"حلول للسياسات البديلة" يطرح 4 توصيات لتحسين جودة العمل في مصر
كتب_ أحمد شعبان:
أطلق مشروع "حلول للسياسات البديلة" بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورقة سياسات جديدة تركز على دراسة جودة العمل في مصر، كأحد أهم الموضوعات المرتبطة بأسواق العمل في الدول النامية، بالشكل الذي يساهم في الرفاه والاستدامة الاقتصادية.
الورقة المنشورة تحت عنوان "جودة التشغيل في مصر واعتماد منهج متعدد الأبعاد لسياسات سوق العمل"، تطرح جودة العمل كمؤشر لا يقل أهمية عن خلق فرص العمل، والذي يعد قياسه خطوة ضرورية لوضع السياسات التي تحسن رفاه العمال ومستواهم المعيشي، في سوق للعمل يعاني من ارتفاع مستوى اللارسمية والافتقار إلى تغطية الضمان الاجتماعي وانخفاض الدخول، حسب الورقة.
استخدم مؤلفو الورقة منهجية بحثية تتناول جودة العمل من كل جوانبها، وهي منهجية تم تطبيقها في دراسات أخرى أجريت في دول نامية في أمريكا اللاتينية، مع تكييف هذه المنهجية مع السياق المصري من خلال استخدام بيانات مسوحات سابقة لسوق العمل في مصر، ويتكون هذا المؤشر من خمس عوامل متغيرة: الدخل من العمل، والوضع المهني، وتغطية الضمان الاجتماعي، وساعات العمل الزائدة عن الحد، والعمل في مؤسسات غير مستقرة.
تشير نتائج الورقة إلى انخفاض جودة التشغيل في مصر بشكل ملحوظ خلال الـ12 سنة التي تمت دراستها، حيث ارتفعت نسبة العمال الذين يعانون من حالات حرمان شديد في سوق العمل من 71% في 2006 إلى 90% في 2018، لافتةً إلى أن معدلات الحرمان تتخطى إلى حد كبير نسبة العمل غير الرسمي في مصر، مما يدل على عدم استقرار العديد من الوظائف الرسمية.
وفيما يتعلق بالعوامل المتغيرة التي شملها المؤشر، كان التراجع الأكبر من نصيب مستوى الدخل وتغطية الضمان الاجتماعي فيما يأتي الوضع المهني بعد ذلك، حسب الورقة.
حملت الورقة عدة توصيات بإجراء أربعة تغييرات أساسية على صعيد السياسات العامة، تتمثل في تحسين تنظيم الحد الأدنى للأجور؛ وتشجيع تنظيم علاقات التشغيل التعاقدية وتشريعات العمل لخفض نسبة العمل غير الرسمي ضمن القطاع الرسمي (أي العمال الذين يحصلون على أجر ويعملون بدون عقود)، علاوة على تثبيت علاقات التشغيل؛ وتوسيع نطاق مساهمات وتغطية التأمين الاجتماعي، في كل من القطاعين الرسمي وغير الرسمي من الاقتصاد؛ والاستثمار في الترتيبات والقدرات المؤسسية التي تنظم علاقة التشغيل وإنفاذ هذه الأنظمة.
جدير بالذكر أن "حلول للسياسات البديلة" مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة معني بتقديم مقترحات لسياسات عامة للتعامل مع بعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري عن طريق عملية بحثية متعمقة ودقيقة واستشارات موسعة مع مختلف القطاعات المعنية، يقدمها المشروع في صيغة أوراق بحثية معمقة بالإضافة لمحتوى متنوع للقارئ العادي عبر الموقع والوسائط الاجتماعية. ويقدم المشروع حلولاً مبتكرة ذات رؤية مستقبلية لدعم مجهودات صناع القرار في تقديم سياسات عامة تهدف لتحقيق التنمية العادلة في مجالات التنمية الاقتصادية، وإدارة الموارد والإصلاح المؤسسي.
فيديو قد يعجبك: