إعلان

رئيس أمانة الصحة النفسية: المراهقون الأكثر تضررًا من كورونا.. وتلقينا 800 طلب دعم نفسي (حوار)

08:28 م الأحد 26 أبريل 2020

الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار– أحمد جمعة:

كشفت الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، عن استقبال نحو 800 استفسار عبر الخط الساخن لتقديم الدعم النفسي لأزمة فيروس كورونا المستجد، منذ تفعيله مطلع أبريل الجاري.

وقالت "عبدالمقصود" في حوار لمصراوي، اليوم، إنه تم إرسال مجموعة من الأطباء والمختصين إلى 14 مستشفى للعزل حتى الآن؛ لتقديم الدعم النفسي للمصابين والأطقم الطبية على حد سواء، موضحة أنه جرى إعداد قائمة بالأعراض الجانبية النفسية والعصبية للأدوية التي يحصل عليها مرضى كورونا، وكيفية علاجها.

وأشارت إلى أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تضررًا من فرض الحجر الصحي بسبب كورونا.. وإلى نص الحوار:

في البداية.. ما دور أمانة الصحة النفسية لمواجهة أزمة كورونا؟

دورنا ينقسم إلى جانبين؛ الأول الدعم النفسي في هذه الأزمة، والثاني مراعاة مرضى مستشفيات الصحة النفسية.

وبالنسبة للمرضى النفسيين، تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية داخل المستشفيات منذ بداية الأزمة حتى اليوم، إذ ينقسم المرضى النفسيين إلى 3 مجموعات: المرضى النفسيين البالغين، ومرضى الأطفال والمراهقين، ومرضى الإدمان.

وجرى التشديد على إجراءات النظافة الشخصية والأسطح، وتطبيق التباعد الجسدي، وتفعيل خدمات العلاج عن بعد، واستخدام الإنترنت في التواصل مع المرضى، وهذا النظام بدأ في عيادة الأطفال والمراهقين في كافة المستشفيات، كما تم استلام الهواتف التي نعمل بها في أقسام البالغين والإدمان.

وماذا عن الأقسام الداخلية بمستشفيات الصحة النفسية؟

كان لدينا اهتمام شديد بمتابعة درجات الحرارة وأعمال النظافة، ومنع أي شخص يعاني من ارتفاع درجة الحرارة أو أعراض تنفسية من الدخول على المرضى، وهذا ينطبق على المرضى، والأطقم الطبية وكافة العاملين بالمستشفى.

- أزمة كورونا تركت أثرًا كبيرًا على المجتمع.. كيف تواجهون ذلك؟

بالنسبة للإجراءات الخاصة بالدعم النفسي للمجتمع ككل، تم تقسيم المجتمع إلى 3 فئات في هذه الأزمة، وهي: المرضى المصابين بفيروس كورونا، والأطقم الطبية ومقدمي الرعاية الصحية وكل العاملين بمستشفيات العزل والحميات والصدر، وأخيرًا الجمهور العادي.

بالنسبة للجمهور تم تخصيص خطين ساخنين للجمهور، هما: 0800800777 و0220816831؛ لتلقي استفساراتهم وتساؤلاتهم طوال اليوم.

ما عدد الاستفسارات التي تلقاها الخط الساخن حتى الآن؟

الخط الساخن حتى 31 مارس الماضي كان يعمل في مواعيد العمل العادية من التاسعة حتى الثالثة أو الرابعة عصرًا، أما من بداية أبريل تم زيادة عدد العاملين لزيادة الخدمة المقدمة للجمهور، ويعمل طوال الأسبوع ولمدة 24 ساعة كما نحاول زيادة عدد الخطوط الفترة المقبلة.

المكالمات التي نتلقاها تضاعفت عشر مرات ووصلنا نحو 800 مكالمة منذ بداية الشهر الجاري، رغم أننا في العام كله كنا نصل لهذا الرقم.

هذه الخدمة لا تقتصر على تلقي شكوى المريض فقط، بل يتلقى مكالمة من أحد المتخصصين ويجري تنفيذ جلسة علاج نفسي للجمهور عبر الهاتف، ونحن سعداء بالشباب القائم على هذه الخدمة، وما يقومون به من جهد وما تلقوه من تدريب، إذ تم إجراء تدريبات مكثفة من خبراء أجانب ومصريين للوصول إلى هذه النتيجة.

وماذا عن أطقم الدعم النفسي بمستشفيات العزل؟

بالنسبة للأطقم الطبية، هناك خط خاص برقم غير معلن لمقدمي الرعاية الصحية داخل مستشفيات العزل لمساعدتهم في حال وجود استشارات نفسية.

كما أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وجهتنا أن الأطباء في مستشفيات العزل يحتاجون إلى طبيب نفسي متواجد معهم، وفي الحال تم تدريب بعض المختصين أون لاين، وتم إرسال أطباء ومختصين إلى 14 مستشفى للعزل حتى الآن، ويقومون بزيارات للمرضى الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي، وبعض المصابين أصحاب مرض نفسي ويتابعون معهم العلاج المكتوب ومدى سلامته مع الأدوية التي يحصلون عليها.

هناك أيضًا بعض المرضى أصيبوا بأزمة نفسية جراء إصابتهم بكورونا، وهؤلاء بحاجة إلى ومساندة وجلسات نفسية لمساعدتهم في التغلب على هذا الأمر.

هل تراجعون الأدوية التي يحصل عليها هؤلاء المرضى؟

أمانة الصحة النفسية أصدرت قائمة بالأعراض الجانبية النفسية والعصبية المعروفة للأدوية التي يحصل عليها مرضى كورونا، وأدوية مضادة للفيروسات والبكتريا، وأعددنا قائمة بهذه الأدوية وأعراضها الجانبية وكيفية علاجها.

كما أعددنا قائمة أخرى بالأدوية النفسية التي نستطيع استخدامها بأمان وسلامها للمرضى الذين يحصلون على علاج نفسي حتى لا يحدث تداخل بين الأدوية وبعضها البعض، والشكر لقسم الصيدلة والشؤون العلاجية وقسم الأبحاث.

ولدينا تواصل قوي منذ بداية الأزمة مع الهيئات الدولية المختلفة، مثل منظمة الصحة العالمية، واليونسيف وأكثر من جهة مؤسسة محلية على رأسها القوات المسلحة وجامعة عين شمس والقاهرة وطنطا وبني سويف وقسم الطب النفسي بمستشفى المعادي، لكي نخرج بإنتاج جيد ونقدم خدمات لباقي الفئات المستهدفة.

ما الفئات الأكثر تضررًا من أزمة كورونا؟

دعنا نقول إن المجتمع كله تضرر من أزمة كورونا، والأزمة طالت الكل سواء محليا أو عالميا لأن أغلب الناس تحت الحجر الصحي، لكن الأزمة النفسية تؤثر في المقام الأول على الفئات التي تحب الانطلاق مثل الأطفال والمراهقين حيث يرغبون في الخروج كثيرًا، ثم الفئة الثانية الأزواج والزوجات، فهناك الكثير من الزيجات كانت مستقرة لأن هناك جانب من التواجد وجانب من التباعد وهذا أمر صحي، والتواجد في مكان واحد لفترة طويلة قد يتسبب في ظهور بعض المشاكل، وإن كان في بعض الأحوال يُحسن الحالة الزوجية.

أما كبار السن فهم بالفعل موجودين في المنازل، وبالتالي فالضرر الواقع عليهم أخف حدة بعض الشيئ، ولكن يجب الحرص على رعاية أنفسهم.

هل للحجر الصحي تأثير على نسب تعاطي المخدرات؟

يجب أن نعرف أن مرضى الإدمان لديهم مراحل في التعافي، القريب من التعافي غالبا ما يكون لديه مصادر الدعم اللازمة لاستكمال العلاج، ويرى في التواجد بالمنزل وقاية بدلا من التواجد وسط أصدقاء السوء، أما المجموعة الأخرى التي تكون في بداية العلاج فمن الممكن أن يمثل الحجر ضعفًا.

وحتى لا نترك مرضانا، نقوم بتنفيذ جلسات عبر مجموعات جماعية سواء على تطبيق "زووم" أو شبيهه من وسائل التواصل، والعلاج الجمعي من أكثر العلاجات المفيدة، ومعهم مجموعة من الأطباء ولن نتركهم.

هل القلق من كورونا مفيد أم مُضِر؟

أي شخص يمكن أن يعاني من القلق للحماية من كورونا، لكن القلق الزائد يؤثر سلبيا ونحتاج لاتباع الإجراءات والاحتياطات التي عممتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة للوقاية من الفيروس.

القلق أيضًا يسبب تغيرًا في الحالة المزاجية، كما أن العزل والحظر ويؤدي للقلق والتوتر والاكتئاب ونتعامل مع ذلك بأشياء عملية من داخل المنزل مثل التواصل مع الأقارب عن طريق التليفون والانترنت أو تعلم شئ جديد، والالتزام بواجبات عملية كل يوم.

كما يجب عدم الافراط في مشاهدة الأخبار لأنه يزيد التوتر فيجب تخصيص وقت لمشاهدتها من مصادر موثوقة، والالتزام بجدول معين لممارسة الأنشطة المختلفة.

هل تتوقعين تغيرًا في سلوكيات المواطنين بعد انتهاء أزمة كورونا؟

نعيش حالياً في فترة ضغط شديد على الناس ونتوقع تغير سلوكيات الناس بعد الأزمة، بأن يكونوا أكثر حرصا على صحتهم وعلى وقتهم، أكثر تواصلا مع الأقارب والأصدقاء، وستترك أثرًا نفسياً إيجابياً بالحرص على السلوكيات الصحية والالتزام بالوقت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان