إعلان

النحات أحمد موسى يكشف كواليس تمثال "ممشى مصر": يعبر عن ارتباط مصر بالنيل

11:25 م الأحد 03 أكتوبر 2021

لقي التمثال الذي نفذه الدكتور أحمد موسى، مدرس النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، بممشى أهل مصر، إشادة كبيرة سواء من المتخصصين أو من الجمهور الذي انبهر بالتمثال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول كواليس عمل التمثال، قال موسى في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "تم التواصل في منتصف العام الماضي معي لتنفيذ عمل فني مجسم في ممشى أهل مصر، بدون أي اقتراحات مسبقة للتصميم أو الموضوع، وكانت لي سابقة عمل في تصميم وتنفيذ النصب التذكاري للجندي المجهول في الأقصر 2019".

وأضاف موسى: "بعد زيارتي لموقع ممشى أهل مصر، وضعت 3 اقتراحات لثلاث تماثيل مختلفة (اسكتشات)، وتم عقد اجتماع مع المكتب الاستشاري، وتم مناقشتهم واختيار التمثال المنفذ من الاقتراحات الثلاث".

وتابع: "تم التنفيذ على مرحلتين، الأولى تنفيذ نحت يدوي لتمثال من الطين الأسواني بارتفاع 70سم كامل التفاصيل، بعدها تم تكبيره بطرق ومراحل تكنولوجية ليتم تنفيذه وتقطيعه بالليزر بتقنية الـCNC على خامة الحديد الصاج المعالج ضد الصدأ بسمك 4 ملل، وتجميعه ليعاد تكوين التمثال بالخامة الجديدة والنهائية بارتفاع 3 أمتار ونصف، والقاعدة بارتفاع متر ليكون إجمالي العمل أربعة أمتار ونصف".

وواصل موسى: "فكرة التمثال بسيطة وهي تشخيصية رمزية، فالمرأة دائمًا لها مدلولات وطنية وإنسانية واسعة، ووضع التمثال يذكر بأوضاع تماثيل مصرية قديمة دون نقل حرفي، كذلك شكل الرداء الذي ترتديه هو مستوحى من الملابس المصرية القديمة لكن برؤية حديثة، والمعنى العام للتمثال هو ارتباط مصر بنهر النيل والماء يتساقط من السماء ليمر من أيديها ويروي الأرض ويعطي الحياة".

واستطرد: "استخدمت مواسير الإستانليس ستيل اللامع ليحقق شكل المياه المتساقطة من أيديها والمتجمعة في شكل موجات على درجات قاعدة التمثال، وأنا شخصيا أفضل أن أعبر عن الأشياء بخامات مختلفة مما يحقق حالة فنية اكثر من استخدام الشيء الحقيقي، فهذا الحل التشكيلي في رأيي أفضل من تساقط مياه حقيقية من أيديها وهو ما يشرك المشاهد معي ليفسر الرموز والتشكيلات المقدمة في العمل".

وأكمل: "استخدام تقنية الطبقات المعدنية في تنفيذ التمثال له أهمية خاصة لموقع ممشى اهل مصر، فهي تحقق شكل حديث معاصر يتماشى مع التصميم الحداثي للممشى، ومن صفات تماثيل الطبقات أنها تكون شفافة بقدر كبير بالذات عند مستوى نظر المشاهد، فيمكنه رؤية النيل والمراكب المارة من خلال التمثال مما يجعل العمل متداخل مع البيئة من حوله وغير حاجب لها، وفكرة الطبقات أيضا تمثل آلاف طبقات الطمي المتراكمة والمكونة لوادي النيل في مصر".

وحول اهتمام الدولة بفن النحت قال: "ما يسعدني ويعطيني أمل كبير في مستقبل النحت الميداني في مصر، هو الاهتمام المتزايد من الدولة المصرية ونظامها الحالي بأعمال النحت الميداني، وتشييد التماثيل ليس في المدن الجديدة فقط ولكن في العاصمة الحالية، لما لها من فائدة في إثراء المواقع العامة وإرساء نقاط بصرية مركزية للمشاهد، وإعطاء إحساس للمشاهد بالاهتمام والتقدير، فهذا العمل هو لهم ولكل مار في هذا المكان دون تمييز، وكذلك نشر الثقافة البصرية والقيمة الجمالية في مصر لتستبدل بمظاهر الفوضى والنفعية المادية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان