رحيل يحيى تادرس.. أشهر أقلام ماسبيرو الذي انتصر للبسطاء
كتب- إسلام لطفي:
يرحل عن عالمنا يومًا تلو الآخر رموز من أعلام الصحافة وأعمدتها، وآخرهم الكاتب والسيناريست يحيى تادرس، أشهر أقلام الإعداد في ماسبيرو، الذي توفي اليوم السبت.
تادرس يُعتبر أبرز سيناريست ومعد في ماسبيرو، وهو مَن أعدّ برنامج "حكاوي القهاوي"، الذي قدَّمته الإعلامية الراحلة سامية الأتربي، خلال فترة التسعينيات، وحينها حقق نجاحًا كبيرًا؛ الأمر الذي جعل له شهرة عالمية، ودفع العديد من الصحف الأجنبية لتكتب عنه؛ لأنه عبر بكل صدق عن البيئة المحلية، واقترب من رجل الشارع البسيط، مع تسليطه الضوء على الحرف اليدوية القديمة، والتراث الفني المصري.
كانت بداية البرنامج عندما دخل تادرس إلى عالم الإعداد وقرر أن يتخذ خطًا خاصًّا به ينتصر به للشارع والبسطاء، فتعرف على سامية الأتربى وقررا أن يقدما برنامجًا من خلال استضافة الفنانين والسياسيين على مقهى قشتمر بالظاهر، الذي كان يجلس عليه نجيب محفوظ، وبهذا أخفى يحيى عن الأتربي طبيعة البرنامج الحقيقية وصور مقدمات عشر حلقات، وبعد أن سألته عن ضيوفها من الفنانين أكد لها أنه اختار هذا الطريق؛ لحبه الشارع والبسطاء، ووافقت على تقديم البرنامج بهذه الرؤية والسير في تلك المغامرة التي أخذتهما إلى كل ربوع مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها، فاعتبرا مصر مقهى كبيرًا تدور فيه الحكايات التي كانوا يعرضانها، كما كانت سامية تقدم في بداية كل حلقة جزءًا زجليًا يكتبه يحيى تادرس، ما أكد تلقائية وبساطة البرنامج.
وقدم البرنامج حلقات مع أصحاب حرف موجودة وأخرى انقرضت، كما قابل صناعه فنانين؛ مثل الريس متقال وأمين الهنيدي وأيضًا على المقهى، كما قابلوا فرقة حسب الله وموسيقيين شعبيين وأصحاب الحرف الغريبة والقديمة والمهمشة.
وصورت كل حلقات البرنامج، بسبب اسمه، على المقاهي، وإن لم يستطع فريق الإعداد توفير مقهى كان يجري التصوير في الشارع وتوضع منضدة وكرسيان خيزران وبراد الشاي.
ولم يكن ذلك بعيدًا عن كتابته حوار وسيناريو بعض الأعمال الفنية، من بينها فيلم "الساعات الرهيبة"، حيث كانت بداياته في الإعداد خلال مشاركته في نصر أكتوبر، وكتابته فيلمَي الإرادة واللحظات الرهيبة، دخل بعدها عالم الإعداد التليفزيوني مع المذيعة أماني ناشد.
وكتب تادرس بعض برامج الأطفال؛ منها "كاني وماني" ومسلسل كارتون "حكايات السندباد" للمخرجة منى أبو النصر.
فيديو قد يعجبك: