إعلان

بعد تغيير "كورونا".. كيف تسمي "الصحة العالمية" الفيروسات الجديدة؟

03:11 م الخميس 13 فبراير 2020

فيروس كورونا

كتب - أحمد جمعة:

أعلنت منظمة الصحة العالمية، قبل يومين، تغيير اسم فيروس "كورونا المستجد"، ومنحه اسمًا جديدًا هو "كوفيد-19".

ظهر الفيروس القاتل في الصين أواخر ديسمبر الماضي، مُوقعًا حتى الآن 1367 حالة وفاة بالصين إلى جانب حالتين في الفلبين وهونج كونج، وأكثر من 60 ألف إصابة على مستوى 28 دولة تستحوذ الصين على الغالبية العظمى من الحالات.

كورونا عبارة عن "عائلة فيروسية بها أنماط مختلفة، وحتى هذه اللحظة فكورونا المستجد هو النمط السابع الذي تم اكتشافه من العائلة"، وفق ما قالت الدكتورة داليا سمهوري، مديرة برنامج الطوارئ واللوائح الصحية الدولية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لمصراوي.

لكن ماذا دفع منظمة الصحة العالمية لتغيير اسم الفيروس القاتل؟

يقول الدكتور أمجد الخولي، استشاري وبائيات بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لمصراوي: "عندما تفشى فيروس كورونا المستجد كان كل ما نعرفه عنه أنه ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا، ولسرعة التعامل معه كنا نشير إليه في البداية باسم فيروس كورونا المستجد novel coronavirus أو اختصارًا nCov-2019".

وأوضح الخولي أنه بموجب المبادئ التوجيهية المتفق عليها بين منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة، كان علينا أن نجد اسمًا لا يشير إلى موقع جغرافي أو حيوان أو فرد أو مجموعة من الأشخاص، وأن يكون أيضا سهل النطق ودال بطبيعة الحال على العائلة التي ينتمي إليها الفيروس ومتعلق بالمرض الذي يسببه.

بجانب ذلك؛ فإن وجود اسم خاص للفيروس الجديد، أمر مهم لمنع استخدام أسماء أخرى للفيروس أو المرض الجديد قد تكون غير دقيقة أو تسبب وصمة عار، حسب ما قال استشاري الوبائيات.

واستقر الرأي بين علماء منظمة الصحة العالمية على استخدام الاسم الجديد (COVID-19)، وهو مكوّن من بدايات عدة كلمات باللغة الإنجليزية مع العام الذي ظهر فيه الفيروس (COrona VIrus Disease 2019).

وبصفة عامة، فإن اختيار اسم الأمراض أو الفيروسات الجديدة يخضع إلى عدد من المعايير تأخذها منظمة الصحة العالمية في حسبانها، منها: أن يكون دالًا على العائلة التي ينتمي إليها الفيروس، وألا يحمل أي إشارة وصم أو تمييز لبلد بعينه أو أشخاص بعينها أو حيوان أو نطاق جغرافي، وفي بعض الحالات يشار إلى سنة ظهور المرض أو اكتشاف الفيروس تمييزاً له عن غيره من الفاشيات أو الفيروسات الشبيهة.

ومع ذلك، تقول مديرة برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي للصحة العالمية، إن ظهور النمط السابع من كورونا "يعني أن هناك أنماط لم تُتكشف بعد".

"ليس أمرًا تافهًا"

يخضع اختيار أسماء الأوبئة الجديدة في العالم لإجراءات قد تبدو صارمة ومعقدة بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2015 حذرت المنظمة من التسمية العشوائية للأمراض.

وقالت إن تسمية أمراض مثل إنفلونزا الخنازير أو حمى الوادي المتصدع ربما تؤدي إلى وصم المجتمعات بما ليس فيها، كما أنها تضر بالاقتصاد.

وتحدثت "بي بي سي" عن "حكايات غريبة" لحالات تفشي فيروسات في السابق، عندما لقُب فيروس (إتش1إن1 - H1N1) في 2009 بـ"أنفلونزا الخنازير"، وأدت تلك التسمية بمصر إلى قتل ما لديها من خنازير، بالرغم من أن الفيروس تفشى بواسطة الأفراد، وليس الخنازير.

وعادت وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، إلى التأكيد -أواخر العام الماضي- أنه لا يوجد ما يسمى بإنفلونزا الخنازير، وأن ذلك النوع من الإنفلونزا الموسمية الشائعة لا يتخطى كونه نزلات برد عادية.

وسبق أن تحدث المدير العام المساعد للأمان الصحي بالصحة العالمية، كييجي فوكودا، عن تسمية الفيروسات الجديدة بالقول إن ذلك "قد يبدو أمرًا تافهًا بالنسبة إلى البعض، لكن أسماء الأمراض تعني الكثير حقا لمن هم معنيون بالأمر بصورة مباشرة".

وأضاف في بيان بـ2015: "شهدنا أن أسماء بعض الأمراض أثارت ردود فعل عكسية ضد أفراد ديانة أو جماعة عرقية بعينها، كما أنها خلقت حواجز لا مبرر لها في مجالات السفر والتجارة وأدت أيضا إلى إعدام حيوانات تستخدم في التغذية دونما حاجة ملحة إلى ذلك".

ختامًا، فالجهة النهائية المعنية بتسمية الأمراض الجديدة التي تصيب البشر هي الهيئة الدولية؛ لتصنيف الأمراض التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان