قال: ''مرسى بُق لا يستطيع أن يحكم عشة.. واللى يزعل يطق''.. عبدالرحمن يوسف قال: مرسى انتهى سياسياً.. متظاهرون عند المنصة طالبوا الجيش بفترة انتقالية جديدة!

تقريباً نحن أمام شبه إجماع على أن ''مرسى'' انتهى.. هناك إجماع أيضاً على أن ''مرسى'' كان فترة انتقالية.. كما كان الجيش فترة انتقالية، الرئيس مرسى فترة انتقالية.. السؤال: هل كان الإخوان يريدون حرق ''مرسى''؟.. هل ساعدوا على أن تكون قراراته كلها محل استنكار؟.. هل يستعدون للانتخابات المقبلة؟.. هناك قوى سياسية تطلب نزول الجيش، لعدم وجود بديل مدنى حتى الآن!

من الملاحظات الجديرة بالاهتمام أن خطباء المساجد بدأوا التلسين على الرئيس.. هؤلاء محسوبون على السلفيين.. سمعت أحدهم يقول: من ظن أن وصوله للحكم غاية، فهو يحفر قبره بيديه.. أحد المشايخ قال ''مرسى بُق''.. الحكاية ليست مصادفة.. هناك توجه لحرق مرسى.. هناك فريق راح يغسل يديه من تأييد الرئيس.. ينتقد قراراته.. يقول إنها ليست مستقلة، ولا تصدر من الاتحادية!

الكلام عن الانتخابات المبكرة ينتشر كالنار فى الهشيم.. بعضه إسلامى.. ''أبوالفتوح'' طالب بانتخابات مبكرة.. بعض رموز ''الإنقاذ'' مع بقاء مرسى أربع سنوات.. البعض الآخر مع نزول الجيش، تحت شعار يدير ولا يحكم.. المفاجأة: ''مرسى'' يحرق الرئيس مرسى.. قراراته وتصريحاته.. آخرها تصريحه عن أسباب قيام الثورة فى عيد الشرطة.. لا يشعرك بأنه رئيس جمهورية ثورة!

الجميع يشترك فى حرق الرئيس مرسى.. الإخوان من جهة، والمعارضون من جهة.. مرسى نفسه يشارك فى الزفة.. الأغرب أن هذه المحرقة بدأت مبكراً.. ينكرها المعارضون، مثل عمرو موسى.. الشرعية تقتضى أن يكمل مدته.. فى المقابل هناك من يجمع الحطب.. هؤلاء إسلاميون يتحللون من تأييدهم.. يظهرون بغضهم على المنابر.. يرون أنفسهم أحق بها من جماعة الإخوان المسلمين!

كثيرون يؤمنون بأن مرسى جاء غلطة.. لا عنده إنجازات، ولا عنده قدرات.. عاصرو الليمون يندمون حالياً.. الإخوان أيضاً يقولون: بيدنا لا بيد عمرو.. مرسى رئيس انتقالى.. هل استعد الإخوان بمرشح رئاسى جديد؟.. هل الانتخابات المبكرة فى صالح فصيل آخر.. هل تظل القوى المدنية خارج السياق دائماً؟.. هل الحل فى نزول الجيش؟.. ما تفسير الهجوم السلفى على الرئيس مرسى؟!

الدعوة للانتخابات ليست عيباً ولا حراماً.. هكذا قال عبدالرحمن يوسف للإعلامية دينا عبدالرحمن.. الذين يدعون لنزول الجيش لا يرونه انقلاباً.. ضاع مرسى فى الحالتين.. بين من لا يرون عيباً ولا حراماً، ومن لا يرون انقلاباً.. عدد أيامه محدود فى قصر الاتحادية.. ليس لأن هناك من يكره بقاءه.. لأنه لم يملأ الكرسى.. فى كل الأحوال مرسى لن يترشح من جديد لو أجريت انتخابات مبكرة!

مبادرة الانتخابات المبكرة تحسمها موافقة مكتب الإرشاد، وليس الرئيس مرسى.. يحسمها شارع يغلى.. يحسمها تنامى الدعوة لنزول الجيش.. ينزع فتيلها قرار رئاسى بحل الجماعة.. ينزع فتيلها ''مرسى'' حين يشعر بأنه رئيس جمهورية.. وهذه قدرات لا يملكها الرئيس مرسى، ولذلك رشحوه ''استبن''.. ربما ليحرقوه عند الضرورة(!)