البيض والفسيخ والملانة والبصل.. أصول الأطعمة المرتبطة بشم النسيم
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمد شاكر:
أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن شم النسيم عيد للطبيعة ولا علاقة له بأى دين فهو عيد مصرى قديم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد، حيث تتجدد الحياة، وكان يطلق عليه (شمو) أي بعث الحياة، ثم تحرفت إلى شم وأضيف إليه النسيم، وكانت السنة عندهم تبدأ بعد اكتمال القمر الذي يقع عند الانقلاب الربيعي في 11 برمودة (باراحاموت بالهيروغليفية).
وقال ريحان: اعتقد قدماء المصريين أن يوم شم النسيم هو بدء خلق العالم، ولقد سجل على جدران المعابد أن المعبود رع يقوم فى ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة، الذى يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر وبالتالى فهو عيدًا للخير.
وقال ريحان إن أصول الأطعمة المرتبطة بشم النسيم تأتي كالتالي:
- البيض، يرمز إلى خلق الحياة كما ورد فى متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون، ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق فى أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق.
- الفسيخ والسمك المملح، هو من بين الأطعمة التقليدية فى شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة حيث ورد فى متونه المقدسة أن الحياة فى الأرض بدأت فى الماء ويعبر عنها بالسمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصرى القديم.
وذكر المؤرخ الإغريقى هيرودوت أن قدماء المصريين كانوا يأكلونه فى أعيادهم ويرون أن أكله مفيد فى وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذى حور فى اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.
- الخس، عرف عند قدماء المصريين منذ الأسرة الرابعة وكان يقدم فى سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بالعيد وكان يسمى بالهيروغليفية (حب) كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود (من) فى معابده ورسومه.
-الملانة، وهى ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها (حور – بيك) أى رأس الصقر لشكل الثمرة التى تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد ذكر الخس والملانة فى البرديات الطبية، وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها فى الاحتفالات بالعيد كما يقمن باستعمالها فى زينة الحوائط ونوافذ المنازل فى الحفلات المنزلية.
- البصل، كان ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة فى مصر القديمة وارتبط ظهوره بما ورد فى إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر القديمة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك لعلاج الطفل الكاهن الأكبر لمعبد آمون فنسب مرضه إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتشل حركته بفعل السحر وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل فى فراشه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ثم شقها عند شروق الشمس ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.
وطلب الكاهن منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وشفى الطفل وأقام الملك الأفراح فى القصر لأطفال المدينة ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس فى العيد وتعليق حزم البصل على أبواب دورهم
وما زالت حتى الآن فى بعض قرى الصعيد توضع بصلة أمام كل منزل يوم شم النسيم.
فيديو قد يعجبك: