إلى أين وصلت مفاوضات سد النهضة؟
كتب - محمود مصطفى:
يعقد وزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا) وبمشاركة البنك الدولي، اجتماعا غدا الأربعاء، لاستكمال المباحثات بخصوص قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، والتي تستمر على مدى يومين.
ويعد اجتماع الغد هو الرابع على صعيد المفاوضات الفنية، لممثلي الدول الثلاث ومشاركة البنك الدولي، إذ سبقته ثلاث اجتماعات الأول في منتصف نوفمبر الماضي بأثيوبيا، والثاني في الأول من ديسمبر بالقاهرة، أعقبهما اجتماعا لتقييم النتائج في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 9 ديسمبر الماضي.
كما عقد الاجتماع الثالث في الـ21 من ديسمبر الماضي، بالعاصمة السودانية الخرطوم، واستمر لمدة يومين.
ويستعرض "مصراوي" نتائج ما توصلت إليه الاجتماعات السابقة، قبيل اجتماع الغد.
الاجتماع الأول
تبادل الاجتماع الأول الذي عقد منتصف نوفمبر الماضي بأثيوبيا، المناقشات الفنية بين الوفود المشاركة بخصوص رؤية كل دولة فيما يخص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة العناصر الفنية الحاكمة لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وحالة إعاده الملء، والآلية التنسيقية لتحقيق ذلك بين الدول الثلاث.
وقالت وزارة الري في بيان لها، إن الاجتماع تطرق لعرض وجهة نظر كل دولة في هذه العناصر، واختتمت الاجتماعات بالاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية حول المسائل الخلافية.
الاجتماع الثاني
استكمل الاجتماع الثاني الذي عقد مطلع ديسمبر الماضي، مناقشات مخرجات الاجتماع الأول، في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث؛ للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار رغبة الجانب المصري في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالي، وكذلك في إطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، وهي آلية دولية متعارف عليها في إدارة أحواض الأنهار المشتركة.
واختتمت الاجتماع بالاتفاق على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية بشأن كافة المسائل الخلافية خلال الاجتماع الثالث.
الاجتماع الثالث
عقد الاجتماع الثالث في الـ21 من ديسمبر الماضي، بالعاصمة السودانية الخرطوم، واستمر لمدة يومين.
كشف مصدر مطلع على مفاوضات سد النهضة، تفاصيل ما دار في جلسات التفاوض التي عقدت بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) مؤخرًا.
وقال المصدر لـ"مصراوي"، إنه تم التشاور خلال الاجتماع الأخير، على الوصول لاتفاقية حول ملء وتشغيل السد بطريقة لا تسبب ضررًا لمصر، وتمد إثيوبيا في الوقت نفسه بالكهرباء اللازمة لها.
وتابع المصدر: "الحوار بين الأطراف الثلاثة يدور حول كميات المياه التي يتم تخزينها، خلال فترة بناء السد وعقب الانتهاء منه، وتبدي كل دولة من الدول المشاركة وجهة نظرها في الأمر"، مضيفًا: "كل دولة بتحاول تدي رسالة لشعبها بشكل ما، من خلال اجتزاء الحديث حول المسألة".
وأردف المصدر: "كل مرة بنقدم بديل ونناقشه، يوجد العديد من الأمور التي نوقشت خلال الاجتماع، لكن لم يحدث اتفاق أو توافق حول أي أرقام، ما زال المكتوب كما هو لم يتغير، كلها مجموعة حوارات حول الأرقام وإزاي نفسرها".
وتساءل المصدر: "مين اللي يقدر يتنازل عن 5 أو 10 مليار متر مكعب مياه؟ ونتنازل ليه يعني؟، إفرض هوا (إثيوبيا) عايز يطلع لينا 40 مليار بس، وأنا بقوله 49 مليار، هقوله خلاص السنة دي 40 واللي جاية تعوض النقص لينا، ما اتفقناش على ده، ولا يوجد ورقة وقعت عليها مصر بهذا المعنى، لم يتم الاتفاق بين الثلاث دول على أي شيء، كل دولة بتقول رؤيتها وبيحصل خلافات في الرأي وحوارات فنية".
وقال: "إثيوبيا لم تتحدث قبل ذلك عن التشغيل، وبدأت تتحدث عنه مؤخرًا فقط، ومصر أبدت وجهة نظرها في هذا الأمر في أغسطس الماضي".
وأضاف: "لو حصل أي نوع من أنواع الاتفاق هنعلن ده، مصر لم تتراجع عن شيئ، الأجندة المقبلة توجد فيها مسائل طرحت للمناقشة من قبل، وترك لكل دولة حق مناقشتها، ومعاودة التحاور حولها للوصول لاتفاق، نتمنى نخلص المرة الجاية".
اجتماع أخير في واشنطن
ومن المقرر أن يعقب ذلك الاجتماع، جولة أخيرة في واشنطن يوم 13 يناير الجاري لمراجعة نتائج الاجتماعات الفنية القادمة في الخرطوم وأديس أبابا بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وفي بيان مشترك يوم 10 ديسمبر الماضي، قال وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان بحضور ورعاية وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشن ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إنهم "لاحظوا إحراز تقدم في الاجتماعات الفنية بين وزراء الموارد المائية في اجتماعي أديس أبابا والقاهرة".
وذكر الوزراء -عقب جولة تقييم أول اجتماعين بالمفاوضات- أن "الدول الثلاث تدرك أن هناك فوائد كبيرة لها جميعا في وضع قواعد ومبادئ توجيهية لمعالجة ظروف الجفاف، وستشمل القواعد والمبادئ تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التدفق الطبيعي في سنة معينة، ومعدلات إطلاق المياه من السد".
وأضاف البيان أنه "تم الاتفاق على أن الاتجاه الاستراتيجي للاجتماعين التقنيين المقبلين يجب أن يركز على تطوير قواعد وإرشادات تقنية لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وتحديد ظروف الجفاف، وتدابير تخفيف آثار الجفاف التي يتعين اتخاذها".
وتسبّب طول أمد المفاوضات دون أن تسفر عن نتائج ملموسة في تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لتعلن عن خارطة الطريق اتفق عليها وزراء الخارجية لدول مصر والسودان وإثيوبيا في اجتماع واشنطن في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر لحل المسائل العالقة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة على المستوى الفني حتى 15 كانون الثاني/ يناير.
فيديو قد يعجبك: