إعلان

وزير الأوقاف: الأسرة صمام أمان المجتمع وخط الدفاع الأول عنه

12:43 م الإثنين 15 مايو 2023

جانب من اللقاء

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للأسرة يؤكد اهتمام جميع الأديان والثقافات بها، فقضية التفكك الأسري والجريمة في مجال الأسرة صارت هاجسًا كبيرًا لكثير من المجتمعات تستدعي وقفة جادة للمراجعة.

وأضاف خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بمؤتمر استدامة دور الأسرة في تنمية المجتمع، وبمناسبة احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للأسرة، اليوم، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أنه عندما نتحدث نريد أن نجعل من المؤتمرات وعمليات التنظير منطلقًا حقيقيًّا وفعليًّا للتطبيق الميداني كلٌّ في مجاله وميدانه، سواء تثقيفيًّا أم اقتصاديًّا من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مع العمل معًا على وضع حلول لمشكلات التفكك الأسري والجريمة الأسرية.

وأكد وزير الأوقاف أن الأسرة هي اللبنة الأم لبناء أي مجتمع، وهي صمام أمان المجتمع وخط الدفاع الأول عنه، يصلح بصلاحها ويضعف بضعفها أو تفككها، لذا حرص الإسلام على بنائها بناء سويًا، وقد علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن خير الناس أنفعهم للناس، وخير الناس خيرهم لأهله، وقال (صلى الله عليه وسلم): " دِينَارٌ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَدِينَارٌ أَنْفَقْته فِي رَقَبَةٍ , وَدِينَارٌ تَصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ , وَدِينَارٌ أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك , أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك"، ومر رجل على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعجبوا بقوته ونشاطه وجلده فقالوا: لو كان ذلك في سبيل الله فقال (صلى الله عليه وسلم): "إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ".

وأكد أن الأسرة السوية التي تبنى العلاقة فيها على السكن والمودة، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" , ويقول سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ" , فقد سمى القرآن الكريم المرأة زوجًا للرجل ولم ترد بلفظ زوجة في القرآن الكريم، وكأن القرآن الكريم قد اتخذ من التكافؤ اللغوي واللفظي إشارة ودلالة على التكافؤ المعنوي، حيث يقول سبحانه: "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ"، ويقول سبحانه: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، ويقول سبحانه: "لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في خطبته الجامعة في حجة الوداع: "ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا".

وأشار إلى أن الأسرة السوية هي التي تقوم العلاقة فيها على الحقوق المتبادلة بين الآباء والأبناء، ووفاء كل منهم بحق الآخر، ولا سيما حقوق الأبوين، فالأبوان ليسا مجرد شخصين عاديين في حياتنا، الأبوان ذوا شأن خاص، لم يتقدمه بعد طاعة الله وعبادته في القرآن الكريم شيء، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، ويقول سبحانه: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، بل إن الحق سبحانه وتعالى قد خصهما بالوصية فقال (عز وجل): "وَوَصَّيْنَا ‌الْإِنْسَانَ ‌بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"، ويقول سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا"، ويقول سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ".

وأكد أننا في أمس الحاجة إلى إقامة علاقاتنا الأسرية على البر والرحمة وعلى مكارم الأخلاق التي أمرنا بها ديننا الحنيف، لنحصن مجتمعنا من التفكك، ونرضي خالقنا سبحانه وتعالى باتباع ما أمرنا به من البر وحسن الخلق والمسئولية الأسرية، فكلنا راع وكلنا مسئول عن رعيته.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية أهدى أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب، شهادة تقدير للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة واتحاد الخبراء العرب، وأهدت الدكتورة أمال إبراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية درع مجلس الأسرة العربية للتنمية لوزير الأوقاف تقديرًا لجهوده وإسهاماته في الدعوة والتنمية المجتمعية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان