لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وأخيرا وصلنا لقمة الشفافية.. ''هذه المكالمة قد تكون مسجلة''

وأخيرا وصلنا لقمة الشفافية.. ''هذه المكالمة قد تكون مسجلة''

12:18 م الإثنين 30 ديسمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- هبة البنا:

يضحك ويدعو صديقه ممازحا بكلمة بذيئة يخفض صوته فيها كي لا تسمعه أمه، لا يدري أنه بعد عام من الآن قد تذاع هذا المكالمة بالكامل على الهواء مباشرة، يسمعها من يعرفه ومن لا يعرفه، تقتطع من سياقها كما يشاء القائم على الأمر، وتوضع في سياق يليق بتسريب وتسجيل واتهامات بالعمالة والخيانة.

يبحث عن حق احتفاظه بحياته الخاصة سرية، وعدم أحقية أي من كان بالاطلاع عليها، فيجده مهدرا بين الأنظمة المتعاقبة، هذه مكالمة سجلت في عهد آخر، أصحابه لا يحكمون الآن، إذن أين هم ليسائلهم، لا أحد يجيب.

جهاز أمن الدولة نفسه الذي اقتُحم مبناه، للقضاء على تجاوزاته وتدخله في حيواة المواطنين، كان لم يزل يمارس مهامه بشكل طبيعي، يبدو أنه لا يستطيع الكف عنها، حتى وإن كان على حافة الاحتضار، أو يبدو كذلك، يرى في تلك التسجيلات سلاحه الوحيد الذي لا يجيد سوى استعماله ولا مهارات لديه غيره، والذي سيلعب به ويربح يوما ما، مهما كان رخيصا ويبدو غير ذي معنى بالنسبة للآخرين، فهو يعرف كيف يوظفه.

إذن، سجلت المكالمات وكان ما كان، يبدو أنهم أفرجوا عن الأسوأ منها، كي يظهروا الوجوه القبيحة لأيقونات الثورة، ولكن مع ذلك لم تثبت أي إدانة على أي منهم قانونا، بالرغم من التلميحات بين السطور، والتي تثير من التساؤلات الكثير.

صديق يطمئن صديقه أن ملفاته ستحرق، وآخر يتصل ليطمئن على ما وُثِق له، هو كذلك، أي بشري يجد نفسه في أرشيف أدمغة البشر الآخرين، سيسوقه الفضول أولا ليعرف ما يعرفون عنه، ثم ليعرف ما لا يعرف عن المقربين له، ثم الشخصيات التي تسترعي اهتمامه، تصرف في غاية الطبيعية، لا أرى فيه شيئا من العمالة، كما أراد الإعلامي ''الأمنجي'' أن يوحي لنا.

الغريب أنه بالرغم من أنه من الواضح أن المتجسسين لا يفوتهم شيئا، إلا أن أفضل ما حصلوا عليه، بعض التشويش على سمعة من رصدوهم، بالتشكيك فيما وراء الجمل والمعاني، لم يخرجوا بدليل إدانة واحد، أوحتى فضيحة من العيار الثقيل، فإما أن حضرات المتجسسين فشلة، أو أن هذا أسوأ ما لدى من روقبوا، وهذا في حد ذاته يجعلهم أقرب للملائكة.

السؤال الآن، من المدان؟، من اختُرقت خصوصيتهم!، أم من قام بالتجسس عليهم دون وجه حق!، من سجل لخلق الله كل شاردة وواردة وعد عليهم أنفاسهم، ثم خرج بعد كل ذلك بما لا يدينهم قانونا أصلا، أم من راح يبحث ليطمئن لأي مدى فٌضحت تفصيل حياته؟؟.

الجميل في الأمر، هو مدى المصارحة والشفافية التي وصلنا إليها، فتعامل الإعلام والأمن أصبح بمبدأ ''على عينك يا تاجر''، وكأنهم يقولون لنا، أيوة مكالماتكم كلها متسجلة، وممكن نذيعها في التليفزيون كمان، أي خدمات؟ حد عنده اعتراض؟.

لكل من شاهد تلك المكالمات بفرح وتشفِ، حاول أن تتأكد أن محتوى مكالماتك الشخصية القادمة صالحة للنشر، مع أن هذا لا يضمن سلامة أسرارك فقد تختار اللجنة شيئا من سجلك القديم لديها،،

ولنهنأ بالدولة الأمنية ونحارب الإرهاب، ونستمتع بالشفافية المطلقة، حيث لا يبقى لنا سوى التنويه أثناء إجراء اتصال هاتفي كالذي تسمعه بخدمة العملاء ''هذه المكالمة قد تكون مسجلة وذلك لضمان استقامتك ووطنيتك''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان