- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - أحمد سمير:
أجلس بجوار سائق الميكروباص.
نسمع أغنية شعبية يُفترض أنها حكيمة تتحدث عن أن الأصدقاء شخصيات شريرة تعشق الغدر دون سبب.
السائق يرتدي سلسلة غريبة حول رقبته وشبشبًا حقيرًا، وكل خمس دقائق يُخرج رأسه من شباك السيارة ويذكر جزءًا من جسد والدة أحد سائقي السيارات حولنا.
لا أهتم به، لكنه فجأة يلتفت نحوي قائلاً وهو يشير إلى ناحية سور سجن طرة:
ــ أخويا قضى هنا سنتين وفاضل له كتير.. عذاب وربنا.
أرد بلطف:
ــ ربنا يفك سجنه وسجن كل مظلوم.
ــ ربنا يفك سجنه آه.. لكن الصراحة هو مش مظلوم.. ده عيل سافل ابن كلب أساسًا.
يضحك بسعادة غير مبررة.. ثم يلتفت نحوي ليرى رد فعلي على صراحته.. لكنه لم يرَ شيئًا، فسرعان ما أخرج رأسه من الشباك ليواصل معركة ما مع شخص ما ضايقه لسبب ما.
كان شخص غير محبب يتحدث عن أخ مجرم هو نفسه ليس متعاطفًا معه.
ولكن أخاه ــ السافل ابن الكلب ــ مظلوم..
أعلم أن إقناعك بأن أخاه مظلوم أمر صعب.. فالمظلوم في العادة لديه صورة على الفيس بوك وهو يفرد يديه بمرح مرتديًا ''تي شيرت'' أبيض على البحر، أو صورة وهو يحتضن قطة بحنان ومكتوب تحتها:
''ده كمان بلطجي يا كلاب الداخلية''
هؤلاء إثبات أنهم مظلومون أمر سهل.. هم يشبهوننا وبالتالي هم بالضرورة مظلومون.
ولكننا غالبًا لن نجد لأخ سائق الميكروباص هذه الصورة.. لسبب بسيط.. الرجل هو من نعتبرهم بلطجية.
لكن أخاه مظلوم، لأنه سُجن أصلاً، والتوسع في عقوبة السجن إهدار منظم للكرامة الإنسانية.
مفاجأة.. صح؟
السجن مدمر، تدخله وقد ارتكبت جنحة وتخرج لترتكب جناية وقد علمك زملاؤك مهارات إجرامية إضافية.
والإذلال والامتهان المنظم ومخاطر الاعتداء الجنسي جرائم أسوأ مما ارتكبه المجرم أصلاً.
سجن البشر مقبول فقط كبديل عقابي أخير، فالعقوبة ليست بالضرورة السجن، والخدمة العامة تتيح للمعاقب فرصة ليخدم مجتمعه الذي أدين بعدما أخطأ في حقه.
الخدمة العامة تغيير سلوكيات الأفراد نحو الأفضل، وتجعل احتمال عودة المُعاقَب للمخالفة ذاتها منخفضًا.
السجن استثناء.. تتوسع فيه الأنظمة المتخلفة لسحق البشر، لذا فمبارك لم يتوسع في شيء بقدر ما توسع في إنشاء السجون، فأسس سجون القطا (1992)، والعقرب (1993)، ووادي النطرون (1994)، والفيوم (1995)، والوادي الجديد في (1995)، وأبو زعبل الصناعي (1996).
بالمناسبة.. قمنا بثورة.
(2)
تنص المادة (51) من باب الحقوق والحريات بمسودة الدستور الجديد على أن: ''السجن دار تأديب وتهذيب وإصلاح؛ يحظر فيه كل ما ينافي كرامة الإنسان أو يعرّض صحته للخطر، وتعنى الدولة بتأهيل المحكوم عليهم وتيسر لهم سبل الحياة الكريمة بعد الإفراج عنهم''.
قمنا بثورة لنصل إلى هذه المادة.. فماذا تعني؟
تعني أننا لن نعذبه في السجن.
قول والمصحف؟.
يقولون لنا في المسودة: ''تيسير الحياة الكريمة بعد الإفراج''، ولكن ماذا عن توفير الحياة الكريمة داخل السجن نفسه؟.
السجن ليس عملاً ثأريًا بهدف الانتقام، وإن حق السجين التأهيل والرعاية النفسية وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية.
هذا حق..
كما ليس من حق بشر أن يمنع بشرًا من حقه الإنساني في إشباع حاجاته الأساسية، والدولة ينبغي أن تتيح للسجين حق ممارسة الجنس مع زوجته، فليس الطبيعي ألا يمس الرجل امرأته 15 عامًا مثلاً.
وإذا افترضنا جدلًا أن الفصل الجنسي نوع من العقاب الإضافي للسجين، فما ذنب الزوجة أو الزوج بالخارج ليُحرم من لقاء شريكه.
الحقوق أساسية ودور الدولة توفيرها بشكل لائق كريم..
الدول الديمقراطية تضمن هذه الحقوق، بل إن دولاً ناشئة ديمقراطيًا تضمنه بدستورها، فدستور جنوب أفريقيا يضمن للسجين ''أن يتصل ويتلقى زيارات من زوجته أو شريكته، وأقاربه، وأي ناصح ديني يختاره''.
كما من حق السجين أن يتعلم مهنة داخل السجن، ومن حقه زجاجة مياه مثلجة ومشاهدة التلفاز وسرير وثير أو ملاعب دون أن يسخر أحد منه.
العقوبة السجن وليس الإذلال في السجن..
باختصار.. من حق السافل المجرم ابن ستين الكلب أن يعيش كريمًا.
''ولقد كرّمنا بني آدم''.
(3)
يقول صديقي:
ــ خالد سعيد مظلوم حيًا وميتًا.. الفلول يرددون أكاذيب عن أن الولد مدمن.. والله العظيم الولد عمره ما أدمن.. قريبي سكندري ويعرفه.
ألتفت نحوه وأقول ببرود:
ــ أصدّقك.. لكن ذلك لا يهمني.
يبدي انزعاجًا، فأحدثه عن أنه بافتراض أن سيد بلال إرهابي فإن قتله بالتعذيب خطأ في ذاته، وإذا كان خالد سعيد مدمنًا فإن تدخل الاعتداء عليه وقتله يستوجب ثورة، هم أيقونات للثورة لأن حقوقهم أُهدرت وليس لأنهم بالضرورة ملائكة.
يستمع إليَّ باهتمام ثم يقول بحكمة:
ــ أيقونة ثورة مدمن والتاني إرهابي.. إنت عبيط يا أحمد.. دي تبقى ثورة زبالة.
ــ دي تبقى ثورة عظيمة.. تبقى ثورة عظيمة
إعلان