وزير الزراعة: نسعى لتحقيق جودة وسلامة المنتج الغذائي
كتب - أحمد مسعد:
أكد الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي سعي الوزارة المستمر نحو تحقيق جودة وسلامة المنتج الغذائي، وذلك من خلال التوجه العلمي نحو بناء نظم وبرامج علمية تطبيقية تتسم بالتكامل والقدرة على التعامل مع كافة متغيرات النظام البيئي.
وقال أبوستيت - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية اليوم الخميس خلال حفل إطلاق أول دليل لمبيدات الآفات الزراعية على التليفون المحمول - إن استراتيجية الوزارة في مجال مكافحة الآفات تعتمد على استخدام توليفة من التقنيات والوسائل بتوافق دقيق يرتكز على الاستفادة القصوى من كافة الوسائل الطبيعية والحيوية المتاحة، فضلا عن ترشيد استخدام المكافحة الكيميائية من خلال منظور بيئي واقتصادي واجتماعي.
وأضاف أن الوزارة تأخذ في الاعتبار ضرورة حسن اختيار المبيد، والجرعة الموصي باستخدامها والتوقيت الأمثل للتطبيق حتى يمكن تحقيق أقصى قدر من المنافع بأقل مستوى من التكاليف؛ حفاظَا على صحة المواطن وسلامة البيئة وزيادة القدرة التنافسية لتصدير منتجات زراعية نظيفة، وذلك من خلال الالتزام بالحدود القصوى المسموح بها عالميًا لمتبقيات المبيدات الكيميائية على المنتجات الزراعية.
وأوضح أن هذا التوجه السابق يواكبه عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فمصر مقبلة على مرحلة الإرشاد الزراعي الإلكتروني الذي يحقق التواصل السريع والإيجابي مع المزارعين من خلال توظيف تقنية المعلومات المتاحة، حيث تم استحداث طرق الاتصال الإرشادي الإلكتروني لتحل محل الإرشاد الزراعي التقليدي.
وتابع قائلا: "إننا في حاجة ماسة إلى الإرشاد الإلكتروني ولعل افتتاح برنامج (بشاير) لتقديم الخدمة الإلكترونية للتوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات هو بداية حقيقية للدخول في عصر الإرشاد الزراعي الإلكتروني، حيث أنه من الضروري أن تعمل جميع أطراف منظومة المبيدات في مصر لدعم هذه الخدمة حتى يمكن أن نسير وبخطى ثابتة في مسار عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
من جهته.. قال رئيس لجنة المبيدات بالوزارة الدكتور محمد عبدالمجيد إن الوزارة تسعى إلى إنشاء قاعدة زراعية متطورة يتم فيها تطبيق منظومة القواعد الرقمية وقواعد البيانات الشاملة لجميع المزارعين في مصر، ولجميع المساحات والأراضي الزراعية وأنواع المحاصيل الزراعية، إلى جانب تأمين الحماية الآلية والإلكترونية والمميكنة لكل مقومات المنظومة الرقمية، والعمل على بناء كارت الفلاح الذكي والسعي نحو إعادة بناء وهيكلة جميع إدارات الإرشاد الزراعي المصري.
وأضاف عبد المجيد أن تأهيل وتفعيل مهام المهندس والمرشد الزراعي وفقا للمتطلبات العصرية أصبح ضرورة ملحة، مشيرا إلى أن الانتشار الواسع لوسائل التكنولوجيا الرقمية من أهم سمات المجتمعات في العصر الحديث، حيث أن استخدامها في الاتجاه الصحيح سيؤدي إلى إنتاج خدمات معلوماتية يمكن الاعتماد عليها في معالجة الكثير من المشاكل التطبيقية، مؤكدا ضرورة أن تتمتع التكنولوجيا الرقمية بالقدرة على التخزين والاسترجاع بسرعة فائقة في كافة المجالات.
وأوضح أن القطاع الزراعي من أهم القطاعات الاقتصادية التي تساهم في تنمية الاقتصاد القومي، كما تعد التطورات السريعة في مجال التكنولوجيا الرقمية من أهم العوامل التي تساعد على تطور الإرشاد الزراعي، وفي الوقت ذاته تمثل تحديًا يجب على الإرشاد الزراعي مواجهته في المرحلة الراهنة.. منوهًا بأن هذه التكنولوجيا الرقمية قادرة على الاستيعاب والتعامل مع التراكم غير المسبوق في حجم المعلومات المتاحة للمنتج الزراعي.
وأشار إلى جهود الوزارة في السعي دائمًا لإتاحة التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية لدى المزارعين من خلال إصدارات سنوية تضم كافة المعلومات الخاصة بالمبيدات الموصي باستخدامها ومعدلات وتوقيتات الاستخدام وفترات ما قبل الحصاد والحدود القصوى للقيم المسموح بتواجدها على المنتج الغذائي، بالإضافة إلى البرامج التدريبية لكل أطراف منظومة المبيدات وكذا تأهيل مطبقي المبيدات (بلغ عدد مطبقي المبيدات الآن ما يقرب من 7 آلاف مطبق).
ولفت إلى أن كل هذه الوسائل ستقوم بتحويل الإرشاد الزراعي من التقليدي إلى الإلكتروني الذي سوف يحقق الإدارة المستدامة لمكافحة الآفات الزراعية، منوهًا بأن الإرشاد الزراعي عبر الإنترنت يعمل على سرعة توفير المعلومات وإتاحتها ودقتها في مدة زمنية محدودة وتكاليف أقل.
وتعتمد الطرق الإرشادية الإلكترونية على تطبيق وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتصل بسهولة إلى المناطق الريفية النائية، فالاستخدام الإرشادي الموجه للمزارع عبر شبكة الإنترنت يحقق تأثير مباشر على الإنتاج الزراعي من خلال توفير المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب وقد لا تستطيع طرق الإرشاد التقليدية تحقيق ذلك.
وأكد عبد المجيد ضرورة إحلال الوسائل التكنولوجية لمواكبة التطورات الحادثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضرورة تعظيم استخدامات الطرق الإرشادية الإلكترونية، قائلا: "يطيب لي اليوم افتتاح برنامج (بشاير) الإلكتروني لإتاحة المعلومات والمعارف الخاصة بالتوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات عبر الإنترنت للمزارعين وكافة المستخدمين".
وبدورها، قالت درة فيعاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة اقتصاد المعرفة (بشاير)، إن ذلك الدليل يعد الأول من نوعه على التليفون المحمول؛ لتوعية المزارعين بالتوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية، حيث يوفر قوائم محدثة بشكل مستمر لكل من المبيدات المسجلة والشركات والموزعين مع أفضل الممارسات للاستخدام الأمثل للمبيدات لإنتاج المحاصيل المطابقة لمعايير الصحة والسلامة والأمان سواء للتصدير أو للسوق المحلي، وأن المرحلة الأولى منه تشمل محاصيل الفراولة والجوافة والفلفل الألوان.
وأضافت فيعاني أنه يسهل من عملية التواصل مع المصدرين وشركات التصنيع الزراعي، باعتباره أول نموذج فعال لسلسلة قيمة متكاملة، كذلك التسويق الجيد للمحاصيل مع توفير مستلزمات الإنتاج في إطار زراعة تعاقدية، كما يروج لمهنة (المسوق الزراعي) في القرى لدى شباب الخريجين؛ لخدمة المزارع الصغير في الحصول على المبيدات المسجلة ومتابعة التسويق والتعاقدات مع المصدرين والمصانع مع إنشاء نموذجي خلال المشروع.
فيديو قد يعجبك: