إعلان

مقال - الببلاوي وسد النهضة.. دونت ميكس

مقال - الببلاوي وسد النهضة.. دونت ميكس

05:16 م الخميس 31 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد منصور:

بالأمس، أعلن الخبير ''الاقتصادي'' ورئيس وزراء مصر الحالي الدكتور حازم الببلاوي أن سد النهضة الإثيوبي ''يمكن أن يكون سبب رخاء مصر ودول حوض النيل'' في مغالطة صريحة للمنطق العلمي ومجريات الأحداث، وعلى النقيض من موقفه السابق المُعلن في مؤتمر أزمة سد النهضة والذى تم عقده في العاشر من يونيو 2013، أبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى.

وقال الببلاوي إن إثيوبيا لا توجد لديها مشاكل في توافر المياه ولكنها تسعى إلى بناء السد لتوليد الكهرباء، وهو الأمر الذى يعكس مدى التهاون والتخبط الذي تتعامل به الحكومة في الأزمة المصيرية التي ربما تعصف بالأمن المائي، والقومي بالتبعية، لمصر.

على مدى العصور، ومنذ أن أعلنت إثيوبيا عن نواياها تجاه إنشاء سد النهضة، ساد الغضب داخل الأوساط السياسية المصرية، حتى أن القيادات المصرية على أعلى المستويات هددت إثيوبيا صراحة بوقف تنفيذ المشروع ولوحوا باستخدام القوة العسكرية حال البدء في بناء السد، وقال الرئيس الأسبق السادات بشكل واضح إن مصر على استعداد لضرب السد باستخدام الطائرات الحربية، وجاء مبارك خلفاً للسادات ليقود مجموعة من المفاوضات حالت دون شروع أثيوبيا في بناء السد.

وفى أعقاب ثورة يناير، بدأت إثيوبيا في بناء السد في تحد صارخ للإرادة المصرية ضاربة بجميع المعاهدات والمواثيق الدولية عرض الحائط، إلا أن إدارة الرئيس المعزول محمد مرسى أعلنت بشكل واضح رفضها لبناء السد، وجاء الاجتماع السرى ''المُعلن'' ليرسخ تلك الفكرة في أذهان المصريين والإثيوبيين على حد سواء، ليأتي الدكتور الببلاوي بعد 30 يونيو ليعلن التحول - الخطير والمفزع-  في الموقف المصري بشكل كامل، معتبراً سد النهضة مشروعاً ستجنى مصر من ورائه ''الرخاء والتنمية'' وكأن السد مشروعاً قوميا مصرياً وليس إثيوبياً.

الحقائق العلمية المُعلنة حول السد الإثيوبي تؤكد أن الدولة التي يأتي منها أهم روافد النيل – التي يأتي منها أكثر من 80 في المئة من المياه في فترة الأمطار الموسمية-  تبني أكبر سدًا كهرومائياً في القارة الأفريقية في منطقة الشمال الإثيوبي، ليحجز ورائه كمية من المياه تقدر بحوالي 74 مليار متر مكعب ، ولم تعلن إثيوبيا بشكل صريح عن الفترة الزمنية التي ستقوم بملء الخزان الضخم فيها، وهذا يعنى أن إثيوبيا ربما تملئ بحيرة السد بالمياه في ثلاث سنوات فقط، وهو الأمر الذى سيحرم مصر والسودان من تدفق مائي بما يُقدر 20 مليار مكعب من الماء سنوياً.

الفقد في التدفق المائي أثناء فترة امتلاء بحيرة السد سيتسبب في انخفاض منسوب المياه في بحيرة ناصر لأكثر من 3 أمتار وهو ما سيتسبب في حرمان مصر من ربع طاقتها الكهربية المولدة عن طريق توربينات السد العالي المائية، علاوة على فقدان 2.5 مليون مزارع لوظائفهم بسبب النقص في المياه، فكيف سيعود سد النهضة بالرخاء على مصر؟

قبل عام، أعلنت مصر عن تشكيل لجنة دولية لتقييم أثار سد النهضة، وعلى مدار شهور عملت تلك اللجنة وسلمت تقريرها الأولى للحكومة المصرية في مايو 2013، ومنذ ذلك الحين لم تعلن الحكومة السابقة أو الحالية عن النتائج التي وصل إليها الخبراء الأمر الذى يمثل تحدياً صارخًا لقيم الشفافية والتي لا تنفك الحكومة الحالية في التأكيد على تمسكها بها.

قبل عزل محمد مرسى، شارك الببلاوي في مؤتمراً دعا له الحزب المصري الديموقراطي بمركز إعداد القادة، وخرج علينا بمؤتمر صحفي ليقف الدكتور حازم الببلاوي بجانب محمد أبو الغار الذى أعلن أن حكومة الإخوان تتعامل من الأمر باستهتار، وأكد وقتها أبو الغار أن السد الإثيوبي بمثابة كارثة يجب أن تتضافر كل الجهود المصرية لمنع حدوثها، فما هو سبب تغير رأى الدكتور الببلاوي بعد 30 يونيو، هل لدى الببلاوي معلومات ومعطيات جديدة؟.. سؤال ينتظر الجواب.

الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي كاتبه ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان