مدير "علاج الإدمان" بالصحة: زيادة في طلب الموظفين للعلاج.. "ومش هيشيلوا هم التحليل" (حوار)
حوار – أحمد جمعة:
قبل أيام، أدرجت وزارة الصحة 6 مركبات جديدة لـ"الفودو" و"الاستروكس" على قوائم جدول المخدرات، في محاولة منها للحد من انتشار هذه المواد داخل المجتمع، وتضيق الخناق على زيادة معدل استهلاك "الحشيش الصناعي".
تقول الدكتورة راغدة الجميل، مدير إدارة علاج الإدمان بأمانة الصحة النفسية بوزارة الصحة، إن هناك لجنة ثلاثية مشكلة من ممثلي وزارات الصحة، والعدل، والداخلية؛ بهدف الحد من انتشار المواد المخدرة، وتتابع هذه المواد الجديدة وتُدرجها على جدول المخدرات، بجانب إعداد مشروع قانون يناقشه البرلمان حاليًا لمكافحة انتشار هذه الأنواع المستحدثة.
وأوضحت "الجميل" في حوار لمصراوي، مشروع القانون الجديد يأتي لتجريم تداول أي مادة من شأنها أن "تذهب العقل"، دون الحاجة إلى إصدار قرار بإدراجها على جدول المخدرات.. وإلى نص الحوار:
· في البداية.. ما مكونات الاستروكس؟
الاستروكس يعتبر الشكل المصري من الفودو الموجود بالخارج، وهو موجود منذ 6 سنوات، وعبارة عن تركيبة من مادة عشبية مثل البردقوش ودميانا، يضاف إليها تركيبة كميائية تتغيّر من وقت لآخر، ويكون هناك تحايل لاختراع تركيبة معينة إما لزيادة التأثير الضار بها لزيادة المبيعات، أو للتهرب من التحاليل، لأننا نضع بعض المواد ضمن جدول المخدرات.
أشهر المواد التي تضاف على الاستروكس مادة "كيتامين أو أتروبين وهيوسين"، وأحيانا تُضاف مواد مُخدرة مثل الترامادول أو الحشيش كما يضاف مواد منشطة للجهاز الصعبي.
· ما أضرار الاستروكس على المتعاطي؟
المواد الكيمائية منبهة للجهاز العصبي بدرجة عالية جدًا، وفي بداية التعاطي تحدث استثارة لكل وظائف الجسم، وتؤدي لخلل في كل وظائف الجسم، وزهان حاد، وتهيئات وهلاوس سمعية وبصرية حادة أشبه بـ"بارانويا"، كما يتضرر المخ ويفقد السيطرة على تصرفاته، والتأثير يتغير حسب الجرعة والكمية وجسم المتعاطي.
من ناحية أخري هناك جرائم تُرتكب بسبب التعاطي؛ لأنه فاقد التحكم في انفعالاته ولا يستوعب ما يجري حوله.
· بعض الأطباء تحدثوا أنه قد يؤدي للوفاة.. ما صحة ذلك؟
هو ضار للغاية لأنه ينشط الخلايا بطريقة غير طبيعية، ويحدث تأثيرًا مثل السرطان، كما أنه بالفعل يتسبب في أنواع سرطانات مثل الدم بسبب النشاط غير الطبيعي في تكاثر الخلايا، وسرطان الرئة بسبب التدخين، كما يحدث قصورًا في الدورة الدموية، وهبوط حاد في بعض الحالات التي قد تؤدي للوفاة.
· هل يساهم إداراج هذه المواد بجدول المخدرات في الحد من انتشارها؟
إدراج هذه المواد بناءً على توصيات من لجنة ثلاثية مشكلة من ممثلي وزارات الصحة، والعدل، والداخلية؛ بهدف الحد من انتشار المواد المخدرة المستحدثة، لأن التركيبة الكميائية التي تدخل في تصنيع الاستروكس تتغير من وقت لآخر، كنا وصلنا لنحو 18 مادة، ثم حدث اجتماع باللجنة وقدمنا مشروع قانون لتجريم كل الجواهر التخليقية وهي المواد التي تبنى منها المخدرات، بدلا من حظرها مجموعة من المواد كل فترة.
مشروع القانون سيجرم كل المواد التي تذهب العقل أو تدخل في تصنيع مواد مخدرة سواء مدرجة بجدول المخدرات أو غير مدرجة بالجدول، لأن الأزمة أنه عند القبض على تاجر مخدرات يبيع هذه المواد، كانت لدينا بعض المواد لم تُجرم، وبالتالي كان يفرج عن التاجر وفقًا للقانون، وبالتالي فالتعديلات الجديد تغلق هذا الباب نهائياً.
· ما نسب تعاطي المواد المخدرات في مصر؟
الحشيش لا يزال متصدرًا لنسب التعاطي، ثم الترامادول ثم الهيروين ثم الاستروكس.
· هل هناك إقبال على العلاج من هذه المواد؟
الحالات المترددة على العيادات الخارجية زيادات بحوالي 4 أضعاف من نفس الفترة العام الماضي.
· ما المدة الزمنية للعلاج والتعافي من التعاطي؟
في العموم؛ العلاج من الإدمان يتم عبر مراحل، وتكون المرحلة الأساسية علاج أعراض الانسحاب الجسدية وسحب المخدر من الجسم، ولا تتجاوز أسبوعين على حسب مادة التعاطي، بعد ذلك مرحلة التأهيل النفسي وبها عدة مراحل وتستغرق من شهرين لـ 3 شهور.
وخلال هذه الفترة؛ فهناك جزء تثقيف نفسي، وجزء علاج نفسي، وجزء علاج سلوكي، وجزء تغيير للفكر والمعرفة بحيث يعاد تأهيل مريض الإدمان نفسياً بشكل جيد.
علاج الاستروكس أيضًا يسير بنفس المراحل، لكن هناك نقطة إضافية أن الاستروكس نتيجة أنه يثير الجهاز العصبي ويؤدي لأعراض نفسية قوية جدًا تسبب تشخيصًا مزدوجًا، وتجعله مدمن ويعاني من اضطرابات نفسية، وبالتالي نحتاج إلى فترة علاج دوائي لعلاج الاضطرابات النفسية.
· ما تكلفة العلاج؟
العلاج بالمجان في الأساس لـ 80% من أسرة مستشفيات الصحة النفسية عن طريق التعاون مع الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ويتحمل الصندوق تكلفة العلاج عن طريق التعاون في العيادات بالمستشفيات.
وهناك أسرّة اقتصادية وأقصى ما يدقعه المريض فيها 1200 جنيه شهريا، وفي كل الأحوال العلاج ليس مكلفًا ونسعى لزيادة عدد الأسرّة بالمستشفيات.
· الحكومة تجري حالياً تحليل مخدرات للموظفين.. ما الخطوات التي يتبعها الموظف حال رغبته في العلاج؟
المطلوب أن يلجأ لأي عيادة خارجية لمستشفيات الصحة النفسية الموزعة على مستوى الجمهورية أو يتواصل مع الخط الساخن للصندوق، ويتم التحويل على المستشفيات الخاصة بنا.
عندما يأتي الموظف يتم فتح ملف له، ولو محتاج علاج دوائي يحصل عليه ويتم إخباره بخطة العلاج، ومتاح أن يتابع مع العيادات الخارجية ببرنامج "علاج من الخارج"، إن كان مرتبطًا بمواعيد للعمل، ولا يتطلب الحجز داخل المستشفى "ييجي مرة أو اتنين أسبوعياً على حسب العلاج".
· هل هناك برامج مختلفة للعلاج؟
برنامج العلاج يحدده الطبيب والمريض معًا، بالتنسيق مع أهله، ولا يتم إجبار الشخص على العلاج بل بالتفاهم معه وتحفيزه لبدء الكورس العلاجي، والبرامج تأخذ أكثر من شكل، الأول يعالج داخل المستشفى ولكن لا يأخذ الكورس كاملًا، بيكون شهر وبياخد الأساسيات بشرط أنه يطلع يكمل في البرنامج العلاجي الخارجي".
وهناك شكل آخر، أن يخضع المتعاطي لبرنامج كامل داخل المستشفى، ثم الحصول على فترة التأهيل النفسي بعد الحجز، بجانب برنامج الرعاية النهارية وهو مرحلة انتقالية بين الحجز داخل المستشفى والحياة خارجه "يقضي برنامج طول النهار في المستشفى وواحدة واحدة يعاد تأهيله للدمج بالمجتمع.
والشكل الأخير بأن يتابع المتعاطي من العيادة الخارجية باستمرار وبانتظام على حسب تقييم الحالة، ويحصل على الخدمة، ثم يغادر إلى منزله.
· هل هناك إقبال من الموظفين على تلقي العلاج؟
الملاحظة أن هناك زيادة في عدد الموظفين بالقطاع الحكومي الراغبين في العلاج، وهذا مؤشر جيد و"الناس بدأت تاخد خطوة".
لو طلب العلاج يتم فتح ملف وتسجيل المادة التي كان يتعاطها، وعند انتظامه في العلاج يثبت ذلك في تقريره و"مش هيشيل هم التحليل لأنه أثبت رغبته في العلاج".
· هل هناك نسبة للانتكاسة؟
مرض الإدمان بطبيعته وادر فيه الانتكاسة، لكن هناك نسبة تعافي كبيرة تصل لـ 75%، والخضوع للعلاج النفسي يحمي من الانتكاسة، وقد تكون له فرصة في تغيير حياته أفضل من الذين لم يتعاطوا منذ البداية.
· ماذا عن برامج علاج المراهقين؟
المراهقون بطبيعة المرحلة لهم معدل خطورة أكبر، وبالتالي البرنامج الذي بدأنا تطبيقه عبارة عن شرح أضرار التعاطي والتأهيل النفسي للمراهق والدعم النفسي بحيث لا تكون المخدرات الطريقة الخاصة به في التعامل: "إزاي يعيش حياته من غير ما يتعاطى مخدرات".
نعلم أن هذه المرحلة العمرية ليست الطريقة الأمثل النصيحة المباشرة، والحملة كان لها صدى كبير بعدما نزلنا إلى مدارس الإعدادي والثانوي ونظمنا حملة "تقدر من غيرها".
فيديو قد يعجبك: