لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المغرب يطيح بمصر من عرش سياحة إفريقيا: ما الأسباب وكيف نعود للقمة؟

01:23 م الثلاثاء 14 يناير 2025

سياح

كتب- محمد أبوبكر:
رغم القفزة القياسية التي حققتها السياحة المصرية في 2024، إلا أن المغرب سجل زيادة غير مسبوقة مكنته من إزاحة مصر من على عرش السياحة في إفريقيا ليتربع بالقمة على الرغم من تعرضها لزلزال مدمر العام الماضي.
وأصبح المغرب اليوم الوجهة السياحية الأكثر جذبًا في القارة الإفريقية واستقبل 17.4 مليون زائر في 2024، بزيادة 1.7 مليون سائح عن مصر. في التقرير التالي يرصد مصراوي أبرز النقاط التي جعلت المغرب يستحوذ على عرش السياحة في إفريقيا؟ وكيف تتعامل مصر لتعود إلى القمة مجددًا؟


طفرة السياحة في المغرب


شهدت السياحة المغربية طفرة نوعية في 2024. وحقق المغرب نموًا مذهلاً في السياحة بنسبة 20% مقارنة بعام 2023، كما سجل زيادة تفوق 33% مقارنة بعام 2019، الذي شهد استقبال 13 مليون زائر. وهذا الإنجاز جعل المغرب يحقق هدفه السياحي قبل الموعد المحدد، مع تحول "مملكة الأنوار" إلى وجهة سياحية بارزة عالمياً.
وصرحت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور، في بيان صحفي بأن هذه الأرقام تمثل خطوة كبيرة نحو هدف المغرب في أن يصبح من بين أفضل 15 وجهة سياحية في العالم.
وأضافت أنه للوصول إلى هذا الهدف، يجب على المغرب تجاوز اليابان، التي استقبلت 25 مليون سائح في عام 2023 وفقًا لمنظمة السياحة العالمية.
تجاوزت عائدات السياحة في المغرب في 2024 مستوى قياسيا، وسجلت 11 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ10.5 مليار دولار في 2023، وفي المقابل، سجلت مصر إنفاقًا سياحيًا أعلى بلغ 14.1 مليار دولار.


كيف اعتلى المغرب عرش السياحة الإفريقية؟


من العوامل التي ساعدت المغرب في تحقيق طفرة السياحة، فتح 120 مسارًا جويًا جديدًا في عام 2024، بما في ذلك رحلات مباشرة من مدينة نيوآرك الأمريكية إلى مراكش عبر الخطوط الجوية المتحدة، بالإضافة إلى افتتاح فنادق جديدة لعلامات تجارية فاخرة مثل "فور سيزونز" و"نوبو" في جميع أنحاء البلاد، ما ساهم في جذب النخبة العالمية.
أشارت عمور إلى أن توسع فندق "رويال منصور"، الذي افتتح في أبريل فندقًا ثانيًا في مدينة الدار البيضاء، كان له دور كبير في جذب الزوار، بالإضافة إلى ذلك، توسعت الفنادق الفاخرة في المملكة مما جعلها وجهة مثالية لقضاء الإجازات الطويلة واستكشاف مناطق جديدة في المغرب.
وفي إطار تعزيز مكانته السياحية، يستعد المغرب لاستضافة كأس الأمم الأفريقية في الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026، وهو الحدث الذي من المتوقع أن يجذب ملايين المشجعين من أنحاء العالم.
وبالنظر إلى المستقبل، يُتوقع أن يستقبل المغرب نحو 26 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو ما يتجاوز الزيادة الحالية بنسبة 50%، بالتزامن مع استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وقال محمد كارم، الخبير السياحي، إن التحديات التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي كان لها تأثير كبير في تفوق المغرب في أعداد السائحين.
وأوضح أن المغرب استفاد من هذه التحديات، مما جعله يتفوق على مصر في استقبال السياح.


طريق مصر لاستعادة عرش سياحة إفريقيا


مصر هي الأخرى تعتمد على استراتيجيات متعددة حاليًا لتحفيز السياحة، وفق محمد كارم، الذي أكد أن المشاريع المستقبلية سيكون لها تأثير كبير في زيادة أعداد السائحين، مشيرًا إلى افتتاح المتحف المصري الكبير قريبًا، بالإضافة إلى مشروع "التجلي الأعظم"، الذي من المتوقع أن يسهم بشكل كبير في تنشيط السياحة المصرية.
وأشار الخبير السياحي إلى أن مدينة العلمين الجديدة والتطويرات التي يشهدها الساحل الشمالي ستسهم بشكل كبير في جذب المزيد من السياح.
وتوقع كارم أن تكون الغرف الفندقية الجديدة المنتظر افتتاحها جزءًا من هذه الجهود، لافتًا إلى أن تحويل مباني الوزارات إلى فنادق سيعزز من قدرة مصر على استيعاب أعداد أكبر من السياح في المستقبل القريب.

من جانبه، كشف مصدر بغرفة شركات السياحة، رفض ذكر اسمه، أن وزارة السياحة كانت تتوقع وصول أعداد السائحين إلى 18 مليون سائح في عام 2024، وكان من المقرر أن يؤدي تحقيق هذا الرقم إلى أن تواصل مصر تربعها على عرش السياحة في قارة أفريقيا، إلا أن التحديات التي واجهتها المنطقة كان لها تأثير بالغ على هذه التوقعات.
وأشار المصدر، في تصريحات لمصراوي، إلى أن الموسم السياحي الحالي سيشهد زيادة في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، خاصة إذا استقرت الأوضاع.
وأوضح أن طيران "الشارتر" منخفض التكاليف يعتبر من العوامل المهمة في زيادة قدوم السياح الأجانب إلى مصر، حيث تقوم الدولة بدعمه بشكل كبير في ظل الظروف الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
وأضاف المصدر أن الحرب الحالية في الشرق الأوسط لها تأثير سلبي على حركة السياحة بشكل عام في المنطقة، ورغم أن مصر تعد وجهة سياحية آمنة نسبيًا مقارنة بدول أخرى في المنطقة، إلا أن بعض الدول قد تُصدر تحذيرات سفر أو تؤجل خطط سياحتها إلى مصر بسبب القلق من تداعيات الحرب.
وأضاف: الوقت الحالي يشهد تدفقًا كبيرًا للسياح إلى مدن مثل شرم الشيخ والغردقة، ومصر تظل وجهة سياحية مفضلة للسياح.
واختتم المصدر بتوقعه أن تشهد مصر نموًا في أعداد السائحين وتحقيق إيرادات أكبر خلال الفترة المقبلة، رغم التحديات الراهنة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان