جيهان السادات.. سيدة من مصر
كتب-مصراوي:
أسدل الستار في مثل هذا اليوم من العام الماضي على حياة واحدة من أهم سيدات مصر الأولى على مدار التاريخ الحديث.
لم تكن مجرد زوجة نمطية لرئيس الدولة، وإنما تخطى دورها هذا الأمر إلى كونها رقما كبيرا في العمل الأهلي والخيري والمدني والدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وهو ما يخدم المجتمع كله ويمنحه مزيدا من الدعم لهذه الفئات، حتى ينهض ويتطور.
إنها جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، التي ولدت في 29 أغسطس عام 1933 في جزيرة الروضة بالقاهرة، وهي ابنة الطبيب المصري صفوت رؤوف وأم بريطانية التقيا في انجلترا بينما كان صفوت في جامعة شيفيلد يدرس الطب.
كانت جيهان أول سيدة أولى في تاريخ الجمهورية المصرية تخرج إلى دائرة العمل العام، وتتبنى مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، فقد أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في ذلك الوقت، وأسماها البعض "المرأة الحديدية".
كما قدمت مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة وتبنت تعديل بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان.
كان لها أدوار هامة في مصر ومشروعات لم تكن لقام إلا على يدها، وعلى رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة وتعديل بعض القوانين مثل قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان.
بدأت جيهان عملها الخيري في عام 1967 بإنشاء جمعية تعاونية في قرية تالا، بمحافظة المنوفية التي ينتمي إليها زوجها، حتى تتمكن الفلاحات من الحصول على درجة من الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن من خلال تعلم الحرف اليديوية.
وخلال حرب عام 1973، ترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري، وكانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب، كما أنشأت دورا للأيتام ومرفقا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين.
تزوجت السادات عندما كان ضابطا صغيرا، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، وأنجبت منه ثلاثة بنات وهن لبنة ونهي وجيهان وولد واحد وهو جمال، وشاركته كل الأحداث الهامة التي شهدتها مصر بدءا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981.
لها العديد من المؤلفات، من بينها كتاب "سيدة من مصر"، الذي يضم مذكراتها وقصص تجاربها عن العمل السياسي، كقرينة للرئيس السادات.
وعن اغتيال زوجها الراحل أنور السادات يوم الاحتفال بنصر أكتوبر عام 1981، قالت: "هذا قدره، ووفاته وسط أبنائه وفي يوم نصره يشعرنا بالفخر لأنه أمر لا ينسى. لو أنه توفي في أي يوم عادي كان من الممكن نسيانه بالتدريج، بينما وفاته في هذا اليوم جعلت ذكراه محفورة في ذاكرة كل المصريين والعرب".
وتابعت: "القتلة دون أن يدركوا منحوا السادات وساما من أعلى الدرجات، وهو الشهادة في يوم نصره".
وبعد وفاتها، في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كرمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإطلاق اسم جيهان السادات على محور الفردوس، أحد محاور الطرق الرئيسية بمصر شرقي القاهرة، بطول 9 كيلومترات، كما منحها "وسام الكمال".
وقالت الرئاسة المصرية، إن الراحلة "قدمت نموذجا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة".
فيديو قد يعجبك: