إعلان

​"حلاوة المولد".. قصة "العروسة" و"الحصان" وتاريخ الاحتفال بالمولد في مصر (صور)

08:00 ص الإثنين 18 أكتوبر 2021

كتب- مينا غالي:

تعتبر حلوى المولد النبوي هي المظهر الأشهر في مصر للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والذي تحتفل به مصر غدًا الثلاثاء، الموافق 19 أكتوبر، حيث تعد مصر من أكثر وأهم دول العالم احتفالاً بتلك المناسبة الدينية الهامة، وأكثرها ثراءً في تنويع مظاهر الاحتفال به.

ولحلوى المولد النبوي واحتفالات هذه المناسبة، تاريخ طويل في مصر، بدأ منذ عهد الفاطميين، حيث تقول ماري يوحنا، مفتشة آثار ورئيس قسم التسويق بالمتحف القبطي، إن الفاطميين كانوا يقيمون احتفالات بجميع المناسبات الدينية، فهم أصحاب الريادة في إدخال الكثير من مظاهر الاحتفال في مصر، مثل الاحتفال بآل البيت والمولد النبوي.

وأوضحت لـ"مصراوي"، أن الاحتفالات كانت بمثابة الترويج السياسي لحكمهم وليس فقط الاحتفال الديني، فضلًا عن أن الفاطميين هم أول من صنعوا حلوى المولد وقاموا بعمل مخازن لصناعة الحلوى، وقبل المولد النبوي بشهرين تُجهّز الحلوى وتوزع مجانا على الشعب، وعندما زادت الاحتياجات بدأ ظهور محلات لبيعها، وحلويات المولد كانت تسمى "العلاليق"، لأنها كانت تعلق على أبواب المحلات التجارية في سوق مخصوص للحلويات كان يسمى سوق الحلوين، ومن ثم أصبحت عادة سنوية مستمرة حتى يومنا هذا.

وعن قصة الحصان والعروسة، ذكرت ماري أن قصة حصان المولد ترجع لرأيين حول أصل حصان المولد؛ الرأي الأول، أنه يمثل الخليفة صاحب الفتوحات والانتصارات، وهو يجلس فوق الحصان ويحمل السيف. أما الرأي الأخر، ففي وقت الحاكم بأمر الله، منع جميع الاحتفالات في مصر لمدة طويلة وأبقى الاحتفال بالمولد النبوي فقط، ومن أهم الاحتفالات التي ألغيت هو الاحتفال بالزواج، واستغل المصريون يوم احتفالات المولد النبوي لإقامة حفلات زفافهم، وهناك كانت رمزية الحصان تمثل العريس الذي استطاع أن يقتنص عروسه في هذا اليوم، فكانت تقوم العديد من الزيجات في هذا اليوم.

وتابعت: "أما عن عروسة المولد، رأي المؤرخون أنها كانت تمثل زوجة الخليفة، وكان هناك أكثر من 1000 شكل لحلوى المولد، ولكن العروسة والحصان هم الأشهر لما يمثلونه من فرحة".

وأوضحت ماري يوحنا، أن الاحتفالات بالمولد النبوي مرت بالكثير من المنعطفات التاريخية والسياسية والاجتماعية، وأصبحت شكلا من أشكال الصبغة الدينية، وفي مصر الخديوية انتقل من الاحتفال الشعبي لاحتفال رسمي مسئول عن تنظيمه وزارة الأوقاف.

ولفتت إلى أنه عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت، لم تحتفل مصر بالمولد النبوي في هذا الزمن بسبب المشاكل الاقتصادية التي كان يعاني منها البلد، ومن ثم حاول نابليون التودد لكسب المصريين لاستمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوي، وأرسل مبلغا ماليًا للشيخ البكري نقيب الأشراف، مطالبا إياه بصناعة حلوى المولد بهذه الأموال، وأعطاهم الطبول لاستخدامها في المواكب والاحتفالات.

وكشفت أن المتحف القبطي يتميز بأنه يضم العديد من القطع الأثرية الهامة بالإضافة إلى أنه يضم نماذج أثرية لقوالب صنع حلوى المولد على شكل العروسة والحصان، وكذلك نماذج للعروسة والحصان من الخشب والحجر.

وقد نظم القسم التعليمى بالمتحف بمناسبة الاحتفال بعيد المولد النبوى الشريف ورشة فنية مع طلاب إحدى المدارس، حيث قام الطلاب بعمل مجسم صغير لعروسة المولد وكذلك ماكيت صغير لمدخل غار حراء مع رسم وتلوين لغار حراء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان