كرم جبر: يجب استحداث استراتيجية موحدة للإعلام العربي
كتب - إسلام لطفي:
أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ضرورة استحداث استراتيجية عمل موحدة للإعلام العربي لمواجهة ما تتضمنه منصات التواصل الاجتماعي من محتوى يتنافى مع القيم والمبادئ والأخلاق العربية، مشيرا إلى أن تلك المنصات ما زالت تعمل في إطار غير رسمي لكنها تؤثر في تشكيل الرأي العام بشكل كبير، وهو ما يدعونا إلى مواجهة محتواها الضار وما تبثه من أفكار سلبية تؤثر على العقول لا سيما الشباب.
جاء ذلك جلسة رئيسية بعنوان "الإعلام العربي.. التحولات والتأثير"، اليوم الثلاثاء، ضمن أعمال الدورة الـ20 لمنتدى الإعلام العربي في دبي، برعاية نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبمشاركة أكثر من 3000 من القيادات الإعلامية العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكُّتاب والمفكرين والمعنيين بالعمل الإعلامي في المنطقة ضمن التجمع الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة العربية.
ولفت جبر إلى أهمية دور الحكومات في حماية الإعلام من خلال وضع الضوابط المنظمة لعمله، وضرورة اتخاذ خطوات سريعة لتطويره والعمل بشكل مشترك على إنتاج محتوى عربي يملأ الفراغ الذي تستغله منصات التواصل الاجتماعي، على أن يتناسب ذلك المحتوى مع روح العصر وسرعة الأجيال الحديثة، ويراعي في الوقت نفسه خصوصية الدول العربية وقيمها وأخلاقها.
وأكد جبر أن الذهاب للمستقبل لا يكون بالعودة إلى الماضي، وأن التطوير يتطلب التخطيط السليم والأخذ بزمام المبادرة للنهوض بقطاع الإعلام بما يتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة.
من جانبه، أكد وزير شؤون الإعلام بالبحرين الدكتور رمزان بن عبيد النعيمي أهمية وجود استراتيجية إعلامية عربية متكاملة تتضمن ثلاثة محاور، يتمثل الأول في توفير بنية تحتية إعلامية متطورة تعتمد أحدث التقنيات، وثانيا الاهتمام بالموهوبين والمبدعين في مجال الإعلام عبر بيئة تنظيمية وتشريعية مرنة، بينما يختص المحور الثالث بضرورة تقديم رسالة إعلامية مسؤولة ومؤثرة تعكس الهوية الوطنية للدول.
وأشار النعيمي إلى أهمية تقديم المؤسسات الإعلامية لمحتوى جيد ومتكامل، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة في مواجهة التحديات، والاستثمار في التكنولوجيا المتطورة كعالم الميتافيرس، وخلق بيئة مناسبة لاستيعاب الموهوبين في هذا المجال، مؤكدا أهمية تحلي الإعلام العربي بالمسؤولية وضرورة تقديمه لرسالة مؤثرة تعبر عن مفهوم الدولة الوطنية وتبني خطاب يدعو للوحدة والتعاون لا للفرقة وإثارة الفتن والنعرات.
وحول الاستعداد للمستقبل ومواجهة التحديات، أكد النعيمي أهمية التعاون بين المؤسسات والهيئات الإعلامية على مستوى العالم العربي لوضع استراتيجية وخطة عمل موحدة، معبرا عن تفاؤله بالمستقبل الإعلامي العربي في ظل وجود جيل جديد لديه من الموهبة والإدراك والتدريب وما يكفي لتحمّل المسؤولية.
وتناولت الجلسة الوزارية عددا من المحاور الرئيسية من بينها تأثير التطور التكنولوجي على قطاع الإعلام، وسبل تعزيز التعاون بين الإعلام والقطاعات الأخرى، في ضوء مفهوم الشراكة نحو النجاح، إضافة إلى دور الإعلام في تأكيد قدرة الشعوب على استيعاب أهداف التنمية وإدراك أبعاد المواقف المحيطة بهم، ومن ثم تحديد متطلبات العمل خلال المرحلة المقبلة، ودور التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في التمهيد لتحولات جذرية في مجال الإعلام ونشر المعلومات والأخبار والفرص العربية المنتظرة في هذا المجال.
وكانت رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي منى غانم المرّي قد أكدت، في كلمتها الافتتاحية، أن الإعلام في المنطقة لا يزال يفتقد إلى وجود استراتيجية واضحة تواجه ما يحيط به من تحديات خاصة الدخيلة منها على المجتمعات والقيم العربية، وكذلك يفتقد الإعلام العربي لخطة تطوير المواهب الإعلامية الشابة على الرغم من امتلاكها الأدوات التي تمكنها من ريادة عملية التطوير الإعلامي في المنطقة.
ولفتت المري إلى أن مهمة التطوير الإعلامي ربما تكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة، داعية المجتمع الإعلامي العربي للتعاون في دفع مسيرة تطوير العمل الإعلامي قدما، والنهوض بمستوى الإعلام العربي بمحتوى يعكس القيم والإنسانية والطموح العربية من خلال الشباب واستخدام أساليب جديدة تواكب العصر وتعيد للشعوب العربية ثقتها بإعلامها لنقل الإعلام العربي إلى المستقبل.
فيديو قد يعجبك: