تريَّثوا حتى صدور مرسوم ملكي.. كيف استقبلت شركات السياحة دراسة إلغاء الحج؟
كتب- يوسف عفيفي:
علَّق أصحاب شركات سياحة سعودية ومصرية تعمل في الحج والعمرة، على ما تم تداوله بشأن دراسة السلطات إلغاء موسم الحج لأول مرة منذ تأسيس المملكة عام 1932، بعد أن تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، 100 ألف.
البداية من السعودية؛ حيث قال منير الفيفي، مالك إحدى شركات خدمات الإعاشة للحجاج والمعتمرين بالسعودية: إن ما يتم تداوله بشأن إلغاء الحج هذا العام أخبار وتسريبات غير صحيحة.
وأوضح الفيفي، في تصريح أدلى به إلى "مصراوي"، أن قرار إلغاء الحج يصدر بمرسوم ملكي سعودي، أو بقرار من وزراء خارجية منظمة مؤتمر العالم الإسلامي أو من الدولة صاحبة البعثة؛ مثل إندونيسيا وماليزيا، أو باعتذار الدول عن عدم إرسال بعثاتها؛ إما بقرار أحادي منها أو ثنائي بينها وبين السعودية، مؤكدًا أن وزارة الحج السعودية غير مخولة بالقرار.
وقال منير: أتوقع الإلغاء أو تكون مشاركة رمزية للبعض؛ يعني لا تعطل الشعائر فقط كما هو الآن في الحرم، مشيرًا إلى أنه توقعه هو أن يصدر قرار برفع الحظر أو تمديده في المملكة خلال هذا الأسبوع.
ونوه الفيفي بوجود اجتماع في المملكة، خلال الأسبوع الجاري، لتحديد مصير الحج هذا العام، موضحًا أن تخفيض النسب أو رفعها غالبًا يكون صادرًا عن منظمة المؤتمر الإسلامي؛ حيث يسند إليها القرار في الإلغاء أو تقليص الأعداد أو فترة أو اشتراطات معينة.
وعلى مستوى شركات السياحة المصرية، علق ياسر سلطان، مالك شركة سياحة دينية تعمل في الحج والعمرة، قائلاً: "قدر الله وما شاء فعل"، مشيرًا إلى أنه "في ظل الأزمة التي يعيشها العالم فكل شيء متوقع؛ لأنه يتبقى على موسم الحج أقل من شهرَين ولا يزال الوباء منتشرًا في العالم، وكل دولة تحاول السيطرة عليه وتمنع التجمعات.. لكن ما باليد حيلة".
وأشار سلطان، في تصريح أدلى به إلى "مصراوي"، إلى توقعاته بأن يتم الحج على أعداد رمزية هذا العام في ظل أن العالم كله يحتاج إلى الدعاء، والمسلمون في كل مكان يحتاجون إلى الوقوف بعرفة؛ للدعاء لله عز وجل أن يزيل هذا الوباء والبلاء.
وقال سلطان إن شركات السياحة ما زال لديها الأمل في تنفيذ الحج وصدور قرار مباشر من السلطات السعودية بشأن الحج هذا العام؛ خصوصًا بعد وقف نصف موسم العمرة الماضي ووقف جميع النشاطات داخل شركات السياحة؛ نظرًا للظروف الحالية.
وتابع سلطان: كنا نتمنى أن نعوض جزءًا من الخسائر الفادحة التي لحقت بنا، والتي تعرضنا إليها خلال الأشهر الماضية.
واستطرد سلطان: ولكن في النهاية يوجد وباء وكل دولة تتخذ من الإجراءات ما يحمي مواطنيها من أجل السيطرة على الفيروس ووقف انتشاره.
ودعا أحمد البكري، مالك شركة سياحة دينية تعمل في الحج والعمرة، إلى التريُّث في الحكم على الموقف، ما دامت المملكة العربية السعودية لم تصدر مرسومًا ملكيًّا حتى الآن بشأن الحج؛ فهي بصدد إما إلغاؤه وإما يكون فقط للبعثات الرسمية أو حجاج الداخل.
وأشار البكري، في تصريح أدلى به إلى "مصراوي"، إلى أنه حال الإلغاء سيكون الأقرب في أداء فريضة الحج هو البعثات الرسمية، وستكون مقصورةً على أفراد معينيين كون الوقت متأخرًا ويتبقى شهر وأيام معدودة على تنفيذ الموسم.
وأوضح مالك الشركة السياحية أن "الأمر كان متوقعًا للجميع بعد ضيق الوقت وسحب كثير من العملاء جوازاتهم وأموالهم؛ نتيجة فقدان الأمل في أداء فريضة الحج هذا العام، بسبب وباء كورونا، وكان القطاع لديه أمل في أن ينفذ الحج؛ حتى ينتعش الجميع اقتصاديًّا بعد توقف العمرة.. ولكن قدر الله وما شاء فعل".
وأضاف البكري: "ولو تم الحج هذا العام كان هيكلف فلوس كتير جدًّا؛ بسبب الشروط اللي هتطبقها المملكة العربية السعودية".
وأشار البكري إلى أن الأربعاء المقبل سيشهد اجتماعًا مهمًّا في المملكة العربية السعودية؛ لتحديد مصير الحج هذا العام.
وعن الخسائر، قال البكري: إن الخسائر كبيرة للغاية وشركات السياحة مغلقة، وتقدر بأكثر من مليارَي جنيه تقريبًا في القطاع بالكامل.
يأتي ذلك بعد ذكر مسؤول كبير في وزارة الحج والعمرة السعودية، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن السلطات تدرس إلغاء موسم الحج لأول مرة منذ تأسيس المملكة عام 1932، بعد أن تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا 100 ألف.
وتشكل عائدات الحج والعمرة مصدرًا مهمًّا للميزانية السعودية حيث تعود سنويًّا بـ12 مليار دولار، ويعني إلغاء الموسم زيادة الضغوط المالية على اقتصاد ضُرب بسبب "كورونا"، وتراجع أسعار النفط.
وتحدد السعودية أعداد الحجاج من كل بلد؛ حيث تحاول كل حكومة زيادة عدد حجاجها، حيث إن فترة انتظار البعض لتأدية الشعيرة التي تُفرض على المستطيع مرة في العمر قد تصل إلى 30 عامًا.
فيديو قد يعجبك: