إعلان

عصام خضيري يكتب: 22 فكرة عن الأستاذ إبراهيم عيسى

عصام خضيري يكتب: 22 فكرة عن الأستاذ إبراهيم عيسى

03:08 م السبت 21 ديسمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – عصام خضيري:

{1} - عندما يكتب الأستاذ إبراهيم عيسى مقالاً ساخراً شيقاً وسط ''المهرتلون''.. حين يُبدع الجورنالجي ويُمسك بقلمه ويفضح الساسة والمسؤولين بصحيفته.. ساعتها مالي أنا بآرائه السياسية العبيطة وأفكاره الليبرالية المتناقضة؟ أنا لا أقرأ لـ''جان لوك'' بالمناسبة {هل إبراهيم عيسى يتذكر هذا الإسم؟} بل أقرأ مقالة رائعة أو موضوع صحفي شيق، من يطلب من الأستاذ إبراهيم عيسى أن يكون مانديلا، أو غاندي المصريين، فهو كمن يطلب من الجمل أن يلج في سم الخياط.

{2} – هذه المهنة تقوم على الزعيق. الشعب يحتاج إلى من يهتف له ويصرخ بديلاً عنه، النظام لا يمكنه العيش بدون من يصرخ ويهتف وينشر ويشتم ويفضح ما يُريد ''النظام'' فضحه، ويكون له {معارضاً} يتجمل به، الأنظمة القمعية تحتاج لأشباه المعارضين لتتجمل بهم في أسواق الحريات، لم يكن هناك صحفي يقدر النظام على صناعته يومها إلا عيسى. ليبرالي. معارضاً شرساً في وقت كان يعاني فيه نظام مبارك من نُضوب في ينابيع المعارضة المصطنعة – فريداً- قادم من ''روزا اليوسف'' تعلم على يد المعلم الكبير الأستاذ عادل حمودة، تعلم ملاوعة الصحافة وخبث وتعالي النجوم.

{3} – حياة عادية مع موهبة جبارة مثل الأستاذ إبراهيم عيسى تضع في الحلق حنضل، لكنها تعلمك الإمساك بالضوء حين يأتيك، كان بائع السمك بالعتبة {رئيس مجلس إدارة مجموعة صحف الآن} صاحب الفضل عليه فيما وصل إليه، ففتح له جريدة جديدة، صدرت أسبوعية في التسعينات، فهو كان موهوباً مهملاً، فكان أمراً طبيعياً أن يتبناه النظام. لا أحد يُعيره أهمية أو يسأل فيه ولا مال يملأ عينه. أقام كثيراً في ''روزا اليوسف'' حيث اللاشئ، ملل يومي، ومكافآت ضئيلة قليلة، وعدم بزوغ نجمه لكثرة نجوم مؤسسة ''روزا اليوسف'' حينها، تلك سنوات تًدربك على الصبر والتقبل والرضا بالمقسوم. حين تصوّر البعض أنه في ''روزا'' أشبه بالعانس الجميلة التي لم يأتها عَدَلُها.. جاءت ''صوت الأمة'' ثم ''الدستور''.

{4} – ليس مطلوباً في الكاتب كونه ''صاحب مبادئ''. فعندما هتف بجواري الأستاذ إبراهيم عيسى يوم جمعة الغضب بميدان التحرير ''أن لا عودة للوراء.. ويسقط الحزب الوطني ورجاله سارقو الوطن.. ومُهدرو كرامة المصريين أمام العالم بسياستهم الخارجية المنبطحة '' لم يشفع ذلك له عندي عندما واصل الكتابة بجريدته ''التحرير'' التي اشتراها أحد أكبر رجال الحزب الوطني المنحل ''أكرم قرطام''، وتصدر غلاف عددها الأول في إصدارها الجديد بالعدد الأسبوعي أحد أبرز رجال مبارك المخلصين ''عمرو موسى'' واضعاً رجل على رجل.. واصفاً عمرو موسى في مقاله ''بأنه الشخص الذي نزل كل المظاهرات وهتف كل الهتافات !!''. إبراهيم عيسى إذن يفكر بمنطق ''المصلحة'' ويُحلل المواقف لنفسه كيفما يشاء وحسبما يرى!

{5} – لماذا إذاً نضخم انقلاب الأستاذ إبراهيم عيسى على 25 يناير؟ فكما توجد حفاوة بلهاء من الفلول به، يوجد غضب أكثر بلاهة من توجهه الفلولي الانقلابي.

{6} – الفلول أصبحوا عاشقين للرجل بجنون، ويُرددون كلامه، لكن لم أرى ثائراً من ثوار يناير الحقيقيين يُعجبه ما يقول، ولم أرى صحفياً من تلاميذه ، أو حتى من المعجبين به، يحلق حلقته أو يمشي مقلداً له، أو يلبس مثله مُرتدياً بنطلون بـ''حملات''، أو حتى متكلماً بنفس طريقته الطفولية البلهاء.. إنه نجم في الصحافة وليس نجماً شعبياً، فالنجوم يمشي الناس وراءهم ويُقلدهم الشباب، ومرسومة صورهم على وسادات البنات. عيسى حبر على ورق يقرأ كلماته ''الفلول''، وليس ثائراً، ولا مناضلاً لسلطة القمع الحالية، وبالطبع ليس قصة شعر ولا استايل حياة ولا مرسومة صورته على وسادات البنات.

{7} – عيسى مواليد نكسة 67، تربى في أعوام النكسة، ما الذي تنتظره منه إلا كونه يعود ''فِلُ'' لمناصرة ابناء ''نظام المخلوع''، موهبة فذة في الكتابة والصحافة، وتكوين ثقافي وسياسي شديد التناقض، هل يمكن أن تُخرج مؤسسة صحفية قومية تُدار من قبل أمن الدولة بـ ''لاظوغلي''، إلا هذا الصنف حيث قضى فيها معظم حياته المهنية ؟!.

{8} – فعلا وحقا أستاذ إبراهيم كما قلت: ''الببغاء لا ينتشر في مصر لأن المصريين ينافسونه بقوة''. حناجر الببغاوات إياها { رباية أمن الدولة} لا تتوقف عن التمجيد والتفخيم والتعظيم في الأستاذ { إبراهيم بن عيسى } الثائر. فمفردات الثورية والنضال تطارده أينما حل حتى صار هو الثورة!!.

{9} – الأستاذ إبراهيم عيسى الثائر هكذا يُذيعون ويُخبرون القوم، وهو فعلاً كان كذلك.. لكن ماذا عن زملائه الكُتاب والصحفيين؟! ما الفرق بينه وبين حمدي قنديل، وبلال فضل، ليكون وحده الثائر والثورة؟! تلك سخافة من فرط تكرارها لا يشعر بسخافتها أحد. كأنها إهانة لكل الثوار، كأنهم فلول أو إرهابيين، الثورية صفة صادقة للعديد من الزملاء الصحفيين والثوار.. لكنه وحده برهوم بن عيسى مُحتكر الثورية، جميعهم شارك بثورة يناير ومظاهرات يونيو.. لكنه وحده الثائر مالك مفاتيح الثورة، يهاجمون الأنظمة القمعية السابقة والحالية.. لكنه وحده الثائر ومُفجر الثورة، يتعرضون للمضايقات والتهديدات تلاحقهم من الأجهزة الأمنية الآن.. لكنه هو الثائر الوحيد مالك توكيل الثورية، عزيزي القارئ ردد ''الثائر برهوم'' من خلف أراجوزات الفضائيات حتى تصير ببغاء كبير وأرجوزاً مُضحكاً.

{10} – حمدي قنديل وعبدالحليم قنديل و عبدالوهاب المسيري وغيرهم الكثير ملئوا حياتنا ثورية ونضالا، ولكن لم نسمع حكاية الثائر إلا مع إبراهيم عيسى، كأنه ثار وحيداً وأسقط النظام وقت تسكع المصريون بالكباريهات!!.

{11} – الالتزام الوحيد الذي يصنع أستاذاً عظيماً يكون بالعمل واحترام الذات والحفاظ على المبادئ، والاعتراف بحق الآخرين والمهنية وعدم المغالاة ضد الرأي الآخر، غير ذلك لا شأن لنا به.. مُعجبون بكاتب واحد بأوروبا قد يتجاوزون عدد سكان مصر من الملايين حول العالم، لأنه يعمل ويحترم ذاته، ويحافظ على المبادئ التي يُقنع بها مُعجبيه، ويحترم الرأي الآخر ويمارس عمله بمهنية.

{12} – لا تحيز في الصحافة مًطلقاً، ففي الصحافة حياد ومهنية، لكن ترك الأستاذ إبراهيم عيسى واقعاً لدى الملايين بمشكلة مع حياد الصحافة وموضوعيتها لا مع الكاتب نفسه.

{13} –إبراهيم عيسى الذي ملأنا نضال و ثورية حتى طرنا وهللنا به ثورياً مناضلاً ضد نظام مبارك المخلوع، الذي دمر حياة المصريين على كل المستويات، والذي كان يشتم مبارك بالصباح وفي المساء، ويرفض الجلوس مع رجاله ــ مفضلاً الجلوس معهم من وراء حُجب ــ ويكتب ضده المقالات، ويفتح الملفات الصحفية الساخنة لمهاجمة وزرائه... ثم الآن يُصبح بقدرة قادر رجال أعمال نظام مبارك أصدقائه ويُنفقون على جريدته ويتبنونه إعلامياً، نجماً أينما حل على قنواتهم الفضائية، يطالب بالإفراج ورفع الإقامة الجبرية عن مبارك زعيم الحرب القائد البطل المغوار، هذه شيزوفرينيا. فليس مهما أن تملك وجهين ليس مهما وجهك أصلاً، لا الأول ''الثوري'' ولا الثاني ''الفلولي''، بل الأهم هو القدرة على التقلب والتلون كالحرباء.

{14} – لماذا لم أتعامل مع إبراهيم عيسى أيام مبارك على أنه منافق؟ لأنني كنت أهتم بالمكتوب، لا بالكاتب.

{15} – زعيق الأستاذ إبراهيم عيسى ضد نظام مبارك يتحدث به الملايين، الكل مُغرم به، لكن لماذا لا يتذكر الجميع نضال وكتابات جمال حمدان وعبدالوهاب المسيري و عمنا جلال عامر.

{16} – في العام الأخير زودها قوي الأستاذ إبراهيم عيسى في الهرولة تجاه بقايا نظام مبارك، بينما لا يجري نحو زملائه رفقاء الدرب ومعهم لمواجهة سلطة القمع، بل شق طريقه في الدفاع عن الفلول، للأسف نزل لمستوى موالسة رؤساء تحرير المؤسسات القومية لنظام مبارك قبل ثورة يناير .

{17} – لم تعد مصر بعد 30 يونيو مُجمعة على شخص يجمع الموقف وضده، و بين الثوري والفلول قدر اجتماعها على الأستاذ.

{18} – الأستاذ إبراهيم عيسى أصبح لا يملك ما يُقدمه ويدفع به لبرهنة ازدواجية وفصام شخصيته ومواقفه. سيمر في بالنا ذكرى في ''قصة الثورة''.

{19} – الأستاذ إبراهيم عيسى في خلال شهور قضى على كل ما بناه في سنوات. فهو الآن لا يصلح ثوري ولا مُعلم ولا صاحب مبادئ ولا مهني.. ولكنه سيبقى رغم أنوفنا أنه كان في يوماً ما أستاذنا جميعاً وأستاذي أنا شخصياً. ولكن لو استمر هكذا على هذا النحو لن يكون له وجود غالبا في الساحة السياسية إلا حين نتحدث عن ما قبل 25 يناير.

{20} – الأستاذ إبراهيم عيسى مثالاً للحالة التي تحاول يومياً أن تُثبت لك بأن الصرح المبني عنه بمُخيلتك ما هو إلا من فرط إعجاب برجل كان كما يردد المغرضون دُمية يتم تحريكها من مبنى أمن الدولة كيفما يريد النظام.

{21} – رجل تحول في عام واحد فقط من أقصى يمين الحياة السياسية بآرائه السياسية ضد حكم العسكر إلى أقصى شمالها مطالباً قائد الجيش وراجيه بأن يُرشح نفسه للرئاسة، تحول من نضال ضد الدولة العسكرية البوليسية إلى نضال من أجل الدولة العسكرية البوليسية القمعية ، مطالبا ''بالضرب بيد من حديد'' على هذا الشعب العسكري بطبعه.

{22} – إبراهيم عيسى الذي كتب مقال يمدح فيه رجل مبارك الأول تحت عنوان: ''عمرو موسى معناه أن تستمر عمرو موسى''.. متحدثاً عن ثبات الرجل على مبادئه ومواقفه ونضاله والذي يجعلك من فرط الحديث عن نضاله وهتافاته بالوقفات الاحتجاجية تستلقي على ظهرك من شدة الضحك.. الحقيقة ليس لدي الآن ما أقوله في أستاذي سوى: إبراهيم عيسى معناه ألا تستمر إبراهيم عيسى.. يا ''ميت'' خسارة على الأستاذ.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

إعلان