تجارة غير مشروعة.. كيف كان سوق الجمعة سببًا في جريمة مروعة قبل سنوات؟

كتب - محمد نصار:

هل سيتم غلقه؟ هل سينتهي للأبد؟ هل يستمر في العمل؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان مواطني القاهرة وغيرها من المحافظات الأخرى بشأن مصير سوق الجمعة بحي الخليفة في محافظة القاهرة.

يأتي ذلك في أعقاب صدور توجيهات من وزارة التنمية المحلية بغلق السوق ومنع إقامته مجددا على خلفية ضبط عدد من الحيوانات البرية (الممنوع بيعها)، معروضة للبيع داخل السوق العتيق.

الحملة التي سلطت الضوء على الأمر نجحت في ضبط 8 ثعابين متنوعة الحجم و4 زواحف و3 طيور و3 تماسيح متنوعة الحجم و3 سلاحف، وتم تحرير محضر واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ربما لا يعرف كثيرون ما هو السوق حيث له مسميات مختلفة ومتنوعة منها: السيدة عائشة، الجمعة، القلعة، التونسي، الحمام، الثعابيين، ويقام في القاهرة قرب قلعة صلاح الدين يوم الجمعة من كل أسبوع.

بيع محظور

يشتهر السوق بسمعته عن بيع مختلف أنواع الحيوانات حتى المحظورة منها ويقصده المواطنون من مختلف المحافظات لتلبية احتياجاتهم خاصة من الأنواع الممنوع تداولها، فتشمل الحمام وأسماك الزينة وطيور الزينة وكلاب الحراسة وسلالات خاصة من البط والدجاج والأرانب.

هذا السوق الذي تُمارس بداخله أنواع تجارة مجرمة لأنواع محددة ارتبط منذ سنوات عدة بحادثة مروعة تناقلتها مختلف وسائل الإعلام آنذاك، وكان عنوانها: مصر يقتل بناته بالـ "كوبرا"، لتكشف عن مأساة عاشتها أسرة مصرية كان سوق الجمعة سببا في ارتكابها.

جريمة مروعة

بالعودة إلى شهر أبريل عام 2012 قرر وكيل نيابة بني مزار، حبس حمدي محمد فؤاد "33 سنة" أمين شرطة بالسكك الحديدية، لاتهامه بقتل بناته الثلاثة: هند - 7 سنوات، فاطمة - 5 سنوات، صابرين - 3 سنوات.

الأب تخلص من بناته الثلاثة عن طريق ثعبان من نوع "كوبرا" وذلك أثناء نومهن لشكه في نسبهن إليه، وحسبما يروى في التحقيقات فالشك كان يراوده كلما نظر إلى وجوه البنات اللاتي كُنَّ يشبهن الأم، وفكر في التخلص منهن دون ترك بصمات أو آثار للجريمة فاطلع على الصحف وشاهد البرامج المتعلقة بالجريمة، مؤكدا أنه توصل إلى التخلص منهن عن طريق ثعبان.

حاول الأب العازم على قتل بناته شراء الثعبان من حديقة حيوان الجيزة لكنه فشل في هذا الأمر، لكن في غضون ذلك دله أحد حراس الحديقة على سوق الجمعة بعد أن أقنعه بأنه طالب بكلية الصيدلة وأن الهدف من الشراء التدريب.

توجه الأب القاتل للسوق والتقى بشخص يدعى إبراهيم أحمد صاوى إبراهيم "35 سنة" أوهمه بأنه طالب بكلية الصيدلة، جامعة بني سويف، ودربه الأخير على كيفية التعامل مع الكوبرا، فاشتراها بـ 500 جنيه لكنه عاد إليه مرة أخرى وطلب غيرها لأنها ليست قوية، وطلب ثلاث أفاعٍ قوية وسدد مبلغا إضافيا بقيمة 1100 جنيه.

حكى أنه أثناء عودته داخل القطار استيقظ ضميره الميت فقام بإلقائها من القطار، وبعد عدة أيام عاد إلى إبراهيم من جديد وطلب منه اثنتين كبيرتين وسدد له 1150 جنيها وعاد إلى منزله وفي مساء أحد أيام الثلاثاء وعقب نوم بناته الثلاثة دخل غرفة نومهن وأمس بالكوبرا على قدم الابنة الكبرى هند، والتي صرخت فقام بكتم أنفاسها ثم الثانية والثالثة ووضع على وجوههن الغطاء وعاد إلى غرفة نومه ليدعى عدم قدرته على النوم من بكاء محمد الطفل الصغير الذي أنجبه قبل 25 يوما.

ضحايا لدغات الأفاعي سنويًا

نشرت (CNN) تقريرا عام 2019 قال إنه تقتل الأفاعي ما بين 81 ألفا و138 ألف شخص سنويا.

ووفقاً لجمعية "Wellcome Trust" الخيرية البريطانية، فإن لدغات الثعابين تسبب الوفاة والعجز، أكثر من أي مرض استوائي مهمل، حيث يصيب السم الجهاز العصبي ويسبب مضاعفات خطيرة للضحية منتهية بالوفاة حالة عدم التعامل الفوري معها.

محاولة للتعتيم

استيقظ مبكرا في محاولة للتخلص من الأفاعي وإخفاء دليل إدانته وتمكن من حرق واحدة بينما هربت الأخرى إلى ترعة الإبراهيمية، وفي غضون ذلك تلقى اتصالا تليفونيا من زوجته تخبره بوفاة بناته فتم نقلهن إلى المستشفى بادعاء لدغة ثعبان، وأنه كان مغيباً أثناء نقل جثامين بناته إلى المستشفى.

الحبس 15 عامًا

قضت محكمة الجنايات بالمنيا بمعاقبة أمين الشرطة بالسجن ‏15‏ عاما لاتهامه بقتل بناته الثلاث بلدغهن بثعبان الكوبرا‏ بعد أن تدرب علي التعامل مع الثعبان‏,‏ وذلك بسبب شكه في سلوك زوجته التي طلقها وتزوج بأخرى‏.

مصير السوق

قال اللواء إبراهيم عوض، متحدث محافظة القاهرة، والسكرتير العام المساعد، إن ما تردد بشأن إغلاق سوق الجمعة بحي الخليفة بشكل نهائي (في الوقت الحالي) غير صحيح.

وأضاف عوض، لمصراوي، أنه سيتم منع بيع الحيوانات البرية بشكل تام في السوق، موضحا أن السوق سيقتصر فقط على بيع الحمام.

وعن إقامة السوق يوم الجمعة المقبل من عدمه، قال: السوق شغال يوم الجمعة ولكن لن يتم بيع الحيوانات البرية فيه.

وأوضح أنه سيتم تنظيم حملات مستمرة على السوق طوال فترة انعقاده من قبل أجهزة المحافظة والحي من أجل ضبط أي محاولات لبيع حيوانات برية بالمخالفة لقانون البيئة.