مصر ليست تونس

بقلم   د. حازم عبدالعظيم
فى دردشة سياسية مع أحد الإخوة التوانسة فى ورشة عمل بإندونيسيا دار بيننا حوار حول الدستور، وهو متابع جيد للشأن المصرى!

هو: لقد قرأت الإعلان الدستورى وفهمت منه أن انتخابات الرئاسة ستكون قبل وضع الدستور! كيف ذلك؟!

أنا: زى ما حضرتك شايف كده! إيه المشكلة يعنى؟ مصر ليست تونس!

هو: يعنى على ماذا سيحلف الرئيس القادم؟ وما هو القسم؟!

أنا: عادى زى الناس يعنى «أقسم بالله العظيم بأن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم (الإعلان الدستورى) والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

هو: دكتور حازم؟ أنت تخلط الجد بالهزار؟ كيف يتم القسم على «إعلان دستورى»؟!

أنا: جت على دى!! ماتدقش، أمال هايحلف بالطلاق؟ الإعلان الدستورى هو الذى سيكون حاكماً وقتها وليس الدستور! ولازم يحلف عليه؟ أمال هايحلف على إيه؟ يا سيدى مصر ليست تونس، قلت لك ألف مرة!

هو: وكيف يتم بناء مؤسسات الدولة دون دستور؟ وأكيد ستعيدون انتخاب مؤسسات الدولة وبناء على الدستور الجديد مرة أخرى! أليس كذلك؟

أنا: مصر ليست تونس؟ مصر دولة كبيرة أكبر من تونس! لقد اكتشفنا أن البناء المتين لمؤسسات الدولة يجب أن يكون على مرحلتين، مرة بموجب الإعلان الدستورى، ومرة بموجب الدستور الجديد، ولكى أؤكد لك كلامى وعلشان أعرفك كمان إن مصر مش زى تونس حلف اليمين مرة واحدة مش كفاية عشان مصر. بعد ثورة عظيمة مثل ٢٥ يناير! سيحلف الرئيس الجديد اليمين مرتين: سيحلف مرة على الإعلان الدستورى، ثم بعد صياغة الدستور الجديد سيحلف عليه مرة أخرى، وبذلك يكون حلف مرتين وليس مرة واحدة مثلكم، تأكيداً على ولائه للبلاد! ألم أقل لك إن مصر ليست تونس!

هو: وما هذه الضجة الإعلامية بخصوص جنسية أم وأبو وجد المرشحين؟

أنا: سيدى الفاضل، لقد قلت لك ألف مرة إن مصر ليست تونس! نحن وضعنا شروطاً لا يوجد مثلها فى العالم للتأكد من نقاء العرق والدم لمرشح الرئاسة من أى شائبة أجنبية والعياذ بالله! فلا يكفى أن يكون الرئيس مصرياً ولا يحمل جنسية أخرى وقت الترشح! ولكن ألا يكون هو أو أبوه أو أمه قد حملوا جنسية أجنبية من قبل، ومش كده بس وألا تكون زوجته حاملة أيضا جنسية أجنبية. شفت بقى إن إحنا مش زى أى حد؟!

هو: طيب وأخوه وأخته وأولاده؟ لماذا لم يتضمنهم شرط الترشح، إذا قرر المشرع الدخول فى جنسية عائلة المرشح؟ ولماذا لم يدخل المشرع فى جنسية الخال والخالة والعم والعمة وولاد العم وبنات الخالة و.. و.. و.. و..!

أنا: أنت بدأت تستهزئ بإعلاننا الدستورى.. الزم حدودك لو سمحت!! إحنا برضه مصر! ومصر ليست تونس.

هو: صحيح.. مصر أم الدنيا.. وأنا سعيد بأن مصر ليست تونس! تحتاجون ثورة تانية عاجلة يا دكتووور.

اقرأ أيضا: