تأثير الفقه القديم على حياتنا في "جدل" مع إسلام بحيري
القاهرة - مصراوي:
حاورت الكاتبة فاطمة خير المفكر والباحث إسلام بحيري، في حلقة الاثنين من برنامج "جدل مع إسلام بحيري"، حول "الفقه"، وما يخص المسلم العادي منه، وهل يجب أن يعرف ما هو الفقه؟ وكيف يؤثر على حياة المسلم العادي.
في إجابته على السؤال قال بحيري إن لديه مشاكل منهجية مع الفقه، أولها هل هو علم أم دين؟ وأكد أنه بعد وفاة الرسول الكريم، وفي زمن وجود الصحابة الكبار لم يكن هناك أحد منهم يقول أن له الحق الوحيد في التحدث في الدين، لكن المشكلة ظهرت مع طبقة التابعين التي ظهرت بعد الصحابة هي التي تحدثت وأفتت كثيراً في حين لم يفعل ذلك الصحابة وهم الأقرب للرسول وهم الطبقة الأعلى والأعلم، ثم جاءت طبقة التابعين، فحولت العلم بالدين كإنسان مسلم بدرجات مختلفة إلى فئة تختص بهذا العلم واختلقوا لها أحاديث، وبعض تفاسير الآيات، وبعض الكلام عن أهل الذكر، وحولوا كل ذلك إلى علم، في حين أن الدين ليس علماً، لكن إذا افترضنا جدلاً أن الدين علم، فالعلم بشري تعالوا لننقده، لكنهم يعتبرونه علم ماضوي نقف فيه عند ما قدمه السابقون في الماضي لا يصح الاقتراب منه،وهذه أول مشكلة منهجية يجب التخلص منه، وأنا أرى لابد من قطيعة معرفية كاملة.
من ناحية أخرى أشار بحيري، إلى أن هذه الآراء حادت في غالبيتها عن منهج الإسلام وملامحه الأصلية، والفكرة الأصلية للفقه خالفت الإٍسلام في أصله، فقد جاء النبي ليسهل الأمور دون الدخول في التفاصيل، ومثال ذلك الحديث عن الطهارة دون الدخول في التفاصيل كيف تكون هذه الطهارة، أما الفقه فقد وضع قيود وأغلال على المسلم أضعاف أضعاف ما وضعه القرآن فتحولنا للعقلية اليهودية المؤثرة جداً في الإسلام، فقهاً وحديثاً وتفسيراً، دخلت أحاديث لا علاقة لها بالرسول من كعب الأحبار واستقرت في البخاري ومسلم، وإسرائيليات استقرت في التفاسير.
وضرب بحيري مثالاً على ذلك بواقعة فتوى "الشطاف" والتي قال صاحبها بأن استخدامه يفطر فى نهار رمضان، فقال إن هذه الفتوى متماشية مع إجماع المذاهب الأربعة.
أما المشكلة المنهجية الثالثة مع الفقه القديم -بحسب بحيري- أنه لم يلتزم بنص الإسلام وأخلاقياته وسمته، بل وأيضاً جعل الروحانيات قوانين، وضرب مثالاً بفريضة الصيام، والذي هو فكرة روحانية بحتة، ولكن الفقه حول ذلك لمجموعة قوانين ترتب عليها تفسيرات غريبة، أدت إلى الخروج عن معنى الصيام من أصله، ليس كمثال فتوى الشطاف وحسب، وإنما الفقهاء اعتبروا أن من تم طعنه قد أفإطر لأن، السكين دخلت إلى جوفه.
ودعا بحيري إلى النظر إلى الدين بشكله الأصلي روحانياً كما كان، وأن هناك أشياء التي لا يجب فيها السؤال فلا يُسألأ فيها ولا يُسأل عنها.
وذكر بحيري نصاً صادماً نقلا عن ابن قيم الجوزية (تلميذ ابن تيمية) في كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين"،188 الجزء الثاني،وهو ما يؤخذ به حتى الآن في أحكام الدية في القانون: "وأما الدية فلما كانت المرأة أنقص من الرجل، والرجل أنفع منها، ويسد ما لا تسده المرأة من المناصب الدينية والولايات وحفظ الثغور والجهاد وعمارة الأرض وعمل الصنائع التي لا تتم مصالح العالم إلا بها، والذب عن الدنيا والدين، لم تكن قيمتهما مع ذلك متساوية وهي الدية، فإن دية الحر جارية مجرى قيمة العبد وغيره من الأموال، فاقتضت حكمة الشارع أن يجعل قيمتها على النصف من قيمته لتفاوت ما بينهما"، وذلك برغم عدم وجود ذلك في التشريع أصلاً، وأوضح بحيري أن هذا هو تفسير وعقلية من جاءوا بعد الإسلام بسبعة قرون ولا تمت له بصلة.
وأشارت خير إلى أنه برغم ذلك فإن هذه العقلية هي من تحكم أمورنا للآن، والفقه ليس عنواناً عريضاً بعيداً عن اهتمام وحياة المسلم العادي، وأتفق بحيري مع ذلك مؤكداً على أن تلك الأحكام الفقهية تدخل في تفاصيل حياة كل فرد، وأن كل إهانة للمرأة وإنقاص قيمتها تتخفى وراءها، وهذا الفقه هو سبب تعطيل الإسلام وتقديمه بهذا الشكل البائبس للعالم بدءاً من الإرهاب وصولاً إلى فتوى الشطاف.
وفي نقاش مع جمهور الحلقة، قال بحيري إنه لابد من معاقبة قانونية لمن يدعون إلى معاقبة المفطرين في رمضان، لأن ذلك ازدراء للدين وللدولة، وأن القرآن يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولست عليهم بمسيطر، وداخل المجتمع المسلم في المدينة كان الرسول يعرف أسماء من يتغيبون عن الصلاة معه، لكنه لم يعاقب أي منهم، لكن بعد وفاته ظهر حكم أن تارك الصلاة يُقتل بعد استتابة سريعة.
يذاع برنامج "جدل" على شاشة قناة Ten يومياً في تمام الساعة الخامسة عصراً، والإعادة في الثالثة والنصف فجراً.
فيديو قد يعجبك: