إعلان

مايا مرسي تلقي كلمة مصر فى المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام بجدة

10:25 م الإثنين 06 نوفمبر 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت- نور العمروسي:
شاركت اليوم الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة الدورة الثامنة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي للمرأة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام بعنوان "المكانة والتمكين"، الذي تنظمه منظمة التعاون الإسلامي بجدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور ممثلين عن ٥٧ دولة اسلامية وذلك على مدار 3 أيام حتى ٨ نوفمبر الجاري.

وألقت "مرسي"، كلمة مصر باسم المجموعة العربية والتي جاء نصها كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم
أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على رعايته لهذا المؤتمر.

الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
‎أصحابُ المعالي.. السادةُ رؤساءِ الوفود.. والمنصة الكريمة.

الحضورُ الكريم..
‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشرُفُ اليوم بالمشاركةِ باسمِ المجموعةِ العربية.. وأتقدمُ بخالص الشكر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة "مهد رسالة الإسلام الخاتم" و إلى منظمة التعاون الإسلامي على تنظيم هذا المؤتمر وهو ما يؤكدُ التزامَ دولنا بالنهوضِ بأوضاع المرأةِ ورفع مكانتها وحمايتها وتمكينها في أوقات السلم وفى أوقات الحروب والنزاعات وقبل كل هذا التزامُنا بالتعاليم الإنسانية التي حض عليها دينُنا الإسلاميُّ الحنيف.

الحضورُ الكريم..
نؤكدُ على المكانة العظيمة للمرأة في الإسلام بعد أن كان نصيبُها من أمور الجاهلية هو الأكثر ظلمًا، والأفحش خُلُقًا.
حتى جاء الإسلام العظيم بنور هديه القرآني وبجمال خُلُق رسولِه الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام) آخِذًا على عاتقه إعادة المرأة إلى كرامتها الإنسانية وتمكينها من حقها التكليفي في كافة شئون الاستخلاف الإلهي دون وصاية..
وحسْبُنا من هدي رسول الله الكريم صلي الله عليه وسلم: "إنما النساءُ شقائقُ الرجال"..
وقد ناشد (صلى الله عليه وسلم) الرجال المؤمنين وأصحابَ القلوبِ الرحيمة والضمائرَ اليقظة أن يتقوا الله في النساء وأن يستوصوا بهنّ خيرًا.
السيداتُ والسادة..
لقد ظلمت العاداتُ والتقاليدُ الموروثةُ المرأةَ كثيرًا باسم الدين وهو منها براء....
وهذا ما أوضحه الأزهرُ الشريفُ ودارُ الإفتاء المصرية بأن المرأة لها أن تتقلد كافةَ الوظائف بما فيها القضاءُ والإفتاءُ..
وأن العنفَ ضد المرأة حرامٌ شرعًا
وزواجَ القاصرات ضررٌ لا يُقره شرعٌ ويمنعه القانونُ
والإجبارَ على الزواج مرفوضٌ شرعًا وقانونًا
والحرمانَ من الميراث هو عدوان علي حدود الله
وللمرأة حقٌ في الحصولِ على نصيبٍ من ثروة زوجها إذا أسهمت في تنميتها.
وفى سياق الحديث عن مكانة وتمكين المرأة في الإسلام
يُسعدُني أن أعلن عن عزم جمهورية مصر العربية بصفتها الرئيسةُ الحاليةُ للدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة تنظيمَ مؤتمرٍ دولي حولَ
(استثمار الخطاب الديني والإعلامي وأثرُهُ على حماية امرأة وتعزيز حقوق ها)
بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة العام القادم.
الحضور الكريم
يحتفل العالمُ هذا العام بمرور ٧٥ عامًا على إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ونجد رسالةَ الإسلام قد أقرت تلك الحقوق قبل ذلك التاريخ بأربعة عشر قرنًا حيث أقر الإسلام الكرامةَ والحريةَ والعدلَ والمساواةَ بلا تفرقةٍ أو تمييز
والمصادفةُ الغريبةُ في هذا السياق أن هذا الإحتفال يتزامنُ أيضًا مع مرورِ 75 عامًا على كفاحِ شعبِ فلسطينَ الحبيبة ومعاناتهِ من الاحتلال حقًا يا لها من مصادفة فكيف للعالمِ أن يحتفلَ بحقوقِ الإنسان في الوقتِ الذى يعانى فيه شعبٌ كاملٌ صاحبُ حقٍ وصاحبُ أرضٍ وصاحبُ قضيةٍ من انتهاكاتٍ لحقوقِهِ الانسانية
فما هي حقوقُ الإنسان التي يحتفلُ بها العالمُ إذن هل لها شروطٌ أم أنها مُطلقةٌ لا تخضعُ لازدواجيةِ المعاييرفها هي حقوقُ المرأة الفلسطينية في قطاع غزة نجد خياراتها جميعها مُرة فهى مُخيرة بين الموت أو استشهادِ فلذاتِ أكبادها أو التهجيرِ القسري فالمنازلُ سُويت بالأرض والطرق أصبحت أنقاضا
والمستشفيات والمدارس والمخابز قُصفت والخدمات الأساسية للحياة توقفت وأنهار النظامُ الصحي وانقطعت الإتصالات وأكثر من نصف الوفيات من النساء والأطفال تموت على الهواء مباشرة جَوّعى يبكون ويرحلون صمتُهم وخوفُهم ونظراتُهم تكسرُ قلوبَنا وتقتلُنا صرخاتهم لا يسمعها القانونُ الدوليُ الإنساني ولكنها ستبقي للتاريخ آهات الأمهات تملأ الأجواء تخترق الآذان تحرق الوجدان صرخاتٌ الأمهات لا يسمعها القانونُ الدولي الإنساني ولكن أيضًا ستبقي للتاريخ ولم يعد الموتُ هو أصعب ما يُفجع أمهات قطاع غزة!! فقد بتن محاصراتٍ فقدانِ جثامين أطفالهن تحت الأنقاض.

فلجأت للتسلح بـ"بأقلام حبر" لتوثيق أسماء بناتها وأبنائها على كل جزء واضح من أجسادهم الصغيرة "نحن نتنفسُ أطفالنا نعم كأم أقول ذلك تلك هي صرخاتُ الأم علي أكفان أطفالها قائلة:"لن أترككم كفنوني معهم".
اى ألمٍ ذلك وأى معاناة تلك جثامين في بيوتها تنتظر التشييع أو أحياء تحت الانقاض ينتظرون الإنقاذ (‎فهل ينتصرُ القانونُ الدو الانساني لهذه الأصوات) فأوقاتٌ نجد المجتمعَ الدولي مُستنفرٌ ويؤكد على أن حقوق الانسان هي حقوقٌ لا يجب المساس بها والآن نجد غضَّ الطرف عن الأصوات التي تطالب بالتهجير القسري لأهالى غزة مطالبات بالتهجير لأكثر من مليوني إنسان لهم كامل الحق في الأرض الحق في الحياة " لقد أصبح ثمن الحياة هو تصفية القضية الفلسطينية.
الحضور الكريم..
نتحدث اليوم عن المرأة في الإسلام المكانة والتمكين ولكن!! ‎أى مكانة وأى تمكين للمرأة الفلسطينية؟ لا مكانة ولا تمكين مع هذا الانتهاك الصارخ للاتفاقيات والعهود الدولية والقرارات الأممية والقانون الدولي الإنساني ‎‎لا مكانة ولا تمكين للمرأة تحت القصف وإنعدام الإنسانية العالمية!! ‎لا مكانة ولا تمكين للمرأة فى ظل ازدواجية المعايير!! ‎لا مكانة ولا تمكين للمرأة في ظل إبادة جماعية وتطهير عرقي و تهجير قسري!! لا مكانة ولا تمكين للمرأة في ظل استراتيجية ممنهجة من العقاب الجماعي!!
الحضور الكريم
أطالب اليوم بضرورة مراعاة حقوق المرأة الإنسانية في جميع المناقشات والمباحثات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بل ومنحها أولوية كُبرى وباسم كل أم نوجه اليوم نداءً واضحاً للأمم المتة
أوقفوا الحرب..
طالِبوا بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة بلا قيود أو شروط من أجل الإنسانية، طالبوا باستمرار النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة بلا قيود أو شروط من أجل الانسانية، لا تسمحوا بالتهجير القسري للنساء والاطفال خارج أرضهم مهما كان الثمن.
وفروا حماية خاصة للنساء والأطفال.. واضمنوا سلامة المدنيين.

ونطالب الأمم المتحدة أيضًا بإنشاء آليات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تستهدف النساء والأطفال وفقا للقانون الدولي الإنساني.

كما نطالب الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بإعداد تقرير لرصد انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتركيز على الجرائم الواقعة بقطاع غزة بحق المدنيين مع التركيز على المرأة وحقوقها فى مختلف الجوانب وأولها الحق في الحياة ونرفض ونرفض طرح فكرة تهجير أهالي غزة الى سيناء فالأوطان لا تقبل المساومة حتى لو كان الثمن هو الحياة فلا حياة بلا وطن.

لا نريد غير السلام وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفق المحددات المتفق عليها بناءً على قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية.

الحضور الكريم..
ومن الأمور التي تبعث الطمأنينة في القلوب أنه في الوقت الذي نشهد فيه اغتيال للطفولة والإنسانية والأطفال يكتبون وصيتهم على أيديهم.

نري أيضا أجيالاً جديدة في أمتنا من الأطفال والشباب لم يكونوا ملمين بالقضية الفلسطينية لكنهم أصبحوا يكتبون عن حق فلسطين ويناشدون العالم بوقف النزيف غير الإنساني ووقف الحرب وانهاء الاحتلال وحماية المدنيين والأطفال بل ويغنون "أنا دمى فلسطيني".
وفى الختام..
‎لا يوجد شعب على الأرض يريد الموت نحن شعوب تعشق الحياة، نريد العدالة المطلقة وليس العدالة المنتقاة إن تصفية القضية الفلسطينية هي تصفية لحقوق الانسان!! هي تصفية لحقوق الشعوب!! هي تصفية للحق في الحياة!! ليت الأبناء لا يرحلون!! ليت الأمهات لا ترحلن !!ليت الآباء لا يرحلون!!
أوقفوا الحرب.. وأنشروا السلام ويقيننا بالله لا يتزعزع.. وأراضينا لا نتركها.. او ندفن فيها

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان