إعلان

"الناس كانت بتضحك عليَّ".. أول مصرية توثق توكيلًا للتبرع بأعضائها تتحدث لمصراوي (حوار)

09:59 م الثلاثاء 27 سبتمبر 2022

دينا رضا أول مصرية توثق توكيلًا رسمياً للتبرع بأعض

كتب- محمد نصار:

كشفت دينا رضا، أول مصرية توثق توكيلًا رسمياً للتبرع بأعضائها بعد الوفاة، تفاصيل إقدامها على اتخاذ هذه الخطوة والصعوبات التي واجهتها في عملية توثيق التوكيل في الشهر العقاري حيث يمثل ذلك سابقة في إجراءات الشهر والتوثيق.

وقالت دينا إنها تعمل على نشر فكرة التبرع بالأعضاء بين المواطنين لتحقيق الاستفادة المرجوة منها في إنقاذ حياة المرضى.. وإلى نص الحوار.

* متى وثقتي توكيل التبرع بالأعضاء في الشهر العقاري؟

وثقت توكيل التبرع بالأعضاء في مصلحة الشهر العقاري منذ 4 سنوات وعملت خلال هذه المدة بشكل نشط من أجل نشر الفكرة ومحاولة تحقيق خطوات إيجابية في قبول هذا الأمر من جانب المواطنين ولكن لم تكن هناك نتيجة طوال هذه السنوات رغم الجهود الكبيرة المبذولة إلى أن أراد الله أن يظهر الأمر إلى النور ويصبح مسار الحديث الإعلامي في الأيام القليلة الماضية.

* كم عدد من حرر توكيلات تبرع بالأعضاء في الشهر العقاري؟

يوجد نحو 15 شخصا انتهوا بالفعل من تحرير توكيلات في الشهر العقاري بشأن التبرع بالأعضاء للمحتاجين في حالة الوفاة، ويوجد الكثير من الأشخاص الآخرين الذين يريدون تحرير توكيلات تبرع بالأعضاء ولكن المقبل لايزال غير متقبل لفكرة توثيق توكيل تبرع بالأعضاء حتى اليوم لدرجة أن من حولي من أصدقاء وأقارب ومعارف باتوا يطلبون مني التوقف ونسيان الأمر قائلين: منذ عدة أيام الناس كانوا بيقولوا لي خلاص بقى سيبي الموضوع وانسيه بعد السنين دي علشان مكنش فيه نتيجة.

* من أين جاءت لكٍ الفكرة؟

سبب الفكرة هي المنطق والرحمة وسمعت عن موضوع التبرع بالأعضاء في أمريكا وأوروبا حينما كان عمري 15 سنة وعجبت بهذا الأمر بشدة حينها: وشوفته حاجة جميلة أوي، اللي مات يدي اللي مش محتاجه لناس محتاجة بجد، لو واحد اتبرع بقلبه وبقى سبب إن واحد تاني يعيش دي حاجة مبهرة وجميلة جدا.

وعملت منذ سنوات على توثيق توكيل التبرع بالأعضاء مع عدد من الأصحاب والجيران ولكن ما يزال تقبل هذه الفكرة في مصر أمر صعب جدا، وهذه الثقافة بحاجة إلى التغيير، فالموضوع ليس مجرد رأي ديني فقط، بل يحتاج إلى خلق حالة وعي مجتمعي بأهمية وفوائد التبرع بالأعضاء.

* كيف ترين التناول الإعلامي لهذه القضية؟

اتعجب من تركيز الإعلام على الأمور الدينية فقط ومناقشة الأمر من المنظور الديني وفكرة الحلال والحرام، ورغم إن الأزهر ودار الإفتاء أجازوا هذا الأمر هناك من لا يريد الاستماع إلى هذه الآراء ويصرون على مواجهة هذه الفكرة التي تهدف لإنقاذ حياة المرضى، ورفض هذا الأمر عبارة عن عقيدة لدى المصريين ولتغييرها لابد من العمل بكافة الطرق وفي جميع الاتجاهات للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء.

* ما الصعوبات التي واجهتيها خلال توثيق التوكيل في الشهر العقاري؟

أؤكد لك: "أنا اتعذبت لحد ما عملت التوكيل ده، ودخلت في مناوشات عديدة مع موظفي الشهر العقاري لرفضهم الأمر، كل ما حد ياخد الورقة بتاع التوكيل يبص فيها وميرضاش يعمل التوكيل، ومدير أحد فروع الشهر العقاري رفض بدعوى أنهم فرع وليس المقر الرئيسي، روحت المحكمة وبعد حوالي 6 ساعات في نادي هليوبوليس، تحدثت مع مديرة المكتب وقولت ليه: أنا بقالي سنوات طويلة بحاول أحقق حلمي، أبوس إيدك مترفضيش، وعملت التوكيل بسهولة، ونزلت كلمت يوسف راضي، قولت ليه إن المكان ده كويس واللي عايز يعمل توكيل يروح هناك، وناس راحت بالفعل ولكن اترفضوا، في مشاكل كبيرة في الشهر العقاري.

* ما تكلفة التوكيل حينها؟

كما قولت هناك 15 شخصا حرروا توكيلات تبرع بالأعضاء وكلفني التوكيل أكثر من 30 جنيها ولكن كان هذا منذ 4 سنوات أو أكثر، والآن اعتقد أنه يكلف ما بين 80 و100 جنيه بالنسبة للشهر العقاري العادي، ويزيد 300 جنيه بالنسبة للمميز.

* فكرة الاستغناء عن عضو من جسد الشخص للتبرع به.. ما الدافع؟

توجد أسباب كثيرة لفعل هذا الأمر، ولا يوجد شخص حي يمكنه الجزم بأنه لن يحتاج في يوم من الأيام لزراعة عضو سواء كلى أو كبد أو غير ذلك من أعضاء بشرية، وأرى أن الموضوع عبارة عن دائرة مغلقة كل شخص سيأتي عليه يوم يحتاج فيه لزراعة عضو ما.

وللعلم: الحاجة الأهم أنا مش بطلب من حد يتبرع بحاجة وهوا عايش ولكن ده يحصل لما يموت، مثلا القرنية ممكن تخلي طفل أعمى يُبصر، الأزهر والإفتاء ومجمع البحوث قالوا إن دي صدقة جارية، ممكن الشخص يفيد 8 أشخاص آخرين، ليه يخسر دعوات الناس دي.. وليه علشان الدود!.

في التوكيل ذكرتي بعض الأجزاء منها الجلد والعظام والأوعية الدموية، لماذا لم يقتصر الأمر على الأعضاء الرئيسية؟

والباقي أوفره لإيه! أسيبه للدود وفيه واحد تاني محتاجه علشان يعرف يعيش، لازم الناس تعرف: مش الطبيعي الواحد يرمي النعمة ولكن أنا بحاول أحقق استفادة من الأعضاء اللي ربنا منحها ليا علشان حد تاني يستفيد ولو عايش مأساة تنتهي، معظمنا طبقة متوسطة، لو احتجت زرع كلى هعمل إيه! يا أموت يا استلف ومقدرش أسدد الفلوس، ألوم مين وقتها! ألوم المجتمع لأن اللي سبقني للآخرة ماسبش حاجة ممكن استفيد منها، مفيش خسارة واحدة تخليني معملش كده ومتبرعش بأعضائي، الخسارة الوحيدة إن معملش كده.

ما الضمانة في عدم الاتجار في أعضائك بعد وفاتك؟

كل شخص سيحاسب على أفعاله وأنا أفعل ذلك بنية تبرع بدون مقابل للتخفيف عن الآخرين في مصائبهم، وفكرة استغلال هذا الأمر للتربح من جانب البعض ليس لي علاقة بها، وكل شخص سيقف أمام الله بمفرده ليحاسب عما فعل.

ما الصعوبات التي واجهتك مع الأسرة والأقارب؟

في الحقيقة: الناس كانت بتضحك عليا فاكرين الموضوع ورقة وخلاص، ومش متصورين إن ممكن أعيش لحد ما أشوف سيستم وقانون يتم تطبيقه في هذا الشأن، معظم الناس كانت شايفاني بأحلم حلم مالوش علاقة بالواقع وناس اتهمتني بمحاولة ركوب التريند، كل واحد هيتحاسب على أفعاله.

هل هناك تفكير في إنشاء كيان واحد للتعبير عنكم؟

أنشأنا جروبا على فيسبوك، ولكن فكرة إنشاء كيان مؤسسي تحتاج إلى رعاية من كيان قوى ومؤسسي كحزب سياسي أو غيره، وبالنسبة لي فقد فعلت كل ما أستطيع وأرسلت لجهات كثيرة جدا لمحاولة نشر الفكرة والإيمان بها: وكنت بأقول يا رب ساعدني ووريني الطريق، وكل فترة بتعدي كانت الناس بتشوفني مسكينة وعايشة في الخيال.

ما تعقيبك على دراسة إضافة خانة التبرع بالأعضاء في بطاقة الرقم القومي؟

هذه خطوة مهمة جدا وأوجه الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي وأتمنى أن يتبنى هذه الفكرة، ولايد من العمل على الموضوع بشكل متكامل وخاصة فيما يتعلق بتسليط الضوء من الناحية الإعلامية على الأمر من أجل خلق توعية حقيقية لدى المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء في إنقاذ حياة البشر، وحلمي أن تناول قضية التبرع بالأعضاء في أعمال درامية وتلفزيونية لتحقيق الرواج الأكبر بين المواطنين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان