49 عاما على رحيل عبد الناصر.. ومازال حاضرًا في الأذهان
القاهرة: أ ش أ
تمر اليوم السبت الذكرى 49 على رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، الذي نالت شخصيته حب الجماهير المصرية والعربية، وبقيت كاريزمته حية رغم مرور كل هذه السنوات، وتزايدت مع ظهوره في المشهد السياسي المصري، و مع مرور الأحداث السياسية في جميع الفترات العصيبة التي شهدتها مصر، ورفضت الرحيل برحيله.
جمال عبد الناصر حسين (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، هو ثاني رؤساء مصر، حيث تم اختياره رئيسا للجمهورية في 25 يونيو عام 1956، طبقًا للاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو، وبقى في السلطة حتى وفاته عام 1970، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي)، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة.
واعتبر المواطن العربي، ناصر زعيمه بلا منازع، وأرجع المؤرخ عديد دويشا، الفضل في ذلك إلى "كاريزما" عبد الناصر، والتي عززها انتصاره في أزمة السويس، واتخاذه من القاهرة مقرًا لإذاعة صوت العرب، التي نشرت أفكار عبدالناصر في جميع أنحاء العالم الناطقة باللغة العربية.
وفي عام 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر، وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول عام 1963، وصل أنصار عبدالناصر للسلطة في عدة دول عربية، وقدم ناصر دستورًا جديدًا للبلاد في عام 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسًا لحركة عدم الانحياز الدولية، وبدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس عام 1965 بعد انتخابه بدون معارضة، وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967.
واستقال عبدالناصر، من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة، وبين عامي 1967 و1968 عين عبدالناصر نفسه رئيسًا للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.
وتعرض عبدالناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، وكان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقد نفت الجماعة علاقتها بالحادثة، وأمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين.
وعرف ناصر بعلاقته الحميمة مع المصريين العاديين، وقدرته على تمثيل الأصالة المصرية، في الانتصار أو الهزيمة، وساهمت الصحافة الوطنية في تعزيز شعبيته، خاصة بعد تأميم وسائل الإعلام الرسمية، وكان خطيبًا ماهرًا، حيث ألقى 1359 خطبة بين عامي 1953 و1970، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي رئيس مصري.
ورغم مرور كل هذه الأعوام على رحيل عبدالناصر، وعدم معاصرة الجيل الحالي له، إلا إنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس، فصورته حاضرة في العقل المصري والعربي، ويبدو فيها رمزًا عصيًا على الرحيل والغياب، بشخصيته المتفردة، فقد عاش بمقاييس الزمن حياة قصيرة، إلا أن السنوات الـ18 من حكمه مثلت فصلًا استثنائيًا في المشهد المصري والتاريخ العربي كله.
ويعتبر ناصر، شخصية بارزة في جميع أنحاء الوطن العربي، ورمزًا للوحدة العربية والكرامة، وشخصية هامة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث وبطل العدالة الاجتماعية في مصر، حيث أضفى شعورًا بالقيمة الشخصية والكرامة الوطنية، التي كان المصريون والعرب لا يعرفونها منذ 400 عام.
وفي عام 1970 وعقب انتهاء قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في نفس العام، توفى عبدالناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية، وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: