بعد أزمة فيلم نتفليكس.. ما هي حركة الأفروسنتريك؟
كتب- محمد شاكر:
أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الفيلم الذي أعلنت عنه شبكة نتفليكس تحت اسم "الملكة كليوباترا" المقرر عرضه يوم 8 مايو المقبل يسىء إلى الحضارة المصرية ويظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء ترويجًا لفكر الأفروسنتريك، بأن الحضارة المصرية أصلها أفريقي.
وأشار ريحان في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" إلى أن هذا الفيلم يعد ضربًا للهوية المصرية ووحدة الشعب المصري وتجريد الحضارة المصرية من أصولها، مناشدا الجهات المعنية بالأمر من وزارة الخارجية ووزارة السياحة والآثار والهيئة العامة للاستعلامات، بالاحتجاج الرسمي على الفيلم والمطالبة بتغيير صورة كليوباترا إلى صورتها الحقيقية كما تظهر في تماثيلها بالمتاحف داخل مصر وخارجها.
ونوه "ريحان" إلى أن حركة الأفروسنتريك التي يروج لها الفيلم هي أيديولوجيا ومنظمة عالمية بدأت في الظهور منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وذاع صيتها في السبعينيات وهي حركة عالمية عنصرية تتمحور حول التعصب العرقي للجنس الأفريقي والبشرة السوداء، ومن أهم أهدافها القضاء على الجنس الأبيض في أفريقيا الشمالية والجنوبية خصوصًا (الأمازيغ والناطقين بالعربية والأفريكناس أي الأوروبيون في أفريقيا الجنوبية) والترويج لفكرة أن الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية حضارات أفريقية في الأصل.
وأوضح، أن المؤيدين للأفروسنتريك يدعون أن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هاجر إلى الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري، حتى أنهم زعموا إن إحدى ملكات مصر وهي الملكة تيي زوجة أمنحتب الثالث في الأسرة الـ18 أنها مصرية قديمة ذات ملامح أفريقة ولون بشرة أسود، مؤكدين أن المصري القديم كان أسود أفريقي، كما يزعمون أن علماء المصريات الحالين يقومون بتلوين المقابر باللون الأبيض لتزوير التاريخ، وإن كسر أنوف التماثيل لإخفاء ملامح الأنف الأفريقي، وفي الحقيقة أن المصرين القدماء كان لديهم عادة كسر أنوف التماثيل لاعتقادهم بأن التماثيل تتنفس وحتى يحجب عنها الحياة يكسر الأنف، وكانت حركة دينية في مصر القديمة.
وأشار ريحان إلى أن كليوباترا وصفت من خلال تماثيلها بأنها كانت مقدونية الصدر الذي قام مثالو الرومان بنحتها عند إقامتها في روما بينما وصفها البعض بأنها كانت نحيلة فرعونية القوام من خلال صورها على جدران معبد كوم أمبو أو ممثلة في شكل المعبودة إيزيس في معابد فيلة ودندرة حيث قيل إن فناني مصر القديمة اتخذوا من قوامها نموذجًا لهم وقد كان ملوك البطالسة في ظاهرهم فراعنة وفي باطنهم مقدونيين وذوي ثقافة هيلانية بحتة ولم يكن بينهم أحد يعرف اللغة المصرية القديمة سوى كليوباترا التى ختم بها عهد البطالسة وكانت تتكلم المصرية الديموطيقية كواحدة من أهل البلاد وقد تعلمت على يد كهنة آمون وهى طفلة فى التاسعة من عمرها واعتنقت الديانة المصرية وأتمت ثقافتها العالية فى العلوم الآداب والفلسفة على يد أساتذة مصريين من أكاديمية الميوسيين.
فيديو قد يعجبك: