لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مرصد الأزهر: "الحرب الروسية ​والأمن الغذائي".. آليات تنشئة جيل جديد من الإرهابيين في إفريقيا

12:35 م الثلاثاء 10 يناير 2023

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

سلطت وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهرالضوء على تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا، والتغيُّر الـمُناخي، وتوسع التنظيمات الإرهابية في استغلال أزمة الأمن الغذائي بدول القارة الأفريقية، باعتبارها أضلاع مثلث الخطر الذي تسبب في تفاقم الأزمات الإنسانية بتلك القارة التي تعيش واقعًا سوَّده الإرهاب الغاشم، وجعل من معاناة أغلب أبناء القارة مسألة هامشية، بينما استغلت التنظيمات الإرهابية كالعادة هذه الأزمات في تجنيد واستقطاب أجيال الشباب الأفريقي الناقم على الأوضاع الحياتية والأحداث الجارية، ويجد في العنف الوسيلة الأفضل للتخلص من الأوضاع الراهنة وتحقيق أهدافه.

ولخص المرصد في بيان له، اليوم، هذه التأثيرات على عدة مستويات، أبرزها الأمني، فإلى جانب تأثير زيادة أسعار المواد الغذائية كما ذكرنا، والارتفاع الهائل في تكاليف الوقود وغيرها؛ كانت هناك نتائج أمنية وخيمة أثَّرت بالسلب على جهود مكافحة تنظيمات التطرف والإرهاب؛ إذْ ظلت روسيا تقدم بثبات دعمًا عسكريًّا واستخباراتيًّا واسعًا للدول الإفريقية، ووقَّعت عدة اتفاقياتِ تعاونٍ عسكري مع دولٍ مختلفة، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، ومالي، وبوركينافاسو، لمواجهة تلك التنظيمات. ومع ذلك فقد أدَّى النزاع بين البلدين إلى سحب روسيا المزيد من خِدْماتها وقوَّاتِها العسكرية الخاصة من إفريقيا -كما حدث في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي- للمشاركة إلى جانب قواتهم الروسية في الاقتتال الدائر في أوكرانيا.

وقامت أوكرانيا باستدعاء جميع قواتها العسكرية -المشاركة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام- للقتال إلى جانب جيشهم الأوكراني. ومع سحب هذه القوات الروسية، والأوكرانية العاملة في بعض الدول الإفريقية خلال الفترة الماضية، ومع السحب المستمر حال إطالة أمد الحرب، فقد أحدث هذا فراغًا أمنيًّا خطيرًا، وتراجعًا واضحًا في جهود مكافحة الإرهاب، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية، وعدم استعداد بعض جيوش تلك الدول لمواجهة التنظيمات الإرهابية بمفردها، مما يَعني سيطرة أكبرَ لتلك التنظيمات على بعض الدول الإفريقية، لتغلغلها بشكل يؤثر بالسلب على أمن تلك الدول واستقرارها، ما يجعلها عرضة للاضطرابات السياسية التي توفر في مجملها البيئة المحفزة لتنامي الإرهاب، وانتعاش أنماط الجريمة المنظمة كافة.

ثانيًا جاءت التغيُّرات الـمُناخية كأحدَ المهدِّدات الأمنية الإستراتيجية، التي تزيد من احتمال وقوع الأعمال الإرهابية في الدول المضطربة سياسيًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا -فيما يطلق عليه "إرهاب الـمُناخ"- فانعدام الأمن الغذائي جراء الكوارث المرتبطة بالـمُناخ كالفيضانات والأعاصير، والجفاف والتصَحُّر، وحرارة الطقس، كلها أسباب تُفسح المجال أمام التنظيمات المسلحة لزيادة صفوفها، وجذب مجندين جدُد من جيل بائس تأثَّر بشدة من التدهور البيئي المحيط، والظروف الـمُناخية القاسية التي دفعته – نتيجة انعدام سبل الحياة- للنُزوح والهجرة بحثًا عن ملاذ آمِن، وبالتالي يكون عرضة للتجنيد والاستقطاب من جماعات استغلال الأزمات مثل «بوكو حرام» و«الشباب

السياسة الأخيرة التي تتبناها الجماعات هي سياسة التجويع، حيث تبنت التنظيمات الإرهابية مؤخرًا سياسة الحصار والتجويع، لإجبار السكان على ترك منازلهم، أو الانضمام إلى تلك التنظيمات عنوة، مما قد يجبر السكان على التسوُّل، أو اللجوء للعنف للحصول على الغذاء، كما يزيد من خطر النزوح ومشاكل الهجرة.

ووضع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بعضَ الحلول للحدِّ من خطورة هذا الثلاثي الخطير، والتي نجملها في عدة نقاط هي:

1. تبنِّي المبادرات التي تنادي بالحفاظ على البيئة مِن عوامل التلوث، للحد من التغيرات الـمُناخية، مثل مبادرة الحزام الأخضر، لما في ذلك من قدرة هائلة على التصدِّي لأزمة الـمُناخ.

2. بَدْءُ حراك جماعي من خلال المجالس الاقتصادية، وقوافلِ الإغاثة، مِن أجل توفير غطاءٍ غذائي كافٍ للمناطق المحاصرة والمنكوبة بإفريقيا، جرَّاءَ الحرب الروسية-الأوكرانية، وتغيُّر الـمُناخ، مع توفير ضمانات الأمن والسلامة لتلك القوافل والعمل على حمايتها، حتى تبلغ الهدف المنشود.

3. ضرورة توفير التمويل اللازم لبعثات حفظ السلام، في جميع أنحاء القارة، لمكافحة التنظيمات الإرهابية، ونفوذِها المتزايد، ومحاولاتِ التجنيد، لمنع ظهور جيل جديد من المتطرفين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان