إعلان

لم تنتهِ بعد.. قصة مدير معهد القلب: بيانات عاجلة في البرلمان ومظاهرة حب

06:30 ص السبت 09 مارس 2019

الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة

كتب- أسامة عبدالكريم:

لم تمر 48 ساعة، على قرار الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إقالة الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب القومي بإمبابة، ليصطدم قرار الوزيرة بحالة من الرفض والاستنكار، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأطباء وعدد من نواب البرلمان.

الأمر لم يقتصر على الإقالة فحسب، وأحيل مدير المعهد السابق للتحقيق للتقصير في عمله، الأمر الذي دفع أعضاء مجلس النواب، لتقديم بيانات عاجلة، فالطبيب ذاته- مدير معهد القلب- أشادت الوزيرة بعمله في بيانات رسمية سابقة، وقدرته على التصدي لقوائم انتظار المرضى.

شمل قرار الوزيرة- الصادر الخميس- مخالفات وصفتها بـ"الصريحة" ضد المرضى والحالات الحرجة بالمعهد، في ظل رئاسة "جمال شعبان له"، وأهمها: تأجيل عدد من العمليات الجراحية بالمعهد دون سبب أو مبرر لمرضى يعانون من ويلات المرض، في أمس الحاجة للتداخلات العاجلة، ووجود 3598 مريضًا لم يسجلوا من خلال المعهد ضمن منظومة قوائم الانتظار، مما يؤجل إجراء جراحاتهم العاجلة، وإجراء 79 عملية جراحية فقط في الفترة من 1 يناير 2019 وحتى 5 مارس الحالي من أصل 660 حالة مسجلة.

فور إعلان تلك الأسباب سارعت النائبة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، وتقدمت ببيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، والمطالبة بتشكيل لجنة من أعضاء لجنة الصحة بالبرلمان للتأكد من صحة القرار.

واتهمت عضو صحة البرلمان، وزيرة الصحة بأنها "تعمل بشكل عشوائي" منذ أن تولت المنصب، مضيفةً: "هي من عينت مدير معهد القلب وهي من أقالته، والبعض أصدرت بحقه أكثر من قرار تعيين ثم إقالة أو نقل، منها مدير عام الطب العلاجي، وكذلك مدير المؤسسة العلاجية".

وقالت إليزابيث لـ"مصراوي": "بعد نجاحه بهذا الشكل توقعت أن تتخذ وزيرة الصحة قرارًا بإقالته، وهذه ليست الواقعة الأولى"، متسائلةً: "هل مدة لا تصل لـ٦ أشهر كافية، لتقييمه؟"

وأعربت عن حزنها على القرار، ليس لشخص مدير المعهد، بل على الخدمة التي كانت تقدم للمواطن، وكأن الوزيرة لا تريد وجود شخص ناجح في مكانه، ولا تريد كفاءات".

ووصف النائب أحمد عبده الجزار، القرار بـ"الغموض"، متهما الوزيرة بالتناقض، بعدما أشادت منذ شهر بالتقدم الذي أحرزه المعهد والقضاء على قوائم الانتظار، لتعود باتهامها له بالتقصير .

وشدد على وقوفه بقوة بجانب كل مسئول شريف يمارس مهام عمله وينحاز للفقراء ويعمل من أجل رفعة ومكانة وطنه، كما يقفون بكل قوة ضد أي مسئول فاسد و مهمل.

فيما رأى الدكتور محمد العماري، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن قرار التعيين والإقالة حق أصيل لوزيرة الصحة، ولا يمكن خلط الأوراق والتدخل في عمل الحكومة"، موضحا لـ"مصراوي"، أن دور البرلمان مراقبة الحكومة، وليس تعيين القيادات أو إقالتهم".

وأكد رئيس لجنة الصحة في البرلمان، أن المجلس سيتدخل حال وجود أي مخالفات في القرار، لاسيما أنه من حق النائب تقديم طلب إحاطة أو سؤال عاجل حول القضايا المختلفة.

فيما تضامنت نقابة الأطباء بالجيزة، مع الدكتور جمال شعبان، وطالبت وزيرة الصحة بالعدول عن القرار، مبينة، أن بيانات الوزارة "غير سليمة"؛ نتيجة قصور في نظام الحاسب بالوزارة والذي أخذ في الاعتبار حالات الشرايين التاجية فقط، ولم يأخذ حالات الصمامات والأطفال والطوارئ والحالات التي أجريت مجانا لحين صدور القرار، ثم أخذت حالات قوائم الانتظار التي لم تنته في ٢٠١٨ في كل المستشفيات وضمتها إلى ٢٠١٩ وأصدرت لها قرارات جديدة وبذلك تكون حالات ٢٠١٨ لقوائم الانتظار انتهت بينما المعهد ما زال يجريها.

وأوضحت النقابة أنه لا يجوز التحقيق مع الدكتور جمال شعبان إلا بواسطة لجنة خاصة ويكون من ضمن أعضاءها عميد كلية الحقوق؛ طبقا للوائح هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، لكونه بدرجة استاذ.

3 بيانات متباينة

خلال الـ3 شهور الماضية، أصدرت وزارة الصحة 3 بيانات، تجاه معهد القلب في عهد الدكتور جمال شعبان:

إشادة

أواخر نوفمبر من العام الماضي، أشادت وزارة الصحة بدور معهد القلب في إجراء عدد كبير من الجراحات ضمن مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار.

وقال خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، آنذاك، إن إجمالي عدد المستشفيات المشاركة في قوائم الانتظار 164 مستشفى، تضمنت 99 مستشفى حكوميًا أجرت 34 ألفًا و34 عملية من إجمالي العمليات التي تم الانتهاء منها، لافتاً الى أن أعلى مستشفى هو معهد القلب القومي بعدد 4952 عملية.

تقصير

تغيّر الحال بعض الشيء بعد أيام من تلك الشهادة بشأن مشاركة معهد القلب بمبادرة قوائم الانتظار، ففي 14 فبراير الماضي، أجرت وزيرة الصحة جولة مفاجئة لمعهد القلب.

وقال بيان وزارة الصحة، إن الوزيرة وجدت خلال الجولة تأخرا في عمليات تركيب منظم ضربات القلب، ووجهت بسرعة حل المشكلة على الفور.

ولم يظهر الدكتور جمال شعبان خلال جولة الوزيرة بالمعهد، كما أعطت توجيهاتها إلى الدكتور أحمد مصطفى نائب المدير.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة، إلى أن هالة زايد راجعت عدد عمليات القلب المفتوح والقساطر القلبية التي تجرى داخل المعهد، حيث وجهت بزيادة إجراء عمليات القلب المفتوح، كما وجهت بزيادة معدل إجراء القساطر القلبية اليومي لاستيعاب عدد أكبر، لمنع تراكم قوائم انتظار جديدة للمرضى في تخصصات القلب المفتوح والقساطر القلبية.

كما أبدت وزيرة الصحة عدم رضائها عن أعمال النظافة والأمن بالمعهد ووجهت بتحسن هذه الخدمات على الفور.

لم ينتهِ الأمر، بقرار إقالة الدكتور جمال شعبان، وإحالته للتحقيق العاجل؛ لتقصيره في مهام عمله، وتكليف الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، بديلا عنه.

كلنا في خدمة المريض

في أول لتصريحات لمدير معهد القلب الجديد، أكد أن إنهاء قوائم الانتظار داخل المعهد على رأس التكليفات التي تلقاها، خاصة جراحات القلب المفتوح والقسطرة القلبية، موضحا لمصراوي، أن المعهد أجرى في أول يوم لتوليه المسؤولية 92 عملية قسطرة قلبية، مضيفًا: "إحنا شغالين ليل ونهار لإنهاء قوائم الانتظار طبقا لتكليفات الرئيس ووزيرة الصحة".

ورفض مدير معهد القلب الجديد الخوض في ملابسات قرار إقالة مدير المعهد السابق، قائلا: "له كل الاحترام، لكننا نعمل في منظومة ولا يوجد اعتراض على تعييني"، واصفا الأمر كـ"مدرب نزّل لاعب جديد بدلا من لاعب، اللاعب الجديد ينزل يلعب، ولا أسأل عن سبب رحيل اللاعب القديم".

وعن تضامن العاملين والأطباء، ضد رحيل د. جمال شعبان، قال أسامة: "أنا ابن المعهد ودخلت عام 1989 وصحيح ربما يكونوا متضايقين لسبب ما ولكن لا يوجد اعتراض على شخصي".

متابعا: "الدكتور جمال دفعتي وصداقتنا ممتدة منذ عام 1980، و"لكن الوزيرة طلعت لاعب محترف ونزلت لاعب تاني ومحدش بيسأل المدرب طلعت لاعب ليه".

فيما أعلن الدكتور جمال شعبان أنه رفع شعار "المريض أولًا"، منذ توليه، متابعًا: "أتحدى أن يكون هناك مركز في مصر حقق ما حققه معهد القلب، خلال فترة رئاستي له".

إنقاذ حياة المواطنين، طغى على الإجراءات الورقية، يقول شعبان: "الحالات الحرجة لم يكن ينتظر إنهاء القرارات والأوراق الروتينية.. المعهد كان يجري عمليات لـ450 حالة شهريًا، ولم يتم تسجيلها".

وتابع: "يكفيني مظاهرة حب الناس التي اشتعلت، ومكالمات المؤازرة التي تأتي إلىّ من كل أنحاء العالم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان