بعد المعدلات الخطرة.. لماذا تطلق وزارة الصحة مبادرة "الولادة الطبيعية"؟

كتب - أحمد جمعة:

تعتزم وزارة الصحة والسكان، إطلاق مبادرة لتشجيع الولادة الطبيعية والعمل على الحد من انتشار الولادات القيصرية غير الضرورية، والتي بلغت معدلات خطرة خلال السنوات الماضية.

وأظهرت نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاعًا في الولادات القيصرية بصفة عامة على مستوى الجمهورية ليصل إلى 72% عام 2021 مقابل 52% عام 2014، في الوقت الذي سجلت محافظات الوجه البحري أعلى نسبة في معدل الولادات القيصرية لتصل إلى 84% مقابل 70.6% عام 2014.

وقال مصدر بوزارة الصحة إن مبادرة "الولادة الطبيعية" كانت على رأس أولويات وزير الصحة خالد عبدالغفار مع الأيام الأولى لتوليه الوزارة رسمياً الشهر الماضي، حيث وجه بالمضي قدمًا في تدريب الأطقم الطبية على تيسير الولادات الطبيعية للسيدات وعدم التوسع في إجراء "القيصرية" لما تحمله من مخاطر على صحة الأم والجنين، إلا في حالة وجود ضرورة طبية.

وأشار المصدر لمصراوي، إلى أن المبادرة تتضمن حملات توعية موسعة للسيدات في مصر بأهمية الولادة الطبيعية لصحة الأم والجنين، وكذلك تدريب الأطقم الطبية على التعامل الأمثل مع حالات الولادة، وتوفير خدمات الولادة الطبيعية بالمستشفيات الحكومية.

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة تخريج الدفعة الأولى من الممرضات المدربات على مهارات الولادة الطبيعية، أو ما يُطلق عليهن "القِبالة"، بمحافظة شمال سيناء، ضمن برنامج تدريبي يشمل كافة المحافظات خلال الفترة المقبلة.

أسباب زيادة "القيصرية"

يرى الدكتور عمرو حسن، المقرر السابق للمجلس القومي للسكان، أن هناك عددًا من العوامل التي تسببت في زيادة معدلات الولادة القيصرية، على رأسها التخلي عن ممارسة الرياضة، والتي تساعد بدورها في توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن مما يسهل عملية الولادة الطبيعية، وكذلك موروثات قديمة في عقول السيدات عن المعاناة أثناء الولادة وما بعدها على غرار ما تناوله فيلم "الحفيد"، مما يؤدي لطلب سيدات إجراء القيصرية تجنبا لذلك المشهد.

كما تتضمن تلك الأسباب نقص بعض جوانب الخدمة الطبية أثناء الولادة الطبيعية في بعض المستشفيات، الأمر الذي دفع لطلب بعض السيدات للولادة القيصرية، إضافة للموعد المحدد للولادة القيصرية والتي يفضلها البعض خاصة في ظروف العمل والتنقل بين المحافظات، وعدم اهتمام بعض الرجال بتقديم الدعم النفسي لزوجته أثناء الولادة الطبيعية.

نسب مفزعة

من جانبه، قال الدكتور حسام الشنوفي، أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، في تصريحات لمصراوي، إن الولادة الطبيعية ليست خيارًا، إذ من المفترض أن تكون مسارًا عامًا لدى السيدات، لأننا نلجأ للقيصرية إن كان هناك خطرًا على الجنين أو الأم.

"إن اتبعنا الأساليب العلمية فلن تزيد نسبة الولادات القيصرية عن 15 بالمئة، وهناك الكثير من الدول التي اهتمت بهذا الأمر اقتربت كثيرًا من تلك النسبة"، وفق ما قال "الشنوفي".

ويرى أن الزيادة المفزعة في معدلات الولادات القيصرية والتي تجاوزت 70%، مردها "تعمد واضح"، إما من جانب بعض الأطباء لتحقيق مكاسب مالية وسرعة لمتابعة السيدة وجنينها في بعض الأحيان، أو لاستسهال الكثير من السيدات المصريات اللاتي لا ترغب في الولادة الطبيعية وتستسلم للخرافات والشائعات، وكثير منهن لا يرغبن في الانتظار لحين اكتمال الأسبوع الـ 40 أسبوعا حتى الوضع بشكل طبيعي.

ويقول "الشنوفي" إن زيادة معدلات الولادة الطبيعية لها تأثير على النظام الصحي في البلاد، إذ تشكل ضغطا على العمليات والإمكانيات الطبية، وتستهلك من قدرات المستشفيات العامة بشغل أسرّة العمليات، مطالبًا بضرورة توفير أجنحة ولادة مجهزة بالمستشفيات مع وجود ممرضات متدربات على الولادة الطبيعية، وأجهزة لتسجيل نبض الجنين أولا بأول.